الدولة الأولى عربياً في تحقيق إنجازات فضائية ضخمة

الإمارات تتحوّل إلى مركز إقليمي لعلوم وتكنولوجيا الفضاء في المنطقة

صورة

توقع خبيران في مجال الفضاء أن تكون دولة الإمارات مركزاً لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك خلال السنوات المقبلة، لما تمتلكه من برنامج فضائي قوي ومستدام.

وذكرا لـ«الإمارات اليوم»، أن الإمارات استطاعت خلال سنوات قليلة أن تحقق إنجازات فضائية ضخمة، جعلتها الدولة العربية الأولى في هذا المجال، من حيث إرسال أول رائد فضاء عربي إلى محطة الفضاء الدولية، وإطلاق أول مسبار لاستكشاف كوكب المريخ.

وأكد رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفلك، عضو الاتحاد العربي للفضاء، إبراهيم الجروان، أن دولة الإمارات حققت نهضة تنموية كبرى في مجال الفضاء، جعلتها في مصاف الدول الرائدة في هذا القطاع، لافتاً إلى أن الدولة تؤكد استدامة برنامجها الفضائي، ومن ذلك لا تمر سنة إلا وتشهد إنجاز مشروع فضائي طموح.

وأضاف: «دولة الإمارات انطلقت في قطاع الفضاء بصورة رسمية في عام 2014، بإنشاء وكالة الإمارات للفضاء، وسبقها إنشاء مركز محمد بن راشد للفضاء، ومركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك، ثم توالت الإنجازات الإماراتية الفضائية بإنجازات مختبر الفضاء في أبوظبي»، مشيراً إلى أن الدولة حققت إنجازات فضائية عدة، قبل إنشاء وكالة الإمارات للفضاء، منها المشاركة في (عرب سات)، و(الثريا)، وإطلاق (دبي سات1)، و(دبي سات2)، وغيرها.

كما أدخل العديد من مؤسسات التعليم العالي تدريس علوم الفضاء ضمن برامجها الأكاديمية، إضافة إلى ماجستير في علوم الفضاء، ووجهت أعداداً من الطلبة إلى دراسة تخصص هندسة الفضاء، وأنجزوا مشروعات طلابية منها الأقمار الاصطناعية المصغرة، إضافة إلى ذلك تمكنت الإمارات من إرسال أول رائد فضاء عربي إلى محطة الفضاء الدولة، وهو رائد الفضاء هزاع المنصوري، وكذلك أصبح لديها قانون في مجال الفضاء.

وأضاف الجروان: «وصلنا خلال الفترة الماضية إلى كوكب المريخ، عبر مسبار الأمل الذي يعتبر مشروعاً تاريخياً في علوم الفضاء ليس في دولة الإمارات ولكن على مستوى العالم، لأن الإمارات تعتبر الدولة الخامسة التي تصل إلى الكوكب الأحمر، إضافة إلى أن مركز محمد بن راشد للفضاء يطلق حالياً مشروعاً طموحاً إلى سطح القمر، وهو المستكشف راشد، وتتوالى الإنجازات في هذا المجال».

وأشار إلى أن الدولة لديها أهداف استراتيجية في وصول العنصر البشري إلى كوكب المريخ والقمر، قبل المئوية الأولى لاتحاد الدولة (قبل عام 2071)، مؤكداً أن طموح الإمارات والقيادة لا ينتهي عند حدود في هذا المجال، وكذلك فإن التوعية التي صاحبت إطلاق المشروعات الفضائية الإماراتية أحدثت تفاعلاً كبيراً معها من قطاعات المجتمع المختلفة، ودفعت كثيراً من المستثمرين إلى ضخ استثمارات في مشروعات بهذا القطاع.

وقال الجروان إن الدولة بتوجيهات ورؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تستطيع مواصلة مسيرة التنمية والتطور في قطاع الفضاء.

من جانبه، قال مدير جامعة الشارقة، رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، الدكتور حميد النعيمي، إن دولة الإمارات خطت خطوات كبيرة في مجال علوم وتكنولوجيا الفضاء، حيث بدأت بإنشاء مراصد فلكية ومؤسسات فضائية بشكل واضح ومباشر، منها وكالة الإمارات للفضاء، ومؤسسة محمد بن راشد للفضاء، وأكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء في جامعة الشارقة، وفي عدد من الجامعات المحلية برامج أكاديمية في المجال نفسه، منها جامعة الشارقة وجامعة الإمارات العربية المتحدة وجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا.

وأضاف: «أولت الإمارات اهتماماً كبيراً بهذه العلوم خدمة للبشرية، بحيث أصبحت علوم وتكنولوجيا الفضاء من الأولويات الوطنية الأولى في الدولة، ورصدت لها ميزانية كبيرة، وأنجزت العديد من المشروعات الفضائية التي تجعلها متفردة بين دول المنطقة، وفي مصاف الدول الكبرى التي اقتحمت هذا المجال، منها رائد فضاء، واستشراف المريخ، وتعتزم المشاركة في استكشاف القمر، وهناك مشروعات مستقبلية في سبيلها للإنجاز، منها استكشاف كويكبات صغيرة موجودة بين كوكبي المريخ والمشتري، واستكشاف كوكب الزهرة».

ولفت إلى أن البرامج الأكاديمية الأساس في استقطاب وتعليم شباب المستقبل، لاسيما بعد ظهور بناء وتصنيع وتشغيل أقمار اصطناعية صغيرة (الأقمار الاصطناعية المكعبة)، داخل الجامعات، ومنها قمر اصطناعي أنجزه طلبة جامعة الشارقة وسيطلق قريباً من ولاية فلوريدا، إضافة إلى ذلك سيطلق قمر اصطناعي (الشارقة سات1)، قريباً، الذي تم تصنيعه في أكاديمية الشارقة للعلوم وتكنولوجيا الفضاء، وهو بداية سلسلة من الأقمار الاصطناعية.

وحول مستقبل الفضاء في دولة الإمارات، قال النعيمي: «لابد أن نؤكد أنه من لا مكانة له في الفضاء فلا مكانة له على الأرض، ومن ثم فإن مستقبل دولة الإمارات في مجال الفضاء، سيكون باهراً في علوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، التي تسعى إلى أن تكون داعمة لتنمية البشرية وتطورها، من خلال الإنجازات التي تحققها في هذا المجال».

وأضاف أن الوطن العربي سوف يستفيد بشكل جيد من الإنجازات الإماراتية في مجال الفضاء، وبذلك ستكون الإمارات مركزاً لتصدير علوم الفضاء للمنطقة، وكذلك ستكون مركزاً لاستخدام الفضاء والاستدامة والاقتصاد، خلال السنوات المقبلة، وذلك لأنها تستثمر في الشباب الإماراتي والعربي، ومن المتوقع أن ترسل دولة الإمارات روّاد فضاء إلى سطح القمر في المستقبل.

• «مسبار الأمل» مشروع تاريخي للإمارات والعالم.

للإطلاع على ملحق إلكتروني.. عيد الاتحاد 51 ، يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر