تطوير استجابات استباقية لموجات الحرارة المؤثرة في البيئة البحرية

«بيئة أبوظبي»: نفوق 160 طن أسماك خلال عامين

الموجـات الحرارية تتسبب في زيـادة نفـوق الأسماك والسلاحف. من المصدر

كشفت هيئة البيئة في أبوظبي عن نفوق أكثر من 160 طناً من الأسماك في أبوظبي خلال عامي 2020، و2021، بسبب الموجات الحرارية التي تتأثر بها البيئة البحرية في الإمارة، مشيرة إلى أن فريـق جـودة الميـاه البحريـة التابـع للهيئـة يطــور اســتجابات اســتباقية مــن خــلال الرصــد المســتمر لموجــات الحــرارة التــي تؤثــر في البيئــة البحريــة.

وأوضحت أن «موجــات الحــرارة هــي حالــة مــن الــدفء الشــديد للميــاه البحريــة المحيطــة التــي تــدوم فتــرات طويلــة، وقد لوحظ فــي الســنوات الأخيرة موجــات حــارة فــي جميــع أنحــاء العالــم مــن المحيطــات المفتوحـة إلـى البحـار الهامشـية والمناطـق السـاحلية، بمـا فـي ذلـك الخليـج العربـي، خصـوصاً فـي ميـاه أبوظبـي».

وأكدت الهيئة في التقرير السنوي لجودة المياه البحرية الصادر أخيراً أن «هـذه الموجـات الحرارية لهــا آثــار شــديدة علــى النظــم الإيكولوجية البحريـة والمجتمـع البشـري، وتتمثـل تداعياتهـا فـي زيـادة نفـوق الأسماك، وابيضـاض الشـعاب المرجانيـة، وتغييـر موائـل الأعشاب البحريـة، والشـعاب المرجانيــة والأسماك، الأمر الــذي يــؤدي فــي العــادة إلــى نفــوق الأسماك والتأثيـر علـى أعدادهـا».

وشددت على مراقبة موجــة الحــرارة وتأثيرهــا في البيئـة البحريـة فـي ميـاه أبوظبـي، حيث أظهـرت برامـج المراقبـة التــي تنفذهــا أن الميــاه الســاحلية فــي أبوظبــي تعرضــت لإحدى الموجــات الحراريــة فـي عامــي 2020 و2021، واسـتمرت أكثر مـن 15 يوماً، وتسـببت فـي نفـوق جماعـي لأنواع مختلفـة مـن الأسماك علـى طـول السـاحل.

وقالت إنها سـجلت 148 طناً من الأسماك النافقــة مــن 15 نوعـاً فـي عـام 2020، ووثقــت خــلال عــام 2021 نفوق 12.75 طنـاً مــن الأسماك تنتمــي إلــى الأنواع نفــسها. وتزامنـت هـذه الظاهـرة مـع ملاحظـات أخـرى غيـر عاديـة لنفـوق السلاحف البحريـة (السلاحف الخضـراء)، وترسـب الأعشاب البحريــة الميتــة والطحالــب الكبيــرة علــى طــول الســاحل خــارج نطاقهــا الطبيعــي.

وأشارت إلى أن موجــات الحــرارة البحريــة تؤثــر في العديــد مــن النظــم الإيكولوجية، مــا يتســبب فـي تحول فـي انتشـار الأنواع، وفشـل التكاثـر، وتداعيـات علـى النمـو، وزيـادة حالات نفـوق الأنواع البحريـة نتيجـة ظاهـرة ابيضـاض الشـعاب المرجانيـة، لافتة إلى أن فريـق جـودة الميـاه البحريـة التابـع لها يطــور اســتجابات اســتباقية مــن خــلال الرصــد المســتمر لموجــات الحــرارة التــي تؤثــر في البيئــة البحريــة.

وأكدت الهيئـــة مراقبتها 22 محطـــة للحصـــول علـــى 28 مُعامـلاً لجــودة الميـاه، و11 معيــاراً لجـودة الرواسـب، ورصـد الخصائـص الأساسية لنوعيـة الميـاه (مثـل درجـة الحـرارة والملوحـة ودرجــة الحموضــة والأكسجين المــذاب مــن خــلال أدوات فــي المواقــع المحــددة).

وقال التقرير: تتضمــــن الاستجابة لهــــذه التغيــــرات إصــــدار قواعــــد وأنظمــــة للأنشطة التـــي تســـبب ضغوطاً بيئية، وتوسـيع برنامـج المراقبــة البحرية، واتخـاذ خطـوات لتقليل التصريـف فــي الميـاه البحرية.

تويتر