الحامض.. رياضي بـ «كلية واحدة» يدرّب الجيران مجاناً

بابتسامة لا تفارق وجهه، يقطع الإماراتي بطي محمد الحامض رحلة لا تنتهي من العطاء، بدأت حين قرر التبرّع بكليته لشقيقته المصابة بفشل كلوي رغم مخاوف من تأثير ذلك على مسيرته كمدرب في نادي شباب الأهلي للناشئين، إلى أن أطلق مبادرة بالمنطقة التي يعيش فيها، ثم مناطق مجاورة وبعيدة، إذ قرر استقطاب أصدقائه ثم جميع الراغبين من جيرانه وأفراد المجتمع لتدريبهم يومياً بالمجان خلال شهر رمضان.

وقال الحامض لـ«الإمارات اليوم»: «بدأت المبادرة بخمسة أصدقاء، وأطلقنا على مجموعتنا في البداية اسم (شباب عود المطينة)، ثم تضاعفت الأعداد فأطلقنا عليها مجموعة (ألف)، ورفعنا شعار (لا للمستحيل)، وتحقق الحلم بوصول رسالتنا إلى الجميع، في ظل التزام تام بموعد التدريبات اليومية».

وأكد أن العطاء سمة يجب أن يتحلى بها الجميع، لأنها تمنح صاحبها طاقة إيجابية وتزوّده بمحبة الناس. وأضاف: «أصيبت شقيقتي الصغرى بفشل كلوي سنة 2013، وبحث والدي - رحمه الله - عن متبرع بكلية لها من الخارج، فقلت له: لماذا ننتظر شخصاً غريباً ونحن موجودون؟ سأتبرع لها بكليتي لأني الشقيق الأكبر».

وأكد أنه لم يتردد لحظة عن التبرع بكليته، فهو مسؤول عنها، وسعادته تضاعفت بعد نجاح العملية، وإسهامه في تعافي شقيقته، ومساعدتها على التمتع بحياتها.

وأشار إلى أنه عاود ممارسة الرياضة بعد ذلك تدريجياً مع أصدقائه، وكانوا في البداية خمسة أشخاص، لافتاً إلى أنهم واظبوا على التمرين في رمضان عام 2021، وقرروا إتاحة الفرصة لكل من لديه رغبة في المشاركة، سواء من المارة أو سكان المنطقة.

وقال الحامض: «لم أفكر إطلاقاً في تقاضي أجر عمّا أقوم به، فأنا جزء من هذا المجتمع، ووجود الناس يشجعني على ممارسة الرياضة ونشر السعادة والإيجابية، وهذا هدف يتمنى أي شخص تحقيقه».

 

تويتر