إصدار "إعلان أبوظبي للمواطنة الشاملة" في ختام الملتقى الثامن لمنتدى تعزيز السلم 2021

أصدر "منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة" في ختام أعمال ملتقاه السنوي الثامن اليوم "إعلان أبوظبي للمواطنة الشاملة" لتسجل دولة الإمارات واحة السلام وموطن الأخوة والوئام، مرة أخرى، نقلة نوعية على طريق الأنسنة والترشيد العقلاني الكوني.

ويشكل إعلان أبوظبي خارطة طريق؛ لمواطنة مستدامة في الدولة الوطنية، تمثل عتبة متقدمة للشراكة الكونية، القائمة على أسس أخلاقية وإنسانية، صالحة لتحقيق مبدأ الأخوة الإنسانية؛ كما تنادي بها شرائع السماء والفلسفات الروحية في العصر الراهن؛ لأنه مؤسس على وثائق التسامح الكبرى، مثل "إعلان مراكش لحقوق الأقليات"، وإعلانات أبوظبي للسلم، و"وثيقة الأخوة الإنسانية"، و"وثيقة مكة المكرمة"، و"وثيقة حلف الفضول الجديد".

هذا فضلاً عن الإعلانات والمواثيق الدولية في خلاصة التجارب البشرية والحوارات مع مؤسّسات محليّة ودوليّة ذات خلفيّات دينيّة وثقافية متعدّدة، ومنظّمات عالميّة، وشخصيّات بارزة وخبراء داعمين؛ ضمن حلقات النقاش الدورية التي أدارتها وكالة "ويلتون بارك" بين أعوام 2018 و2021م.

وأشاد المشاركون في الملتقى السنوي الثامن لمنتدى تعزيز السلم؛ بنموذج دولة الإمارات في تجسيد المواطنة الشاملة، فعلى أرض هذه الدولة المباركة، تتعايش عشرات الأديان والثقافات والأعراق المختلفة ومئات الجنسيات في أمن وأمان ومودة واحترام. مشيرين إلى جدارة النموذج الإماراتي بالدراسة لما يمثله من فضاء رحب للإنسانية والتسامح والمواطنة الشاملة.

وأوصى المشاركون بجملة عشر توصيات:
1-  تشكيل لجان من الخبراء لدراسة ومراجعة مناهج التربية الدينية والمدنية، وتطويرها؛ حتى تأخذ في الاعتبار البعد الإنساني والأخلاقي في مجال التربية على المواطنة الشاملة.
4- تأسيس منصة إلكترونية لمتابعة التوصيات والاقتراحات وبلورة الأفكار.
5- تأسيس فرع لمنتدى تعزيز السلم يُعنى بتعزيز السلم وبث قيم المواطنة الشاملة في بعض مناطق العالم؛ كبلاد إفريقيا جنوب الصحراء.
6- تشجيع وتكثيف لقاء القيادات الدينية بغية إبراز أن الدين يبني الجسور بين الثقافات، ويمكنه أن يكون قوة للسكينة والمصالحات.
7- تكوين لجان تربوية لإعداد برامج تعليمية للتربية على المواطنة.
8- تأسيس مركز بحثي ضمن منتدى أبوظبي للسلم يتخصص في قضايا المواطنة والهوية؛ وفق رؤية المنتدى للتعددية والتنوع.
9- إصدار مجلة أكاديمية محكمة خاصة بقضايا المواطنة تجمع بين التخصصات الدينية والإنسانية، وتبني الجسور بين المختصين في الدين والفلسفة.
10- عقد شراكات بين المنتدى والمؤسسات الدينية والجامعية الحكومية والخاصة، المحلية والدولية؛ لتفعيل مضامين إعلان مراكش وحلف الفضول الجديد، وميثاق المواطنة الشاملة.

وبارك المشاركون في الملتقى للمنتدى؛ إطلاق هويته الجديدة، التي حملت اسم عاصمة السلام والتسامح وفضاء التعايش والمحبّة، فصار اسمه "منتدى أبوظبي للسلم"؛ ليبني على النجاحات السابقة، ويعبر إلى فضاءات الإبداع السامقة، بتوفيق الله وعونه.

وأشاد المشاركون في هذا المؤتمر؛ بجهود العلامة الشيخ عبد الله بن بيه، رئيس منتدى تعزيز السلم، في مد الجسور مع العقلاء والحكماء من كل الاديان والمذاهب والمشارب، ويثمنون مساعيه العلمية والعملية؛ لتوحيد الجهود، وتصحيح الوجهة على أرضية القيم الإنسانية المشتركة؛ لما فيه خير الناس جميعا.

ويطيب للمشاركين في الملتقى السنوي الثامن لـ"منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة" أن يعبروا عن صادق تهانيهم لدولة الإمارات العربية المتحدة؛ بمناسبة اليوبيل الذهبي لخمسينية تأسيس الاتحاد، ويعربون عن فائق شكرهم وجزيل ثنائهم؛ لدولة الإمارات العربية المتحدة؛ على تيسيرها انعقاد هذا الملتقى في أوانه المعتاد وبمستواه المعهود؛ بأفضل السبل المتاحة في هذه الظروف الاستثنائية. وأن يرفعوا أسمى مشاعر الامتنان لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وبارك في عمره، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي، وإلى أصحاب السمو حكام الإمارات؛ حفظهم الله جميعا.

وتضرع المشاركون في هذا الملتقى إلى العلي القدير، أن يشمل بواسع رحمته وسابغ كرمه الشيخَ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي كان ملاذا في الأزمات للقريب والبعيد، وأن يديم على الإمارات العربية المتحدة نعمة اليد العليا، ويحفظها من شر كل وباء وبلاء، وسائرَ بلدان العالمين.

تويتر