باحث في جامعة نيويورك أبوظبي يكشف أسرار خفيّةٍ بين النجوم

اتّخذ الباحث المساعد في جامعة نيويورك أبوظبي وعضو الفريق الدولي لعلماء الفلك، بنجامين ديفيس، خطوةً جديدة في مجال فهم تطور المجرات، وكشف عن قصةٍ خفيّةٍ بين النجوم، بالتعاون مع البروفيسور روبيرتو سوريا من الأكاديمية الصينية للعلوم.
استخدم فريق البحث تقنيات رصد الضوء المرئي والأشعة السينية للتعرف على كيفية نشوء ثقب أسود مركزي في المجرات الحلزونية، والذي بقي سراً حيّر العلماء لوقت طويل، حيث اكتشف العالمان آثاراً لما يمكن أن يكون فيما مضى مجرةً كروية الشكل، سقطت في مجرةٍ حلزونية لينتج عنها ما يُعتقد أنه ثقب أسود متوسط الحجم.
وتؤدي هذه الحقائق إلى نظريةٍ كونية، بتشابهٍ لا يخفى على كاتب البحث الجديد، البروفيسور أليستر جراهام من مركز سوينبرن للفيزياء الفلكية والحوسبة الفائقة والمدرّس على الموقع الإلكتروني لمركز سوينبرن لعلوم الفلك.
وترتبط المجرات بجاذبية متبادلة فيما بينها. ويمكن لجسم المجرة الأصغر أن يتلاشى مع مرور الوقت، إلاّ أنّ قلبها لا يتأثر حين يستقطبها مجال جاذبية مجرةٍ أكبر منها وتتحد معها. ويتكون قلب المجرة موضوع الدراسة من عناقيد من ملايين النجوم، والتي رصدها الباحثون باستخدام تلسكوب هابل الفضائي قرب مركز مجرة NGC 4424 الحلزونية.
وأطلق علماء الفلك اسم «نيخولي» بشكلٍ غير رسمي على العنقود النجمي، حيث استوحى الاسم من العنقود الكلمة التي تستخدمها قبيلة سومي في ولاية ناجالاند الهندية لوصف فترة الحصاد التي يحتفل فيها أحفاد صائدي الرؤوس ويتمنون موسم حصاد وفير. ويعود مصدر التسمية إلى إشارة العلماء إلى الفضاء باسم الحقل، وإلى أنّ اكتشافهم يركّز على كيفية حصاد مجرة أصغر حجماً.
ومن المعروف أنّ مجرة NGC 4424 تُبدي علامات نشاط ناتج عن حادثة اندماج سابقة، إلاّ أنّ الفريق اكتشف بقايا العنقود النجمي المركزي لمجرةٍ ابتلعها ثقب أسود. وأفاد البروفيسور جراهام إلى وجود التواء في شكل المجرة الأكبر، كما رصد حدث تشكيل نجم منذ أقل من 500 مليون عام مضى. وأضاف: «يمكن أن نشبّه هذا الحدث بحفلة للنجوم، للإعلان عن زفاف مجرةٍ قادم. ويبدو هذا الاكتشاف مهماً جداً لفهم التطور المشترك للمجرات والثقوب السوداء».
وصرح البروفيسور روبيرتو سوريا، بأن البيانات التي حصل عليها مرصد شاندرا الفضائي للأشعة السينية تشير إلى وجود مصدر للأشعة السينية عالي الطاقة ضمن مجموعة النجوم الممتدة والتي تظهر في صورة هابل: «من المحتمل أننا نشهد نشاطاً من المنطقة المحيطة بثقبٍ أسود يقع على بعد 1,300 سنة ضوئية من مركز مجرة NGC 4424».
وعلى الرغم من أنّ هذا الثقب الأسود النشط يبعد عنا 50 مليون سنة ضوئية، إلاّ أنّ انبعاثاته من الأشعة السينية تصل إلى كوكب الأرض بأكمله كل 80 ثانية.
ويقدّر الفريق كتلة الثقب الأسود بسبعين ألف ضعفٍ من كتلة شمسنا، مما يزيد من احتمال كونه مقراً للعديد من الثقوب السوداء المفقودة «متوسطة الكتلة» ذات كتل أكبر من كتلة الشمس وأصغر من الثقوب السوداء الهائلة المعروفة باستقرارها في مراكز المجرات الضخمة، مثل الصورة الأولى الشهيرة لثقب أسود التي التقطتها شبكة تلسكوبات إيفينت هورايزون.
وتتساوى هذه الكتلة مع المقدار المتوقع في مركز مجرة NGC 4424. وبدوره قال بن ديفيس، الباحث المساعد في جامعة نيويورك أبوظبي: «من المحتمل أننا نشهد آلية لإمداد المجرات الحلزونية بالثقوب السوداء».

تويتر