حديقة رأس الخيمة استقبلت 20 منها تخلى عنها مقتنوها

سوق سوداء لبيع صغار الحيوانات المفترسة

جاسم علي: السوق تعتمد على وجود مزارع لإنتاج الحيوانات المفترسة. الإمارات اليوم

كشف مالك حديقة حيوانات رأس الخيمة، جاسم علي، لـ«الإمارات اليوم»، عن وجود «سوق سوداء» لبيع الحيوانات المفترسة من أشبال الأسود والنمور والفهود، لأصحاب المزارع والفلل والمنازل السكنية من الراغبين في تربية واقتناء الحيوانات المفترسة وهي صغيرة في بداية عمرها.

ولفت إلى أن «السوق تعتمد على وجود مزارع لإنتاج الحيوانات المفترسة، يعرض أصحابها حيواناتهم الصغيرة للبيع بقيمة تبدأ من 1000 درهم للشبل، على سبيل المثال. ويرتفع السعر مع المزايدة عليه، ليصل إلى أضعاف من قبل بعض التجار».

وأوضح أن التجار يقومون في النهاية بعرض الحيوان للبيع للباحثين عن الشهرة والتفاخر والتباهي باقتناء الحيوانات المفترسة، بطريقة غير قانونية. وبتلك الطريقة تصل هذه الحيوانات إلى أصحاب المزارع والفلل والمنازل، دون أن يكون لديهم أي دراية بطريقة تربيتها أو تغذيتها أو صحتها وسلامتها والوقاية من خطرها.

وأضاف أن تربية الحيوانات المفترسة في الفلل والمزارع تعتبر غير قانونية، كونها تشكل خطراً على مربيها وعلى العامة.

وقال: «وردتني العديد من الحالات عن هجوم الحيوانات المفترسة من أسود ونمور وفهود على الأطفال، لأن الحيوان المفترس يرى الطفل هدفاً سهلاً له، الأمر الذي يؤدي إلى إصابة الأطفال بإصابات متفاوتة، نتيجة لمسهم بمخالب الحيوان المفترسة، أو تعرضهم للعض».

وتابع: «وردتني أيضاً قصص من أصحاب المزارع عن تعرض عمالهم للهجوم من الحيوانات المفترسة، منها تعرض عامل لهجوم خطير من لبؤة.. فقد نقل إلى المستشفى على أنه تعرض لعضة كلب، لكن تبين للجهات المعنية لاحقاً أنه تعرض لهجوم من لبؤة».

وذكر أن أكثر الحيوانات التي تتم تربيتها في المزارع والفلل السكنية هي الأسود والنمور والفهود، وأنه يتم اقتناء الحيوانات المفترسة من أجل التباهي بها والتصوير معها، ونشر المقاطع عبر السوشيال ميديا للحصول على أعلى المتابعين والمعجبين، ولكن بعد أن يكبر الحيوان يتم فقدان السيطرة عليه، لذلك يحاول أصحابه التخلص منه بطرق عدة، منها إعدامه أو بيعه أو عرضه مجاناً لحدائق الحيوانات، لافتاً إلى أن الحديقة استقبلت خلال العامين الماضيين أكثر من 20 حيواناً مفترساً من الأسود والفهود والنمور، تخلى عنها أصحابها بعدما فقدوا السيطرة عليها.

وذكر أن الحديقة التي يمتلكها لديها اتفاق مع الجهات المختصة، ينص على أن أي شخص لديه حيوان مفترس يريد التخلص منه، يجلبه إلى الحديقة لرعايته، مع تعهد صاحبه بعدم المطالبة به مرة أخرى.

وتابع أن معظم من قاموا باقتناء الحيوانات المفترسة كانوا أشخاصاً عاديين، لديهم المقدرة المالية على الشراء، لكن لا يملكون الخبرة الكافية للتعامل معها.

وأوضح أنه يتم وضع الحيوانات المفترسة الصغيرة في أقفاص دجاج، ولا يُوفر مكان إقامة لها، ما يؤدي إلى هروبها عبر القفز من سور الفيلا أو المزرعة بحثاً عن الحرية، كما أن البعض يطعمها بشكل غير صحي، ما يؤدي إلى تعرضها لسوء التغذية، وجعلها حيوانات أكثر خطراً، كونها تبحث عن الأكل، وقد تهجم على صاحبها أو أي شخص آخر في المكان.

• «معظم مقتني الحيوانات المفترسة لديهم المقدرة على الشراء، ولا يملكون الخبرة للتعامل معها».

تويتر