نفذت عمليات استباقية وضبطت متورطين في تحميل أفلام لأطفال وقصر

شرطة دبي تحمي الأطفال من المبتزين والمعتدين بدوريات إلكترونية

صورة

كشف مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي، اللواء جمال الجلاف، عن إجراء استباقي اتخذته إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية للحد من الجرائم التي يمكن أن تستهدف الأطفال عبر الإنترنت، من خلال دوريات إلكترونية ترصد أي احتمالات للمخاطر قبل وقوعها.

وقال الجلاف لـ«الإمارات اليوم» إن هناك ضابطين بالإدارة حصلا على دوريات متقدمة في رصد هذه الجرائم وضبطها وتعقب مرتكبيها، ويعدان فريدين في هذا التخصص، مشيراً إلى ضبط أشخاص تورطوا في تحميل ومشاركة محتوى مخل للأطفال، مؤكداً أن هذا إجراء استباقي أساسي لأنهم بمثابة معتدين محتملين على الأطفال.

وتفصيلاً، ذكر اللواء جمال الجلاف، أن شرطة دبي تعمل بشكل استباقي لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت بواسطة دوريات إلكترونية تتولى عملية الرصد، وضبط المتورطين في تحميل أو مشاركة أفلام أو محتوى إباحي يخص الأطفال لأنهم بمثابة معتدين محتملين في المستقبل، كما أن حيازة أو تحميل أو نشر هذا المحتوى يمثل جريمة في حد ذاتها.

وأضاف أن الدوريات الإلكترونية نفذت ضبطيات فعلية وسجلت بلاغات جنائية ضد مجموعة من الأشخاص، لافتاً إلى أنهم يتبادلون هذا المحتوى عبر برامج لا تظهر على شبكة الإنترنت المعتادة، وشرطة دبي لديها متخصصون يمكنهم تعقب هؤلاء المختلين وضبطهم.

وأشار إلى أن فريق العمل يضم ضابطين تم تدريبهما على أعلى مستوى، وحصلا على دورات عالمية متقدمة في هذا المجال، ويتبادلان الخبرات مع فريق دولي معني بمكافحة جرائم الأطفال عالمياً، وسافر أحدهما أخيراً للمشاركة في اجتماع رفيع المستوى في هذا الشأن.

وأوضح الجلاف أن فريق العمل المتخصص في مكافحة الجرائم التي تستهدف الأطفال يستطيع رصد هذه الممارسات، فور تحميل أي أفلام ومشاركتها مع آخرين، سواء كان يتم ذلك من داخل الدولة أو خارجها، وهناك تعاون دولي على أعلى مستوى في هذا الجانب.

وتابع أن دور شرطة دبي لا يقتصر على الرصد والمكافحة والحد من الجريمة قبل وقوعها، بل يمتد إلى التوعية من خلال ورش عمل ومحاضرات تستهدف جميع الفئات ذات الصلة بداية من الأطفال والطلبة، مروراً بالأهالي والمدرسين والأخصائيين الاجتماعيين في المدارس والجامعات لزيادة الوعي بهذه الجرائم وكيفية تفاديها.

من جهته، قال نائب مدير إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية، الرائد عبدالله الشحي، إن هناك خطوات وقائية يجب أن يلتزم بها الأطراف المعنيون بحماية الأطفال، وتحرص الإدارة على توعيتهم بذلك خلال ورش العمل والمحاضرات، أولهم الأطفال أنفسهم إذ يجب أن يكونوا حذرين في التعامل مع الغرباء، خصوصاً من خلال الألعاب الإلكترونية، فيتحتم عليهم إغلاق هذا الباب نهائياً، إذ يمكنهم اللعب لكن دون الدخول في أحاديث مع أي شخص غير معروف بالنسبة إليهم، ويجب أن يتم ذلك تحت إشراف الآباء.

وأضاف أن الإدارة ضبطت في وقت سابق متهماً بالغاً استدرج تسعة أطفال تراوح أعمارهم من تسع إلى 10 سنوات عبر لعبة «فورت نايت» الشهيرة وحاول ابتزازهم بعد الحصول على صور لهم، مستخدماً أسلوباً خبيثاً بإغرائهم بالمال لزيادة نقاطهم وأرصدتهم في اللعبة لكن أوقعته شرطة دبي بفضل إبلاغ الطفل العاشر عنه.

وأوضح أن الواقعة تكشفت حين أخبر الطفل (العاشر) والدته بأن شخصاً في غرفة المحادثة بلعبة «فورت نايت» عرض عليه المال مقابل إرسال صور خاصة له، ففتحت الأم على الفور بلاغاً عبر منصة «eCrime» التابعة للمباحث الإلكترونية التي توصلت للمتهم في وقت قياسي، ووجدت في حوزته 200 صورة تعود لأطفال، كان يخطط لابتزازهم والتحرش بهم، وشكل الحادث صدمة لعائلة المتهم وهو طالب جامعي، وسيطر الصمت على والده بعد اكتشافه الجانب المظلم من حياة ابنه.

وأكد الشحي أن الوضع في هذه الواقعة كان سيختلف لو أبلغ الطفل الأول عن تعرضه للإغراء والاستدراج والابتزاز، مشيراً إلى أهمية التقارب مع الأطفال وتعزيز الثقة لديهم حتى يخبروا ذويهم بأي شيء يواجهونه، إذ إن كثيراً من الأطفال يتخوفون من تعرضهم للعقاب لو كشفوا لآبائهم هذه الممارسات، لأن بعض الآباء يتعاملون مع الابن باعتباره طرفاً في المشكلة وليس ضحية.

وأوضح أن العلاقة القوية بين الطفل العاشر وأمه كانت سبباً رئيساً في إبلاغها عما تعرض له، وفي ظل أنها تتحلى بقدر من الثقافة والوعي أبلغت الشرطة، ما أسهم في القبض على المتهم الذي كان من الممكن أن يستدرج ضحايا آخرين لو لم يتم القبض عليه.

• شرطة دبي ترصد وتكافح الجريمة قبل وقوعها.. وتنفذ ورش عمل ومحاضرات توعية لجميع الفئات.


سجن مشدد وغرامة

يشدد قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية على الجرائم التي تستهدف الأطفال، وينص على أن يُعاقب بالسجن والغرامة التي لا تقل عن 250 ألف درهم ولا تتجاوز مليون درهم، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من حرض أو أغوى آخر على ارتكاب الدعارة أو الفجور أو ساعد على ذلك، باستخدام إحدى وسائل تقنية المعلومات، وتكون عقوبة السجن مدة لا تقل عن خمس سنوات والغرامة التي لا تتجاوز مليون درهم إذا كان المجني عليه حدثاً لم يتم الـ18.

خصوصية الطفل وأسرته

أكد مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي، اللواء جمال الجلاف، أن شرطة دبي تولي القضايا المتعلقة بالأطفال اهتماماً كبيراً وأولوية قصوى، حيث يتم التعامل معها بسرية تراعي خصوصية الطفل وأسرته، لافتاً إلى أن شرطة دبي انضمت رسمياً لفريق دولي أسسته المباحث الفيدرالية الأميركية «إف بي آي» أخيراً لمكافحة الجرائم الواقعة على الأطفال عبر الإنترنت، بمشاركة أجهزة شرطية من 13 دولة حول العالم، وتم تزويدنا بأحدث برامج وتطبيقات الرصد والمتابعة، كما تم تأسيس قاعدة بيانات ومعلومات دولية مشتركة لتحقيق أقصى تعاون ممكن.

وشدد على ضرورة انتباه الآباء لأبنائهم لأن بعض الأطفال يكونون فريسة سهلة لأصحاب النفوس المريضة الذين تتطور أساليبهم بتطور تقنيات التواصل، فيصطادون ضحاياهم بسرعة وسهولة أكثر من أي وقت مضى عبر مواقع التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية ذات الفضاء المفتوح، ويشكل الأطفال والمراهقون الفئة الأضعف في هذه الحلقة لعدم اكتمال وعيهم ونضجهم وقلة خبرتهم، إضافة إلى اندفاعهم وفضولهم للتجربة والتفاعل والتعرف إلى الغرباء، ويزداد الأمر سوءاً عندما تكون أجواء المنزل غير مريحة نفسياً للطفل، أو عندما يتعرض للضرب أو التعنيف من والديه، حيث يميل حنيها للتكتم على ما يتعرض له من ابتزاز أو تحرش أو تنمر أو غير ذلك خوفاً من العقوبة.

تويتر