عزّز دور الجيش عالمياً وإقليمياً في حفظ السلام والعمليات الإنسانية

محمد بن زايد.. باني الحصن الحصين

صورة

«قواتنا المسلحة الإماراتية غدت من أقوى جيوش المنطقة وأكثرها تطوراً واحترافية».. كلمات وجهها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، للشعب قبل أيام قليلة في الذكرى السادسة والأربعين لتوحيد القوات المسلحة، جسّد بها ما وصلت إليه المؤسسة العسكرية الإماراتية من تطوّر وقوّة وقدرات بشرية وتسليحية فائقة، كونها اللبنة الأساس والأهم في صرح دولة الاتحاد، وذلك بفضل الخبرات العسكرية التي تتمتع بها القيادة، والتي جعلت من القوات المسلحة مساهماً وطنياً رئيساً في تعزيز حضور دولة الإمارات إقليمياً ودولياً خلال العقود الخمسة الماضية.

وأسهم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بخبراته العسكرية الطويلة التي قاربت خمسة عقود، في تطوير القوات المسلحة لدولة الإمارات، من حيث التخطيط الاستراتيجي والتدريب والهيكل التنظيمي وتعزيز القدرات الدفاعية للدولة، وأسهمت توجيهات سموّه المباشرة والقيادية في جعل القوات المسلحة الإماراتية مؤسسة رائدة تحظى بتقدير المؤسسات العسكرية الدولية.

وبدأت مسيرة سموه وخلفيته العسكرية، حين تخرّج في أكاديمية «ساندهيرست» العسكرية الملكية في المملكة المتحدة في عام 1979، حيث تلقى سموّه التدريبات هناك على سلاح المدرعات والطيران العمودي والطيران التكتيكي والقوات المظلية، كما عزّز خبراته بقيادة فصيلة دروع وسرب طائرات غزال العمودية وقيادة مدرسة الطيران وقيادة الكلية الجوية، لينضم بعد ذلك إلى دورة الضباط التدريبية في إمارة الشارقة.

وخلال مسيرته العسكرية الطويلة، تقلّد سموه الكثير من الرتب العسكرية والمناصب القيادية، أهمها قائد القوات الجوية والدفاع الجوي، ونائب رئيس أركان القوات المسلحة، وذلك قبل أن يصبح رئيساً لأركان القوات المسلحة الإماراتية في عام 1993، ويتقلّد رتبة الفريق عام 1994، حتى صار نائباً للقائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، وترفيعه إلى رتبة فريق أول في يناير 2005.

وخلال رحلته العسكرية ظل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مؤمناً بأن السلام هو طريق تحقيق طموحات الشعوب وتطلعاتها إلى التقدم والازدهار، ما كان دافعاً ومحركاً لدور القوات المسلحة الإماراتية في تعزيز أركان السلام في المنطقة، وإيجاد حلول سلمية للأزمات الإقليمية، بجانب تهيئة الظروف لشراكات فاعلة من أجل التنمية والازدهار في المنطقة برمتها، وفي الوقت ذاته التركيز على تعزيز وتطوير القوة العسكرية للدولة وتحديثها المستمر لحماية السلام المستقر.

وأسهمت القوات المسلحة الإماراتية على مدى العقود الخمسة الماضية في تعزيز حضور دولة الإمارات إقليمياً ودولياً من خلال القيام بدور فاعل وبنّاء في عمليات حفظ السلام، والعمليات الإنسانية تحت مظلة الأمم المتحدة، وفي إطار مبادئ الشرعية الدولية، والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، ورفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واحترام مبادئ حسن الجوار، مجسدة عمق الإيمان بتجربة الوحدة والمصير المشترك، وهي العقيدة التي زرعتها القيادة في القوات المسلحة التي قال عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إنها «ستبقى على العهد بها دائماً في مواجهة كل التحديات التي مر بها الوطن والمنطقة خلال العقود الماضية، وبإذن الله ستظل الصخرة القوية التي تتحطم عندها القوى المعادية وأهدافها ومؤامراتها الشريرة».

بطولات راسخة في سجل الوطنية

يحرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، في خطابات وكلمات سموّه الرسمية وغير الرسمية، في أي مناسبة أو حدث عسكري أو وطني، على استحضار تضحيات شهداء الوطن الأبرار في كل المواقع، داخل الوطن وخارجه، إذ يشدد سموّه دائماً على أن ما سطروه من بطولات راسخة في سجل الوطنية الإماراتية، ستظل باقية أبد الدهر تلهم الأجيال بعد الأجيال.

وحرص سموّه وبروح القائد الملهم، على التذكير بكل تقدير وعرفان وامتنان كل الأجيال التي مرّت في تاريخ المؤسسة العسكرية الإماراتية العريقة، وما تركته من بصمات بارزة في مسيرة تطويرها وتعزيز قدراتها عبر مختلف المراحل التي مرت بها، مع التأكيد على الأجيال الجديدة ضرورة التطلع والعمل بكل ثقة وطموح وإصرار، نحو مزيد من التطوير والتحديث للقوات المسلحة خلال الفترة المقبلة لتظل رمزاً لعزة دولة الإمارات ومنعتها وعوناً للحق والعدل، وسنداً للأشقاء والأصدقاء، وعنصر استقرار وسلام في المنطقة والعالم .

• السلام طريق تحقيق طموحات الشعوب وتطلعاتها إلى التقدم والازدهار.

تويتر