تنفذ 5 رحلات يومياً وتحدّد تركيزات الزرنيخ والرصاص والنحاس

«بيئة أبوظبي» تراقب التربة بـ «الدرون» لحمايتها من الملوّثات

هيئة البيئة بأبوظبي تراقب جودة التربة بالذكاء الاصطناعي. من المصدر

كشفت هيئة البيئة في أبوظبي عن تنفيذ خمس رحلات مراقبة للتربة يومياً، تغطي مساحة 7.5 هكتارات، عبر برنامج مراقبة جودة التربة باستخدام أحدث تقنيات الاستشعار عن بُعد بالأقمار الاصطناعية والدرون (الطائرات بدون طيار)، مشيرة إلى أن استراتيجيتها الخاصة بالأراضي والتربة «تهدف إلى تنفيذ إطار تنظيمي لحماية التربة».

وكانت قد بدأت برنامج مراقبة جودة التربة في عام 2018 لتقييم تأثير الأنشطة البشرية في موارد الأراضي والتربة، ووضع أسس لخطط الإدارة المستقبلية، وسياسات الحماية واللوائح المتعلقة بالتربة. وضم البرنامج 270 موقع مراقبة، وجمع 600 عينة، وحلل أكثر من 45 عاملاً.

كما تم من خلاله زيارة 246 منشأه، أظهرت التزاماً بلوائح جودة التربة بلغت نسبته 92.7%.

وفي عام 2020، بدأت الهيئة تنفيذ مشروع رائد لتوسيع البرنامج، وتحسين أدائه باستخدام أحدث التقنيات لقياس مستوى المعادن الثقيلة عن طريق الاستشعار عن بُعد باستخدام الأقمار الاصطناعية والطائرات بدون طيار والمقاييس الطيفية المحمولة باليد، حيث يمكن التحقق من صحة هذه البيانات باستخدام عينات التربة التي تم جمعها ميدانياً.

وأكدت اتباعها عملية صارمة لضمان دقة البيانات، من خلال الجمع بين الاستشعار عن بُعد والبيانات التي تجمع ميدانياً، وبالذكاء الاصطناعي، حيث باتت قادرة على استخدام خوارزميات موجزة للغاية لإنتاج بيانات دقيقة وصحيحة من شأنها المساعدة على فهم الصورة الأكبر بشكل كامل، وتالياً الحفاظ على صحة تربة أبوظبي للأجيال المقبلة.

وأعلنت إكمالها بنجاح في عام 2021 المرحلة الأولى من المشروع، الذي يستخدم بيانات الطائرات بدون طيار بتقنية التصوير الطيفي الفائقة الدقة وصور الأقمار الاصطناعية، إضافة إلى الذكاء الاصطناعي لمراقبة جودة التربة، مع دقة عالية بما يكفي لزيادة كفاءة المراقبة التقليدية لجودة التربة، مشيرة إلى أن السعة التخزينية لأرشيف التربة في الهيئة يتسع لـ25 ألف عينة تربة، ويضم 6000 عينة محفوظة ومؤرشفة.

وأكدت أن التصوير الطيفي فائق الدقة للطائرات بدون طيار يستطيع تحديد تركيزات بعض الملوّثات، مثل: الزرنيخ والرصاص والنيكل والكوبالت والنحاس.

وتغطي كل رحلة مساحة 1.5 هكتار، مع مسح خمسة مواقع في اليوم 7.5 هكتارات. كما يتميز بالفاعلية من حيث الكلفة، حيث تتميز الطائرات بأنها أسرع، وتستخدم قوة بشرية أقل لتغطية مناطق أوسع من المسوحات التقليدية.

ومع كل رحلة جديدة يتعلم النموذج أنماطاً جديدة ويصبح أكثر ذكاء، إضافة إلى أنها آمنة، حيث الرصد دون الحاجة إلى وصول الإنسان للمواقع.

وشددت الهيئة على أن المشروع يتماشى مع الأولويات الاستراتيجية للهيئة وسعيها لضمان اتباع نهج مستدام ومتكامل لحماية الأراضي والتربة، وتقييم تأثير الأنشطة البشرية، وتوفير الأساس لخطط الإدارة المستقبلية، وسياسات الحماية، واللوائح المتعلقة بالتربة.

ويهدف رسم خرائط تلوّث التربة في إمارة أبوظبي إلى تسليط الضوء على المناطق التي تحتاج إلى معالجة أو تعاف أو حماية للوصول إلى بيئة مستدامة.

وأكدت الهيئة أن الاستشعار عن بُعد مكّنها من اكتشاف ورصد الخصائص الفيزيائية والكيميائية لمنطقة ما من مسافة بعيدة.

كما أتاح استخدام الاستشعار عن بُعد، ومعالجة البيانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، اكتساب فهم أفضل لصحة التربة.

تويتر