مليون درهم قيمتها في كل فئة

«محمد بن راشد للنوابغ العرب» تكرّم الباحثين في 6 مجالات علمية

خلال فعالية عقدت في متحف المستقبل للإعلان عن تفاصيل مبادرة «نوابغ العرب». تصوير: مصطفى القاسم

أعلن وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس لجنة نوابغ العرب أمين عام مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، محمد عبدالله القرقاوي، تفاصيل مبادرة «نوابغ العرب»، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في يناير الماضي، كأكبر حراكٍ علمي في العالم العربي، والتي تكرّم النوابغ في ست فئات بجائزة محمد بن راشد للنوابغ العرب، التي تقدّر بقيمة مليون درهم عن كل فئة، بهدف دعم مشاريع وأبحاث النوابغ، حيث سيقام سنوياً للإعلان عن الفائزين وعن قائمة نوابغ العرب لدعمهم على القيام بدورهم الإيجابي والحضاري على مستوى المنطقة.

وتهدف المبادرة التي تقام تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية إلى بناء منظومة مستدامة ومتكاملة لاستكشاف النوابغ في العالم العربي، وتعظيم أثرهم وإسهاماتهم العلمية ومشروعاتهم على المجتمعات العربية والتصدي لظاهرة هجرة العقول في العالم العربي، من خلال خلق فرص واعدة للنوابغ العرب.

جاء ذلك خلال فعالية عقدت في متحف المستقبل، للإعلان عن تفاصيل المبادرة التي تقام تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وتخللها توقيع شراكات استراتيجية مع شركة «كي بي إم جي» وشركة «لينكد إن» العالمية، وشركة «ميتا»، وشركة «مجرّة».

وأكد القرقاوي أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قائد يدرك أهمية التحرك، والتغيير والتطوير، ويراهن على الإنسان العربي لرفع سقف الطموحات على مستوى المنطقة، ما جعلنا نؤمن بأن الإنسان العربي يستطيع تحقيق المستحيل.

وأضاف: «قدّم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للعالم تجربة لمدينة عربية، تعد من أفضل مدن العالم، وفق مختلف المؤشرات والتقارير، فدبي تضم 200 جنسية مختلفة، وتعد من المدن الأكثر أماناً عالمياً، وتضم 17 مدينة في مدينة واحدة، للعلوم، والمالية، والتقنية، والإعلام، والتصميم وغيرها».

وقال القرقاوي: «بقدر ما نشعر بالفخر بكل ما تحقق في بيت الحكمة ومنجزات العرب العلمية، علّمنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أننا بإمكاننا كعرب أن نحقق إنجازات علمية لم تحقق في التاريخ، لأول مرة على مستوى التاريخ وصل العرب إلى المريخ، لأول مرة صنّع العرب أقماراً اصطناعية بأيديهم، ولأول مرة ولأطول مرة العرب في مهمة لهم على سطح محطة الفضاء الدولية».

وأشار إلى الارتباط الوثيق بين العلم والقراءة، لافتاً إلى أهمية مشروع تحدي القراءة العربي، الذي أطلقه ورعاه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ليشكّل نموذجاً مؤثراً وفعالاً لمواجهة الفارق الكبير في نسب القراءة على المستوى العالمي، حيث شارك في المبادرة أكثر من 78 مليون طالب، بمعدل قراءة بلغ 50 كتاباً سنوياً لكل طالب. وأضاف أن المشروعات التنموية التي أطلقها سموه لخدمة المنطقة استفاد منها ما يزيد على 91 مليون مستفيد.

وعن أهمية مبادرة «نوابغ العرب» التي تشكّل امتداداً للمشروعات المعرفية الهادفة إلى نشر الوعي العلمي في المنطقة ومجابهة الجهل وآثاره، أشارت دراسة أجرتها شركة KPMG إلى أن الجهل يكلف العالم العربي أكثر من تريليوني دولار.

ويمكن للأفراد الترشح من خلال تعبئة وتقديم نموذج الترشُّح عبر المنصة الرقمية لنوابغ العرب، وفقاً لمجموعة من الشروط والضوابط التي تتضمن اجتياز مرحلة تقييم المعايير الأساسية، والتحقق من جميع المعلومات والوثائق المذكورة للمُرشَّح، ومن ثم تقييم المُرشَّحين من قبل لجنة متخصصة من الخبراء، تحت إشراف شركة كي بي إم جي، وبحسب مجموعة محددة من معايير التقييم.

وتشمل «نوابغ العرب» عدداً من القطاعات الحيوية والاستراتيجية، هي الطب، حيث تُمنح الجائزة لمن أسهم في تحقيق الاكتشافات، وتعزيز المعرفة في أي من المجالات ذات الصلة بالطب، في حين تقدم نوابغ العرب جائزة الأدب والفنون، لمن أسهم في إنشاء عمل أدبي أو فني يحفز الإثراء الثقافي والاجتماعي والفكري ويحقق أثراً إيجابياً في المجتمع.

وفي المجال الاقتصادي، تُمنح لمن أسهم في تطوير حلول، أو استراتيجيات أو سياسات اقتصادية كلية وجزئية، أحدثت تأثيراً إيجابياً في المجتمعات، على أن تُمنح الجائزة للهندسة والتكنولوجيا لمن أسهم في تحقيق التقدم، أو الاختراعات والابتكارات، أو الأبحاث المرتبطة بمجالات الهندسة والتكنولوجيا، أما في مجالات العمارة والتصميم، فتُمنح الجائزة للفرد الذي أسهم في تحقيق التقدم وتعزيز المعرفة الفنية حول التصميم والابتكار في مجالات الهندسة المعمارية والمجالات الفرعية للتصميم ومفهومه العام، ما يمهد الطريق لتطوير حلول جديدة مرتبطة بتطبيقات التصميم في المجتمعات، ودور العمارة والتصميم في تحسين جودة الحياة.

من جهة أخرى، عقدت مبادرة «نوابغ العرب»، التي تأتي تحت مظلة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، مجموعة من الشراكات الاستراتيجية مع نخبة من الشركات العالمية، وتشمل «كي بي إم جي»، و«لينكدإن»، و«ميتا»، و«مجرة»، وذلك بهدف تفعيل وتعزيز عملية البحث عن النوابغ المتميزين وأصحاب المواهب الاستثنائية من العلماء والمفكرين والمخترعين والمبتكرين المتميزين والمبدعين العرب في شتى المجالات.

ووقع الشراكات الاستراتيجية كل من أمين عام لجنة نوابغ العرب، سعيد النظري، وشريك ورئيس قسم الاستشارات في «كي بي إم جي»، شكرالله حداد، ورئيس القطاع الحكومي لدى «لينكدإن» الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، رجائي الخادم، وشادن خلّاف، رئيسة السياسات العامة بشمال إفريقيا ودول مجلس التعاون الخليجي في شركة «ميتا»، والرئيس التنفيذي لـ«مجرّة»، عبدالسلام هيكل.

وبموجب الشراكة مع مبادرة «نوابغ العرب»، ستتولى شركة «كي بي إم جي» الإشراف على مهام عدة، منها إجراءات الترشيح للجائزة، ومتابعة عمل اللجان المختصة، ووضع المعايير المرتبطة بالترشح، والتدقيق على آليات التقديم.

كما ستتولى شركة «لينكدإن»، مهمة البحث عن النوابغ، واستكشاف نخبة المواهب العربية، من خلال توفير منصة تفاعلية متكاملة للنوابغ العرب. وستوظّف شركة «ميتا» مختلف المنصات التابعة لها لدعم صناعة المحتوى العلمي، وتقديم التدريب الرقمي للنوابغ.

وتهدف الشراكة بين «نوابغ العرب» وشركة «مجرة»، إلى تطوير محتوى علمي عربي متكامل، يعتمد على الابتكار والإبداع، وقادر على إحداث تغيير جذري في واقع المحتوى العلمي والبحثي العربي على الإنترنت.

من جانبه، أكد أمين عام لجنة «نوابغ العرب»، سعيد النظري، أن إطلاق المبادرة سيمكّن صنّاع الحضارة في المنطقة، حيث يؤمن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن المنطقة العربية غنية بالعقول، في شتى المجال، ومن ثم آن الأوان لاستكشاف أفضلها، والبحث عنها في مختلف مناطق العالم العربي، من المختصين في العلوم والطب والاقتصاد والهندسة، وفي فئات الجائزة المختلفة.

وذكر أن قيمة جائز «نوابغ العرب»، مليون درهم في كل فئة من فئاتها الست، وذلك بهدف تمكين النوابغ العرب وتقديرهم، ودعهم ليكونوا قدوة للأجيال القادمة.

وفي رده على سؤال لـ«الإمارات اليوم»، قال النظري، إن الجامعات ستكون إحدى المحركات الرئيسة لمبادرة «نوابغ العرب»، حيث تثبت العقود الماضية دور الباحثين والعلماء العرب، الذين استفاد العالم من أبحاثهم واكتشافاتهم إلى اليوم، مشيراً إلى العديد من البصمات العلمية العالمية التي بدأت من المنطقة العربية، منها الخوارزميات، ومن ثم فإن اكتشاف واحد أو بحث واحد قد يمتد أثره إلى أجيال قادمة، مضيفاً أنه مثلما توجد جائزة نوبل في الغرب، فإن لدينا جائزة نوابغ العرب، التي تعتبر أرفع تكريم وتقدير يحصل عليه العالم والباحث والمفكر في منطقتنا العربية.

• «نوابغ العرب» عقدت مجموعة من الشراكات الاستراتيجية مع نخبة من الشركات العالمية.


محمد القرقاوي:

• «محمد بن راشد قائد يدرك أهمية التطوير، ويراهن على الإنسان العربي».

سعيد النظري:

• «الجامعات ستكون إحدى المحركات الرئيسة لمبادرة (نوابغ العرب)».

 

تويتر