النيادي يجري أكثر من 19 تجربة بحثية متقدمة في 10 مجالات مختلفة

المهمة الثانية لـ «الإمارات لرواد الفضاء» إلى محطة الفضاء الدولية تنطلق 26 فبراير

صورة

يستعد مركز محمد بن راشد للفضاء لإطلاق المهمة الثانية لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء، إلى محطة الفضاء الدولية. ومن المقرر أن تنطلق أول مهمة طويلة الأمد لرواد الفضاء العرب، في 26 فبراير 2023، الساعة 11:07 صباحاً بتوقيت دولة الإمارات، حيث سيخوضها رائد الفضاء سلطان النيادي، اختصاصي مهمة الطاقم الأساسي، في حين سيكون زميله هزاع المنصوري، اختصاصي مهمة، ضمن الطاقم الاحتياطي.

تم الإعلان عن تفاصيل المهمة، والكشف عن شعارها، وأبرز تفاصيلها أمس، في متحف المستقبل بدبي، بحضور وزير شؤون مجلس الوزراء محمد بن عبدالله القرقاوي، والرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل خلفان بالهول، ومدير جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية المدير التنفيذي لمؤسسة دبي الصحية الأكاديمية الدكتور عامر أحمد شريف، والمدير العام لمركز محمد بن راشد للفضاء سالم المري، ورائدي الفضاء الإماراتيين سلطان النيادي، وهزاع المنصوري، إلى جانب عدد من كبار الشخصيات، والشركاء، وممثلي وسائل الإعلام.

وقال رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء، حمد عبيد المنصوري: «لقد نما قطاع الفضاء في دولة الإمارات بشكل ملحوظ خلال العقد الماضي، من خلال الرؤية المستقبلية لقيادتنا، وظهر ذلك عبر تحقيق إنجازات كبيرة، مثل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، ومشروع الإمارات لاستكشاف القمر، والآن نحن على موعد مع أول مهمة طويلة الأمد لرواد الفضاء العرب».

وتابع: «هذه المهمة ستجعل الإمارات الدولة الـ11، والأولى غير عضو بمحطة الفضاء الدولية، التي ترسل رواد فضاء في مهمة طويلة الأمد إلى محطة الفضاء الدولية، إضافة إلى تدريبهم وإعدادهم للسير في الفضاء».

من جانبه، أكد المدير العام لمركز محمد بن راشد للفضاء سالم المري، على أهمية تلك المهمة، قائلًا: «ترسي دولة الإمارات أسس هذا القطاع الحيوي من خلال تزويده بالكوادر الوطنية المؤهلة، وإطلاق المزيد من المشروعات العلمية المتعلقة باستكشاف الفضاء، ودعم الرؤى الاقتصادية، وتلعب المهمات الفضائية طويلة الأمد دوراً حاسماً في تعزيز فهمنا للفضاء، وقدرتنا على استكشافه، والاستفادة منه في المستقبل». وتابع: «بعد خمس سنوات من إطلاق برنامج الإمارات لرواد الفضاء، نجحنا في إرسال هزاع المنصوري، أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية، ونستعد الآن لإرسال سلطان النيادي إلى محطة الفضاء الدولية في مهمة ستستمر لمدة ستة أشهر. ولن تكون مجرد أول مهمة طويلة الأمد يقوم بها رواد الفضاء لدينا، بل ستكون أيضاً الأولى من قبل دولة غير شريكة لمحطة الفضاء الدولية، وهو إنجاز جديد بحد ذاته. فمهمة سلطان هي الخطوة التالية في رؤيتنا للبعثات المأهولة لدولة الإمارات، حيث نستهدف أن يكون الثنائي نورا المطروشي، ومحمد الملا، في قيادة مهمات الإمارات المستقبلية».

وكشف المري عن شعار المهمة، الذي يحمل صورة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهو مستوحى من شعار المهمة الأولى، حيث يظهر فيه سلطان النيادي وهو ينظر نحو صورة للمغفور له الشيخ زايد، ويظهر كذلك جزء من كوكب الأرض، ومحطة الفضاء الدولية، والفضاء، في إشارة إلى المهمة التي ستستغرق ستة أشهر، وستلعب دوراً مهماً في زيادة فهمنا للفضاء، وإضافة فوائد علمية تسهم في تحسين الاستدامة على الأرض.

وستنطلق المهمة، التي يطلق عليها «Crew – 6»، على متن مركبة دراجون، التابعة لشركة «سبيس إكس»، من المجمع رقم 39A بقاعدة كيب كانافيرال الفضائية، في ولاية فلوريدا، بالولايات المتحدة، وستحمل على متنها سلطان النيادي، اختصاصي المهمة، إلى جانب رائد الفضاء ستيفن بوين، قائد المهمة، ووارين هوبيرغ، قائد المركبة، وأندري فيدياييف، اختصاصي مهمة «روسكوزموس». وتنطلق المهمة ضمن البعثة 69 إلى محطة الفضاء الدولية، التي ستعمل على تركيب الأجزاء النهائية لـ«iRosa»، وهي الألواح الشمسية التي يتم تركيبها في محطة الفضاء الدولية، إضافة إلى إجراء التجارب والأبحاث العلمية.

ويضم الطاقم الاحتياطي للمهمة كلاً من هزاع المنصوري، اختصاصي مهمة، وجاسمين موغبيلي، قائد المهمة، وأندرياس موغنسن قائد المركبة، وكالة الفضاء الأوروبية، وكونستانتين بوريسوف، اختصاصي مهمة، روسكوزموس.

وبمجرد وصول النيادي إلى محطة الفضاء الدولية، سيكون أمامه جدول زمني مكثف من التجارب، ووقت محدد للاتصالات المباشرة، مع مختلف الجهات، والجامعات، والمدارس، حيث سيجري 13 مكالمة مباشرة، و10 اتصالات عبر الراديو، سيتم إجراؤها تباعاً، لبرنامج التواصل المجتمعي مع مؤسسة الإمارات للآداب، والذي سيتم تخصيصه على مدار الستة أشهر المقبلة.

خلال 4000 ساعة على متن محطة الفضاء الدولية، سيجري سلطان النيادي أكثر من 19 تجربة بحثية، ودراسات متقدمة، بالتعاون مع وكالة ناسا، ووكالة الفضاء الأوروبية، ووكالة الفضاء الكندية، والمركز الوطني لدراسات الفضاء بفرنسا، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية «جاكسا»، تشمل مجموعة من المجالات، أبرزها نظام القلب والأوعية الدموية، وآلام الظهر، واختبار وتجربة التقنيات، وعلم «ما فوق الجينات»، وجهاز المناعة، وعلوم السوائل، والنبات، والمواد، إضافة إلى دراسة النوم، والإشعاعات.

كما ستشمل المهمة جانب التوعية التعليمية، من أجل إلهام الجيل القادم من العلماء والباحثين، حيث اختار مركز محمد بن راشد للفضاء مشروعين بحثيين من جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، سيركز المشروع الأول على تقييم تأثير بيئة الجاذبية الصغرى في الفضاء على التفاعل بين القلب ووضعية الجسم، بينما سيعمل المشروع الثاني على دراسة خلايا الفم والأسنان على الأرض في بيئة تحاكي الجاذبية الصغرى. سيشارك في كلا المشروعين عدد من الطلاب والباحثين، لضمان تطوير القدرات، وتأهيل جيل جديد من العلماء. وإضافة إلى جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، سيتم مشاركة بيانات المهمة مع عدد من الجامعات المحلية، مثل جامعة نيويورك أبوظبي، وجامعات أخرى.

وتحدث سلطان النيادي عن التدريبات التي خضع لها، برفقة زميله هزاع المنصوري، حيث أكد أنهما أكملا التدريبات الخاصة بالمهمة، إضافة إلى التدريبات العامة، التي بلغت أكثر من 1700 ساعة مع وكالة ناسا، خلال العاميين الماضيين. وشملت بعض التدريبات الرئيسة التي خاضها سلطان وهزاع، ما يلي السير في الفضاء، واستخدام بدلة السير في الفضاء (EMU)، وتدريبات على طائرة T-38، والتدريب بالتعاون مع وكالة الفضاء الكندية، ووكالة الفضاء الأوروبية، على استخدام الذراع الروبوتية «كندارم 2»، المخصصة لالتقاط مركبات الشحن، والعمل على مساعدة رواد الفضاء في مهام السير في الفضاء، والتعامل مع الحمولات الخارجية.

النيادي: مشاركتنا في الرحلة تؤهلنا للوصول إلى المريخ والقمر

قال رائد الفضاء الإماراتي، سلطان النيادي، إن مركز محمد بن راشد للفضاء تعاون مع مختلف الوكالات الفضائية، لتنفيذ تجارب علمية متنوعة، منها أنني جزء من الدراسة، حيث ستتم مراقبة تأثير انعدام الجاذبية على سمعي وبصري والأوعية الدموية والتوازن والنوم، مضيفاً أن التجارب ستفيد الإمارات في تحديد تأثير انعدام الجاذبية على الأجسام البشرية، إذا ما استهدفت الوصول بشرياً إلى القمر أو المريخ. ولفت إلى صعوبة بيئة الفضاء، بما فيها من إشاعات وانعدام الجاذبية، والتي تؤثر بشكل كبير على الجسم، حيث ينتج عنها هشاشة عظام أو فقدان لكتل عضلية أو عدم استيعاب الشخص لمحيطه الخارجي. وتابع: «إذا تمكنا من التحكم بتوابع أو آثار انعدام الجاذبية بطريقة تؤهل رواد الفضاء للهبوط على سطح القمر أو المريخ من دون مشكلات، فإننا نكون قد حققنا الهدف المطلوب، ولذلك نجري التجارب العلمية على رواد الفضاء، لأن أول رائد فضاء سيهبط على سطح المريخ لن يجد أناساً يستقبلونه على سطح الكوكب الأحمر، ومن الأهمية أن نحصل على كوادر تستطيع أن تهبط على سطح القمر أو المريخ بشكل يضمن سلامتها، وتستطيع تنفيذ مهامها بشكل تام». المهمة تجعل الإمارات الدولة الـ11 والأولى غير عضو بمحطة الفضاء الدولية التي ترسل رواد فضاء في مهمة طويلة الأمد إلى محطة الفضاء الدولية.

تويتر