أصحابها أسهموا بفاعلية في ميادين العمران والاقتصاد والإعلام والثقافة

بصمات مصرية.. شاهدة على تحقيق الحلم الإماراتي

صورة

احتضنت دولة الإمارات على مدى تاريخها العديد من الشخصيات المصرية التي أسهمت بفاعلية في وضع أسس الدولة الفتية، وتحقيق حلم الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلى واقع، وترك أصحاب هذه الشخصيات بصمات بارزة في مسيرة الدولة في مجالات البناء والتعمير والطب والتعليم والإعلام والثقافة والفنون وغيرها.. وإلى الآن مازالت الإمارات تحتضن مئات الآلاف من المصريين الذين يعملون ويبدعون في كل المجالات، ويردون المحبة بالمحبة للإمارات، كجزء من رد الجميل لبلدهم الثاني.

من أبرز الشخصيات المصرية التي أسهمت في بناء دولة الإمارات الحديثة، الدكتور عبدالرحمن حسنين مخلوف بالتخطيط العمراني لمدينة أبوظبي، بعد أن عمل أثناء دراسته في ميونيخ على ترميم وتجديد المباني التاريخية، وأسهم في وضع المخططات لمدينة جدة في السعودية عام 1959، ثم انتقل إلى أبوظبي بناءً على دعوة من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، للمشاركة في وضع المخططات لمدينة أبوظبي فأسهم في تأسيس دائرة تخطيط المدن في أبوظبي والعين وعُين مديراً لها.

وعمل مديراً عاماً لدائرة تخطيط المدن حتى عام 1976، وكان المسؤول المباشر عن عمليات تخطيط مركز المدينة وتطوع لتدريب العديد من العاملين والمهندسين في دائرة التخطيط ووضع العديد من الدراسات العلمية للتطوير المستقبلي لمدينة أبوظبي، وحاضَرَ في العديد من جامعات المنطقة حول واقع التخطيط في العالم العربي وآليات تطبيقه، وبالإضافة إلى ذلك، عمل محاضراً لمادة التخطيط العمراني بقسم الهندسة المعمارية في جامعة الإمارات بين الأعوام 1983 و1985، وكرم في عام 2009 بمنحه جائرة أبوظبي.

مستشار ومراسم

أيضاً يذكر تاريخ الإمارات الخبير الاقتصادي والمفكر حسن عباس زكي، الذي لعب دوراً بارزاً في بناء اقتصاد الدولة من خلال منصبه كمستشار اقتصادي للشيخ زايد، طيب الله ثراه، وهو الذي اقترح على الوالد المؤسس إنشاء صندوق أبوظبي للإنماء العربي، عندما طلب منه الشيخ زايد، طيب الله ثراه، مشروعاً يمكن من خلاله للإمارات أن تخدم كل العرب، ويفتح مجالاً أكبر للتعاون بين البلاد العربية ويساعد على تنميتها وفي الوقت ذاته يرتقي بالإمارات إلى مصاف الدول المانحة للإعانات، كما يمكن القيادات الاقتصادية الوطنية من دراسة النظم المصرفية الحديثة.

ووافق الشيخ زايد على فكرة صندوق أبوظبي للإنماء العربي على الفور، وخلال أسبوع واحد صدر قانون إنشاء الصندوق، وبعد أشهر قليلة كان الصندوق يمارس عمله، وبدأت عملية منح القروض طويلة الأجل والهبات والمنح طبقاً لطبيعة المشروعات في البلاد المختلفة.

وبناءً على تكليف من المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، أنشأ الراحل نبيل فتح الباب، مستشار المراسم السابق، إدارة المراسم بوزارة الخارجية الإماراتية، إذ كان فتح الباب عضو بعثة الشرف المرافقة للوالد المؤسس، طيب الله ثراه، أثناء زيارته لمصر عام 1971، وفي ختام الزيارة طلب الشيخ زايد من الرئيس المصري في ذلك الوقت، محمد أنور السادات، إعارة فتح الباب للإمارات لتأسيس إدارة للمراسم بها.

في الإعلام

ويُعد مجال الإعلام من أبرز المجالات التي شهدت مشاركة كتاب وإعلاميين مصريين في تأسيس المشهد الإعلامي في الإمارات، سواء المسموع أو المرئي أو المقروء. ففي مجال الأثير، كان للإذاعي عبدالوهاب قتاية مساهمة مهمة منذ وصوله إلى دولة الإمارات لأول مرة في مارس عام 1975 تلبية لدعوة للعمل في إذاعة «رأس الخيمة»، وهناك عمل لأربعة أشهر، مذيعاً ومراقباً للبرامج الثقافية، وعاد بعدها إلى القاهرة. وفي أغسطس من العام نفسه عاد مرة أخرى ولكن إلى إمارة الشارقة ليعمل مذيعاً ومراقباً للبرامج الثقافية في «إذاعة الشارقة» التي كانت قد بدأت إرسالها عام 1972. بعد ذلك انتقل مذيعاً ومعداً ومراقباً للبرامج الثقافية في تلفزيون أبوظبي حتى 1992، وكان خلالها مشرفاً على التدريب بالإذاعة والتلفزيون. وأسهم قتاية في تطور البرامج الثقافية في الدولة، ومن أشهر برامجه «سوق عكاظ» و«لآلئ من الخليج»، وحصل على العديد من التكريمات منها جائزة أفضل قارئ نشرة إخبارية في التلفزيون من مهرجان دبي التلفزيوني، ثم جائزة أفضل إعداد وتقديم عن برنامج ثقافي تلفزيوني وهو «بين يومين». وشهدت تلك الفترة عمل الإذاعي سعد غزال، الذي اشتهر بتقديم البرنامج السياسي «الخليج والجنوب العربي»، في تلفزيون أبوظبي أيضاً، بينما كان عبدالمنعم سلام مديراً للتلفزيون.

وفي هذا الحقل يظهر اسم الإعلامية عفاف عبدالرازق، التي عملت بتلفزيون أبوظبي منذ عام 1970 وامتدت تجربتها فيه على مدار نحو خمس سنوات، قدمت خلالها مجموعة من البرامج منها «عزيزي المشاهد» و«أبيض وأسود» و«اليوم المفتوح»، وعدد من البرامج الثقافية وبرامج للأطفال، كما كتبت الإعلامية الراحلة التي اعتبرت الإمارات بلدها الثاني نص فيلم قصير بعنوان «زايد الإنسان» عام 1974.

كذلك الإعلامي سعيد عمارة، الذي بدأ في يناير 1972 المساهمة في تأسيس إذاعة الشارقة، والتي افتتحت فعلياً في أغسطس 1972، وسلوان محمود، التي عملت مذيعة ومقدمة برامج ثقافية وفنية بتلفزيون دبي في الفترة من 1969 حتى 1972، وأيضاً محمد السيد ندا، الذي عمل مراقباً عاماً للبرامج الثقافية بإذاعة أبوظبي عام 1970، وافتتح بثها بصوته ليكون أول من قال عبر أثيرها «هنا أبوظبي»، وأسهم في تطوير البرامج الثقافية والاجتماعية فيها منذ بدايات إنشائها ببرامجه اليومية.

وفي مجال الصحافة هناك الكاتب مصطفى شردي، الذي حضر لأبوظبي بتكليف من مؤسسة أخبار اليوم، ومعه نخبة من الصحافيين المصريين من بينهم جمال بدوي وجلال سرحان، لتأسيس أول صحيفة في أبوظبي، وحملت اسم «الاتحاد» الذي اقترحه المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه. وصدر العدد الأول من الجريدة في 20 أكتوبر 1969. وكان فريق عمل الجريدة في ذلك الوقت مجموعة كبيرة من نجوم الصحافة المصريين منهم إسحق منصور ووجيه أبوذكري وعباس الطرابيلي وحمدي تمام وجلال عارف وعبدالنبي عبدالباري.

أيضاً عرفت الساحة الإعلامية في الدولة الكاتب عبدالمنعم الملواني، الذي عمل مستشاراً صحافياً للمغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، وأسهم في وضع أسس الإعلام في الدولة، كما أسس مجلة «درع الوطن»، وكان أول رئيس تحرير لها. وأسهم الملواني في تنسيق الزيارة التاريخية لكوكب الشرق السيدة أم كلثوم لأبوظبي في عام 1971، حيث حمل رسالة الشيخ زايد إلى أم كلثوم دعوة منه لزيارة أبوظبي وإقامة حفلين بها.

ومن الصحافيين المصريين البارزين الذين تركوا بصمة في دولة الإمارات منذ تأسيسها، الكاتب عبدالعال الباقوري، الذي عمل رئيساً لقسم الأخبار الدولية في جريدة الاتحاد منذ منتصف سبعينات القرن الماضي.

وبينما شغل الشاعر جمال بخيت منصب رئيس القسم الثقافي والفني بجريدة الخليج، منذ عام 1987 وحتى 1990، عمل الكاتب الصحافي عدلي برسوم في الديسك المركزي في «الاتحاد» في ثمانينات القرن الماضي بعد أن انتقل إليها من «الخليج»، كما شغل منصب مدير تحرير جريدة «الفجر». ثم عاد للعمل في «الاتحاد» مديراً للتحرير في أواخر التسعينات، إذ كرم قبل عودته إلى القاهرة ليتفرغ للعمل كاتباً ونائباً لرئيس التحرير في «الجمهورية» المصرية.

فرسان

في مجال الكتابة للأطفال، يحتل الصحافي المصري أحمد عمر، مكانة في المشهد الإعلامي الإماراتي، فقد كان أول رئيس تحرير لمجلة ماجد، إذ عمل في المجلة منذ صدور العدد الأول لها في 28 فبراير عام 1979.

كذلك ترك رسام الكاريكاتير أحمد حجازي بصمات واضحة في تشكيل صفحات وشخصيات وقصص المجلة ذاتها. وبرز أيضاً الفنان التشكيلي ورسام الكاريكاتير الراحل إيهاب شاكر، الذي عمل لما يقرب من 15 عاماً في «ماجد»، وهو مبتكر شخصيتي «شمسة» و«دانة». وضم فريق عمل «ماجد» أيضاً الفنانين مصطفى رحمة ونجيب فرح وخليل حداد ومحيي الدين اللباد، كما أسهم فنان الكاريكاتير المصري العالم جورج بهجوري في المجلة.

وفي رسوم الكاريكاتير كذلك، سجل تاريخ الصحافة الإماراتية اسم الفنان الراحل حامد نجيب الذي ارتبط اسمه وفنه وإبداعاته الساخرة لسنوات طويلة بـ«الاتحاد» التي عمل فيها على امتداد 35 عاماً، وكان صاحب حالة متفردة بين فناني الكاريكاتير على مستوى الوطن العربي، فهو صاحب الفكرة والرسم في آن واحد.

1968

العام الذي عين فيه المهندس الدكتور عبدالرحمن مخلوف مديراً لتخطيط المدن في أبوظبي، إذ تولّى مهامه حتى عام 1976، وكان المسؤول المباشر عن عمليات تخطيط مركز المدينة.

نبيل فتح الباب كان عضو بعثة الشرف المرافقة للشيخ زايد، أثناء زيارته لمصر عام 1971، وفي ختام الزيارة طلب الشيخ زايد من الرئيس المصري «آنذاك» أنور السادات، إعارة فتح الباب للإمارات لتأسيس إدارة للمراسم بها.

من خلال منصبه كمستشار اقتصادي للشيخ زايد، أدى الخبير الاقتصادي والمفكر المصري حسن عباس زكي، دوراً بارزاً في بناء اقتصاد الإمارات، وهو الذي اقترح إنشاء صندوق أبوظبي للإنماء العربي، عندما طلب منه المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، مشروعاً يمكن من خلاله للإمارات أن تخدم كل العرب.

الصحافي الرائد مصطفى شردي، حضر لأبوظبي بتكليف من مؤسسة أخبار اليوم، ومعه نخبة من الصحافيين المصريين من بينهم جمال بدوي وجلال سرحان، لتأسيس أول صحيفة في أبوظبي.

لمشاهدة الفيديو، يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر