شركات تروّج لعاملات بـ 50 درهماً في اليوم مع المبيت

رمضان يزيد المنافسة على توريد العمالة المنزلية عبر الـ «سوشيال ميديا»

مع اقتراب شهر رمضان المبارك زاد الطلب على العمالة المنزلية. تصوير: باتريك كاستيلو

تشهد مواقع التواصل الاجتماعي، مع اقتراب شهر رمضان المبارك، منافسة شديدة بين شركات توريد العمالة المنزلية، وتبارت الحسابات المختلفة في طرح عروض مغرية لتوفير العمالة المساعدة، وقدمت شركات عروضاً بتوفير عاملات مقابل 50 درهماً لليوم الواحد، مع المبيت، وهو الإعلان الذي لاقى انتشاراً وتفاعلاً كبيراً على الـ«سوشيال ميديا». ورصدت «الإمارات اليوم» ترويج مكاتب استقدام العمالة المنزلية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بأسعار تراوح بين 1500 و1700 درهم خلال شهر رمضان، سواء للعاملات في مجال الطبخ أو في مجال التنظيف، مع مبلغ ضمان بقيمة 500 درهم.

وتقدم حسابات خاصة، عبر «إسنتغرام» و«واتس أب»، عروضاً بتوفير عمالة مساعدة بأسعار تنافسية، وتعرض مقاطع فيديو توضح من خلالها مدى خبراتهن في الطبخ، وعرض أنواع الأطباق الرمضانية التي يتقنها، والأعمال المنزلية، وأعمارهن، وعدد أبنائهن إن وجد، كما توفر هذه الحسابات خدمات وتسهيلات، بحيث تصل العاملة إلى باب منزل الكفيل، دون الحاجة إلى عناء الذهاب إلى المكاتب.

من جهتها، حذرت الجهات الأمنية في الدولة، عبر حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي الـ(سوشيال ميديا) أفراد المجتمع من مخاطر اللجوء إلى مثل هؤلاء الأشخاص غير المعتمدين، وغير المرخصين، لجلب الخادمات، لافتة إلى أن كثيراً من المُحتالين يمارسون الاحتيال بوضع إعلانات في مواقع التواصل الاجتماعي، وغيرها من المواقع، من خلال إيهام الضحايا بقدرتهم على توفير خادمات في أوقات قياسية، وبتكاليف أقل من الجهات الرسمية، مؤكدة ضرورة اللجوء إلى الشركات المعتمدة في الدولة لجلب العمالة المنزلية، منعاً للاحتيال.

إلى ذلك، أرجعت مديرة مكتب لتوريد الأيدي العاملة في الفجيرة، منى محمد، سبب ارتفاع أسعار استقدام العاملات قبل شهر رمضان من كل عام إلى أن ارتفاع الطلب عليهن، ما يضطر مكاتب إلى دفع مبالغ أكبر من أجل توريد العاملات من دولهن، مشيرة إلى أن الطلب يزيد على العاملات الإثيوبيات، خصوصاً اللائي يجدن فنون الطبخ.

ولفتت إلى أن حسابات توفير العمالة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أمر ليس جديداً، إلا أن هذه الحسابات كسبت ثقة عدد كبير من الأسر المواطنة والمقيمة في الدولة، على الرغم من أن معظمها غير مرخص، ولا يُعرف مصدر هذه العمالة، إن كانت هاربة أم تم جلبها من بلدها، لافتة إلى أن الذين يديرون هذه الحسابات ليست لديهم أرقام تواصل ثابتة، ما قد يصعّب على الأسر التواصل معهم بعد استلام العاملة.

وأيدتها في الرأي مسؤولة مكتب توريد عمالة في الشارقة، حسينة عبدالكريم، قائلة إن حسابات التواصل الاجتماعي التي تسوق لتوفير العاملات ذوات الخبرة بوسائل ترويجية جديدة وحديثة، جذبت عدداً من الأسر، وتعاملت معهم في بداية الأمر بشكل سليم، وبإجراءات صحيحة، لكسب الثقة إلى حين تحويل الأموال إلى حسابات بنكية، ثم إغلاق سبل التواصل مع الضحايا.

من جهتها، قالت المواطنة، مريم حسين الحمادي، إنها في بداية الأمر لم تكن تثق بحسابات توريد العمالة المنزلية عبر الـ«سوشيال ميديا»، حتى أُغلق المكتب الذي تتعامل معه بشكل دائم، وحُوّلت خدماته عبر برنامج «إنستغرام» بأسعار معقولة جداً، مشيرة إلى أنها رغبت في استقدام عاملة قبل شهر رمضان، لمساعدة العمالة المنزلية لديها، ومع البحث في مكاتب استقدام الأيدي العاملة، وجدت أن الأسعار مبالغ فيها، خصوصاً أنها ترغب في استقدام عاملة إثيوبية، موضحة أن المكاتب توفرها مقابل 9000 درهم، بينما وسائل التواصل الاجتماعي توفرها مقابل مبالغ تراوح بين 4500 و6000 درهم.

وأفادت (أم فرح) بأنها حجزت عاملة منزلية (إثيوبية) بقيمة 50 درهماً يومياً، مع المبيت، من أجل مساعدتها في تنظيف المنزل خلال أوقات الولائم والمناسبات، خلال شهر رمضان، باعتبارها أقل سعراً من العاملات بنظام الاشتراك الشهري، متابعة أنها لم تدفع أي رسوم للتأمين على العاملة أو أي رسوم أخرى، الأمر الذي يخفف عنها أي مصروفات جراء استقدامها من الخارج.

وأوضحت أن العاملات بنظام الساعات أو اليومية غير مكلفات للأسر التي ليس لديها المال الكافي لجلب عاملة منزلية من الخارج عن طريق المكاتب، أو التي ليس لديها غرف إضافية بالمنزل لمبيت خادمة، لذلك فإن عروض بعض المكاتب بشأن نظام الساعات تلقى رواجاً لدى بعض الأسر المقيمة في الدولة.

وأيدتها (أم هاشم)، قائلاً إنها تعرضت لكسر في يدها، ما دفعها لجلب عاملة منزلية لمدة شهر، دون تحمل كلفة إقامتها أو تأمينها الصحي، وكان الهدف من جلبها تنظيف المنزل، ورعاية الأطفال، وتكفل زوجها بإحضار وجبات الطعام من أحد المطاعم بشكل يومي.

وأضافت أن من مميزات العاملة بنظام اليومية إمكانية استبدالها في حال عدم كفاءتها، دون تكبد أي خسائر مالية، كما أنها لن تهرب من المنزل، لأنها ليست على كفالة صاحب المنزل، إضافة إلى انخفاض كلفتها.

العمالة المنزلية

تواصلت «الإمارات اليوم» مع حسابات خاصة بتوريد العمالة عبر برنامج «إنستغرام»، والاتصال على الأرقام المتوافرة، وأكد صاحب حساب أن لديه مكتباً في عجمان، ويتولى تسويق العمالة المنزلية التي يوفرها عبر الطرق الحديثة للإعلان الـ(سوشيال ميديا)، مشيراً إلى أنه لم يرفع أسعار استقدام العاملات لديه، على الرغم من زيادة الطلب قبل شهر رمضان المبارك، لكسب أكبر عدد ممكن من العملاء.

وأكد أن هناك حسابات موثوقة يمكن للراغبين في كفالة العاملات التأكد من صحتها بالتواصل المباشر مع أصحابها، فليس كل الحسابات التي تسوق في وسائل التواصل الاجتماعي تحتال على عملائها.

• الجهات الأمنية تحذّر أفراد المجتمع من مخاطر اللجوء إلى جلب العمالة من مكاتب غير معتمدة.

تويتر