وجّهت 10 نصائح للحد من «هدر الطعام» في المنازل

«السلامة الغذائية»: تسوّق «الصائمين» يُنمّي عادات «الإسراف الغذائي»

الهيئة دعت المستهلكين إلى شراء الغذاء بقدر الحاجة. الإمارات اليوم

كشفت وزارة التغير المناخي والبيئة عن وصول قيمة الهدر في الطعام، داخل الدولة، إلى ستة مليارات درهم سنوياً.

وفيما تسعى الجهات الخيرية إلى وضع برامج وآليات واستراتيجيات تساعد على حماية فائض الطعام من الهدر، من خلال التأكد من صلاحيته للأكل، وتسهيل وصوله إلى المحتاجين داخل الإمارات وخارجها، تسعى جهات أخرى معنية بتحقيق هذه الأهداف النبيلة إلى خلق نماذج لإلهام وتحفيز المجتمع على تغيير سلوكيات التعامل مع الغذاء، لتكون أكثر استدامة، والحد من هدر الغذاء بنسبة 50% بحلول 2030.

وتواصل الإمارات، متمثلة في قادتها ومؤسساتها الخيرية وجمعياتها ومحسنيها وفاعلي الخير فيها، إطلاق المبادرات الرامية للحدّ من هدر الغذاء، والمحافظة على فائضه، إذا تحققت فيه الشروط الصحية التي تجعل تناوله آمناً ومقبولاً.


حذّرت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية من أن تسوّق الأفراد لشراء المواد الغذائية خلال فترة الصيام، قد يدفعهم لشراء أصناف ومنتجات زائدة عن متطلباتهم واحتياجاتهم، ما يسهم في تنمية عادات الإسراف الغذائي، موجّهة 10 نصائح للمستهلكين من شأنها الإسهام في منع هدر الطعام والمواد الغذائية، أهمها «التخطيط لنوع وكم الوجبـات أسبوعياً، ووضع سقف مالي للمشتريات الغذائية عند التسوق، وتحضير الطعام بكميات مناسبة لعدد الأفراد ووقت الطعام».

وتفصيلاً، دعت الهيئة أفراد المجتمع إلى تجنب السلوكيات والعادات التي تؤدي إلى فقد وهدر الطعام والمواد الغذائية، موضحة أن الكم الأكبر من الأغذية المهدرة يتم فقده قبل وصوله إلى المستهلك، وتحديداً خلال المراحل من الحصاد حتى البيع بالتجزئة.

وشددت الهيئة، ضمن سلسلة حملات إرشادية أطلقتها مع بداية شهر رمضان الكريم، على منصاتها الإلكترونية الرسمية للتوعية بأهمية دور المستهلكين في استدامة الأمن الغذائي، على أهمية الحد من إهدار الطعام والإسراف في استهلاكه، من خلال الابتعاد عن العادات الغذائية السلبية، والبدء في تقليل كميات الغذاء التي يتم إعدادها، وشراء الغذاء بقدر الحاجة، مع مراعاة اشتراطات التخزين الصحيحة والتسوق الآمن، وغيرها من السلوكيات الإيجابية للمحافظة على الأغذية والحد من هدرها.

وناشدت المستهلكين إعادة استخدام بقايا الطعام الصالحة للأكل، بدلاً من رميها في سلة القمامة، سواء عن طريق التواصل مع أقرب مركز أو هيئة لحفظ النعمة للتبرع ببقايا الطعام الصالحة للأكل لإيصالها إلى المحتاجين، أو استخدامها في اليوم التالي، بشرط حفظها جيداً، وإعادة تسخينها جيداً حسب طبيعة المادة الغذائية، موضحة أن إتلاف الغذاء بكميات كبيرة يؤدي إلى الإخلال بالتوازن البيئي، وظهور العديد من المشكلات البيئية، مثل تدهور طبقة الأوزون، وتزايد انبعاثات الغازات الدفيئة، التي تؤثر سلباً في الإنسان والبيئة والكائنات الحية الأخرى.

ووجّهت الهيئة 10 نصائح للمستهلكين من شأنها الإسهام في منع هدر الطعام والمواد الغذائية، تشمل «التخطيط لنوع وكم الوجبـات أسبوعياً، ووضع سقف مالي للمشتريات الغذائية عند التسوق، وعدم الذهاب للتسوق وقت الصيام أو في حالة الجوع، والتدقيق على تاريخ صلاحية المنتج الغذائي، وتحضير الطعام بكميات مناسبة لعدد الأفراد ووقت الطعام، وتقديم الطعام على شكل وجبات صغيرة على المائدة، وحفظ بقايا الطعام وإعادة تسخينها قبل تناولها، وتخزين المواد الغذائية في ظروف مناسبة حسب طبيعة المادة الغذائية (أو كما هو مدون عليها في البطاقة الغذائية)، والحرص على عدم تخزين كميات كبيرة من الأغذية، والمحافظة على نظافة الثلاجة ومراقبة درجات الحرارة فيها».

وأوضحت أن تسوّق الفرد لشراء المواد الغذائية وهو صائم أو جائع، قد يدفعه إلى شراء الأصناف التي يحبها، وإن لم تكن مدونة على قائمة التسوق التي أعدها، ما يسهم في تنمية عادات الإسراف الغذائي، داعية إلى مراعاة التسوق في أوقات غير مزدحمة، بهدف تحقيق التسوق السليم، مع التنظيم والتركيز وتجنب العشوائية في الشراء، والتوجه إلى المنزل مباشرة بعد الانتهاء من التسوق، حتى لا تتعرض الأغذية لفترة زمنية طويلة تفقد فيها عوامل حفظها وصفات جودتها الغذائية.

وقالت الهيئة: «يجب أيضاً الاهتمام بسرعة نقل الأغذية سريعة التلف والفساد، مثل اللحوم والدواجن والأسماك ومنتجاتها، إلى المبردات، ويفضّل خلال التسوق استخدام أكياس مبردة لحفظ المجمدات واللحوم بكل أنواعها، كما يجب مراعاة عدم تخزين كميات كبيرة من الأغذية في المنزل، لاسيما أن ثلاجة البيت غير معدة لتخزين الأغذية، وإنما لحفظها لوقت قصير قبل استهلاكها، لذا يفضل عدم شراء كميات من الأغذية أكبر من الحاجة الفعلية لها، ومراعاة حفظ الأغذية المتبقية بعد وجبة الإفطار بتبريدها سريعاً، وتسخينها جيداً قبل استهلاكها في وجبة السحور»، مناشدة المستهلكين شراء المنتج الذي يتم الاستفادة منه إلى أقصى درجة ممكنة.


«التغير المناخي»: نستهدف الحد من هدر الغذاء بنسبة 50% بحلول 2030

أمين الجمال ■ دبي / أفادت وزارة التغير المناخي والبيئة بأنها تستهدف من مبادرة «نعمة» التي أطلقت مطلع الشهر الماضي، بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، نتيجة تعاون بين وزارة التغير المناخي والبيئة ومؤسسة الإمارات وديوان ولي عهد أبوظبي، للحدّ من هدر الغذاء، إلهام وتحفيز المجتمع على تغيير سلوكيات التعامل مع الغذاء، لتكون أكثر استدامة، والحد من هدر الغذاء بنسبة 50% بحلول 2030.

واعتمدت الوزارة خمسة عناصر لنهج وطني تشاركي استراتيجي لتنفيذ المبادرة، هي «مؤشر استراتيجي لقياس معدلات الفقد والهدر»، و«سياسات وتشريعات تعزز الجهود المبذولة في هذا الإطار»، و«برامج وحملات لتغيير سلوك التعامل مع الغذاء»، و«إطلاق مبادرات وحلول ابتكارية تخدم الأهداف المنشودة»، وأخيراً «تحقيق توعية مجتمعية شاملة».

وأوضحت أن الإحصاءات الأخيرة تؤكد أن هدر الغذاء يعد واحداً من أهم التحديات التي تواجه جهود تعزيز الأمن الغذائي، حيث تبين أن ثلث الغذاء المنتج في العالم يتم هدره، وكل شخص يهدر ما متوسطه 95 كيلوغراماً من الغذاء سنوياً، وفي الإمارات بلغ معدل قيمة الهدر السنوي للطعام ستة مليارات درهم.

وأشارت الوزارة إلى أن هدر الغذاء يعد تحدياً صعباً يحتاج إلى مشاركة فئات المجتمع كافة، في عمل منظم وموحد، مضيفةً أن مبادرة «نعمة» تقدم منظومة النهج التشاركي الذي يضم القطاعين الحكومي والخاص والمجتمع المحلي والمؤسسات غير الربحية للاستفادة من أفضل الممارسات وقياس معدلات الفقد والهدر، وتعزيز التنسيق والتعاون وترسيخ قيم اجتماعية محفزة للمسؤولية الفردية.

وحدد مدير إدارة الإفتاء، الدكتور أحمد بن عبدالعزيز الحداد، ثلاثة سلوكيات يجب الالتزام بها، لمنع هدر الطعام، وتحقيق الاستفادة الصحية والمنفعة العامة منه.

وقال: «نعم الله تعالى على عباده كثيرة ومن أجلّها توفر الغذاء الذي به قوام الحياة. فمَن أنعم الله تعالى عليه به، ينبغي أن يكون شاكراً لربه المنعم سبحانه، ومن شكره حفظ هذه النعمة وعدم إهدارها، كما نراه كثيراً في المناسبات الخاصة والعامة، بل نراه في بعض البيوت».

وحول السلوكيات التي يتعين على الناس اتباعها للمحافظة على الطعام من الهدر، أفاد بأنه «يجب أولاً ألّا يسرفوا في إعداد الأطعمة، بل يقتصدوا. وثانيا إذا أكلوا ألّا يتجاوزوا القدر النافع إلى حد الإضرار بالنفس فإن التخمة سبب الداء.

الدكتور أحمد الحداد: «نعم الله على عباده كثيرة ومن أجلّها توفر الغذاء الذي به قوام الحياة».


جمعيات خيرية: مشروع حفظ النعمة أسهم في الحد من هدر الطعام

مصباح أمين ■ أم القيوين ورأس الخيمة / أطلقت جمعيات خيرية مشروع حفظ النعمة، للحد من هدر الطعام الفائض في المناسبات والولائم، من خلال توزيعه على العمال والأسر المحتاجة، بعد التأكد من جودته وسلامة استهلاكه.

وقال الأمين العام لجمعية الإمارات الخيرية في رأس الخيمة، عبدالله سعيد الطنيجي، لـ«الإمارات اليوم»، إن الجمعية أطلقت مشروع حفظ النعمة للحد من هدر الطعام في الفنادق وصالات الأفراح وخيم العزاء والحفلات، حيث يوجد لدى الجمعية أكثر من 400 أسرة تستفيد من المشروع، خصوصاً في شهر رمضان الذي تكثر فيه المناسبات والولائم.

وأوضح أن الجمعية لديها حافلة مبردة ومخصصة لنقل وتوزيع الطعام على الأسر المحتاجة، حيث يقوم موظفو الجمعية بتلقي الاتصالات من الفنادق وصالات الأفراح وخيم العزاء لأخذ الطعام، مشيراً إلى أنه «بعد التأكد من الإجراءات اللازمة لضمان صلاحية استهلاك الطعام، يتم تعبئته من قبل فريق الجمعية في علب، وتغليفه وتوزيعه في اليوم نفسه على قائمة الأسر المحتاجة في مختلف مناطق رأس الخيمة».

وأضاف أن الطعام يشمل الفواكه والخضراوات واللحوم والدواجن المطبوخة الفائضة عن حاجة الفنادق، لافتاً إلى أن مشروع حفظ النعمة أسهم بشكل كبير في الحد من هدر الطعام في الفنادق وخيم العزاء والأفراح.

وأكد مدير مؤسسة سعود بن راشد المعلا للأعمال الخيرية والإنسانية بأم القيوين، راشد الحمر، أن المؤسسة لديها أكثر من 200 عامل و800 أسرة في أم القيوين، يستفيدون من مشروع حفظ النعمة، إذ خصصت المؤسسة خطاً ساخناً لتلقي الاتصالات من الفنادق وأصحاب الولائم وخيم العزاء، لأخذ فائض الطعام منهم وتوزيعه على العمال والأسر المحتاجة بالإمارة.

وأوضح أن «لدينا فريق مختص لمشروع حفظ النعمة، يذهب إلى الأفراح وخيم التعزية وصالات الأفراح لأخذ الطعام الفائض من الحلويات والفواكه والخضار وتعبئته في علب، وكتابة اسم كل نوع من الطعام عليها، وتغليفها وتوزيعها على العمال والأسر المحتاجة بالإمارة».

وأضاف أن الجمعية لديها قائمة بمناطق العمال والأسر المحتاجة في مختلف مناطق الإمارة، حيث يتم توزيع الوجبات بعد التأكد من جودة الوجبات الغذائية وسلامتها، إذ يشمل الطعام الفائض جميع الوجبات، بما فيها الأرز والشوربة، لافتاً إلى تخصيص الطعام الذي لمسته الأيدي للحيوانات، بالاتفاق مع الجهات المختصة.

وأشار إلى أن الجمعية قامت بمبادرة للحد من هدر الطعام بين الأسر في مختلف مناطق الإمارة، من خلال زيارة المجالس، وتوعية السكان بأهمية توزيع الطعام الفائض لديها على العمال والأسر المحتاجة.

عبدالله الطنيجي: «موظفو الجمعية يتلقون اتصالات من الفنادق وصالات الأفراح وخيم العزاء لأخذ الطعام».

تويتر