سليم إسماعيل: الإمارات تشهد تحوّلاً رائعاً في الرقمنة

محمد بن زايد يشهد محاضرة بعنوان «كيف تساعد التكنولوجيا المؤسسات على النمو»

محمد بن زايد خلال حضوره رابعة المحاضرات الرمضانية التي ينظّمها مجلسه. من المصدر

شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رابعة المحاضرات الرمضانية، التي ينظّمها مجلس محمد بن زايد، وحملت عنوان «كيف تساعد التكنولوجيا المؤسسات على النمو لمواكبة المستقبل؟»، وذلك بحضور سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، والشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، مستشار الشؤون الخاصة في وزارة شؤون الرئاسة، وعدد من الشيوخ والمسؤولين.

وتناولت المحاضرة، التي قدّمها الباحث والكاتب والمدير المؤسس لجامعة التفرّد، مؤسس شركة «إكس ووركس» العالمية، سليم إسماعيل، وأدارها مدير إدارة المختبرات في مؤسسة «دليل المستقبل»، خليفة القامة، سر نجاح المؤسسات متسارعة النمو، خصوصاً بيئة أعمالها، وكيفية الاستفادة من هذه الخبرات.

وبدأت المحاضرة بعرض متلفز حول مستقبل التكنولوجيا في دولة الإمارات العربية المتحدة، تحدث فيه المدير التنفيذي لمجموعة «جي 42»، بينغ شياو، عن الذكاء الاصطناعي واستشراف المستقبل، مركّزاً على الإمكانات التي تتمتع بها دولة الإمارات في هذا المجال التكنولوجي، ونجاحها في احتضان مجموعة كبيرة من الموهوبين، من مختلف دول العالم.

وقال مدير مركز الدراسات المستقبلية في جامعة دبي، الدكتور سعيد الظاهري، إن استشراف المستقبل في ظل حالة عدم اليقين والتحديات التي يعشيها العالم اليوم، أصبح من ضمن أهم الأولويات الحكومية، ومن المهارات المهمة للقيادات الحكومية، ومن هذا المنطلق أطلقت حكومة الإمارات في عام 2016 استراتيجية استشراف المستقبل، التي تهدف إلى اغتنام الفرص في مختلف القطاعات، مثل الطاقة والنقل والأمن والغذاء والتعليم والصحة.

وأشار الظاهري إلى أهمية أن تمتلك القيادة الرقمية عقلية منفتحة ومتفائلة لتعمل على تأهيل المواهب لديها، وإكسابها المهارات الرقمية المتقدمة والمتطورة، مؤكداً أن «التقديرات والإحصاءات تتوقع إسهام الذكاء الاصطناعي بنسبة 14% من الناتج المحلي الاقتصادي لدولة الإمارات بحلول عام 2030، وذلك بما يعادل 96 مليار دولار».

وأضاف: «الإمارات كانت من أولى دول العالم في الإعلان عن استراتيجية للذكاء الاصطناعي في عام 2017، ونجحت في خلق منظومة تجذب المواهب العالمية والشركات الناشئة والشركات الكبرى للوجود داخلها، لكن هناك العديد من التحديات المهمة التي يجب التعامل معها لضمان استمرار الريادة في التقدم التكنولوجي واستشراف المستقبل، أبرزها مواءمة التشريعات والسياسات والقوانين للتغيرات التكنولوجية المتسارعة والتحديات، ولذلك نحن بحاجة إلى تشريعات وقوانين للذكاء الاصطناعي المسؤول وغير المتحيّز والعادل والذي يركز على الإنسان».

من جانبه، ركّز المحاضر سليم إسماعيل على كيفية التأقلم مع التغيرات التكنولوجية التي يعيشها العالم بسرعة دراماتيكية غير مسبوقة، لافتاً إلى أن «السمة الأساسية للتكنولوجيا تتمثل في كونها تحقق الوفرة للبشرية، من خلال تحويل الأشياء النادرة إلى أشياء وفيرة، عبر ابتكارات أتاحت للبشر سهولة الحصول على أشياء كان يصعب الحصول عليها، أو كان إنجازها يتطلّب أوقاتاً طويلة وجهداً كبيراً».

وقال: «على الرغم من أن الكثير من المؤسسات على مستوى العالم عانت ولايزال بعضها يعاني مقاومة التغيّر التكنولوجي المتسارع، إلّا أن دولة الإمارات كانت من أولى الدول التي خلقت بيئة مناسبة للتدريب على النمو المتسارع، ما أحدث تغيّراً مشهوداً في العقلية، يقود الدولة إلى مسار مختلف باستخدام التكنولوجيات التي تتحرك بسرعات تتضاعف كل تسعة أشهر تقريباً»، داعياً الإمارات إلى التحوّل إلى ما يسمى «التكنولوجيا التجارية».

وأضاف: «أرى دولة الإمارات تسابق المستقبل والأحداث، وأثمّن حرص قيادتها على التخطيط الاستشرافي، وتصميم المؤسسات للمستقبل، فهو أمر رائع، فتجربة الإمارات التكنولوجية في القطاع الحكومي أراها مختلفة عن مثيلاتها في بقية دول العالم»، مشيداً بالتحوّل التكنولوجي الكبير الذي تشهده حالياً مؤسسات إماراتية عملاقة، مثل «أدنوك»، في مجال الرقمنة.

وأكد المحاضر أن التكنولوجيا خفّضت الأسعار بشكل كبير في قطاعات علمية كانت تستنزف ميزانيات هائلة من الدول والمؤسسات، ما أسهم في التحوّل من ندرة الإقبال على هذه القطاعات إلى الوفرة في التعامل معها، مدللاً على ذلك بالقول إن «كلفة إطلاق سفينة فضائية كانت تصل في السابق إلى 600 مليون دولار، ومع التقدم التكنولوجي تم إطلاق السفينة (سبيس إكس) بكلفة 60 مليون دولار فقط، ما أسهم في تحقيق الوفرة لدول ومؤسسات كثيرة تعمل في هذا القطاع حالياً، ونتوقع في المستقبل القريب إطلاق السفينة الفضائية بكلفة لن تتجاوز ستة ملايين دولار فقط».

ودعا إسماعيل الدول والمؤسسات الكبرى إلى التخلي عن تنامي ظاهرة رفض الأفكار في مهدها، وضرورة قبول الفكرة، ومنح الأولوية لمناقشة تفاصيلها، بدلاً من استسهال رفضها، محذراً رواد الأعمال والمبتكرين وأصحاب المؤسسات من «الخوف من الفشل»، إذ اعتبر أن «الفشل إحدى العلامات المهمة للتطور، وأن قلّة الفشل لا تعني بالضرورة النجاح، لكنها تعكس في كثير من الأحيان عدم التطوّر».

• 96 مليار دولار حجم إسهام «الذكاء الاصطناعي» المتوقع في الناتج المحلي للدولة بحلول 2030.


3 نصائح

تطرّق المحاضر سليم إسماعيل إلى دراسة حول سرعة التأقلم والاستجابة للتغيرات التكنولوجية، أجريت على أكبر 100 شركة أميركية، وتبيّن أن أداء الشركات التي حققت أعلى استجابة في سرعة التأقلم، فاق أداء الشركات الأقل استجابة بنحو 40 ضعفاً.

وقدّم إسماعيل ثلاث نصائح من شأنها المساعدة على رسم واستشراف المستقبل، أولاها ضرورة احتضان التكنولوجيا المتغيّرة، والثانية أن تكون المنظمات والشركات مؤهلة للتأقلم التكنولوجي، وأخيراً حتمية تغيير العقلية وعدم الخوف من التغيير.

تويتر