دبي تشارك في الدورة 26 لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في غلاسكو

شارك وفد إمارة دبي في الدورة 26 من مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ الذي عقد مؤخراً في مدينة غلاسكو في اسكتلندا برئاسة الأمين العام للمجلس التنفيذي نائب رئيس اللجنة التوجيهية لشبكة المدن الأربعين القيادية للتغير المناخي C40 لدول جنوب وغرب آسيا، عبدالله محمد البسطي.

وشهد المؤتمر العديد من الفعاليات الهادفة إلى دراسة التحديات المناخية وإيجاد الحلول للحد من التأثيرات السلبية لمشكلات المناخ، حيث اجتمع قادة العالم ورؤساء الدول والحكومات، إلى جانب رؤساء المنظمات الدولية والمجتمع المدني وقادة الأعمال، للعمل على الأجندة العالمية لمعالجة التغير المناخي، وتمت مناقشة أهم القرارات والنتائج التي تتخذها الدول لتقليل الانبعاثات ومناقشة الحلول الممكنة لمعالجة ظاهرة الاحتباس الحراري، وتمويل المشاريع التي تدعم الاقتصاد الأخضر.

وفي هذا الإطار أكد البسطي أن دولة الإمارات ماضية في تحقيق التنمية المستدامة من خلال الاستثمار في البنية التحتية المستدامة والأنشطة الخضراء؛ بينما تجسد استضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28» عام 2023 في أبوظبي، إنجازا جديدا مهما وتتويجا للجهود والمبادرات الاستباقية البيئية المتميزة في الدولة انطلاقاً من رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الرامية إلى توسيع آفاق الاستثمار في مجالات الطاقة النظيفة واستخدامها في الاقتصاد المحلي وغيرها من مقومات البنية التحية الداعمة لمبادئ الاقتصاد الدائري، وتعزيز التعاون الدولي في مواجهة التحديات العالمية في مجالات المناخ والبيئة لتحقيق مستقبل آمن ومستدام للجميع.

وأشار إلى أن دبي ومن موقعها في قيادة ملف التمويل الأخضر إلى جانب شبكة المدن الأربعين القيادية في التغير المناخي C40، وبتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، المستمرة، تشارك مدن العالم لتطوير منظومة اقتصادية رائدة أساسها الاستثمار في الاقتصاد الأخضر.
 
وأضاف: «من أهم أولوياتنا مواجهة التغير المناخي ضمن جهود موحدة محلياً وعالمياً، فنحن نتطلع إلى مستقبل آمن ومستدام للجميع، وقد تبنت إمارة دبي منذ سنوات نهج التحول إلى الطاقة البديلة، وتعزيز مفاهيم الاستدامة في جميع المجالات، الأمر الذي جسّدته مختلف الجهات الحكومية، عبر العديد من المبادرات والمشاريع الرائدة في ميدان حماية البيئة وإدارة الموارد المحلية، والاستثمار الأخضر». 

وأكد البسطي أن الجهات المعنية في الإمارة تتعاون ضمن استراتيجيات وخطط مدروسة للحد من مشكلات البيئة والمناخ، وإيجاد الحلول البديلة التي يمكنها أن تسهم في الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، والتقليل من الآثار السلبية للاحتباس الحراري، والاتجاه نحو الاقتصاد الأخضر، والاستثمار في المجالات المتعلقة بالبيئة والمناخ والطاقة النظيفة، مشيراً إلى الدور الحيوي والرائد لإمارة دبي في هذا المجال على المستوى العالمي، وحرصها على تعزيز التعاون الدولي وفتح قنوات التواصل مع المدن الصديقة المهتمة بالشأن المناخي، بما يسهم في تطوير منظومة بيئية دولية متكاملة، تهدف إلى تكريس مفاهيم الاستدامة، وتحقيق مستقبل آمن ومستدام للبشرية جمعاء.

كما أشار الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي إلى جهود دبي الرامية إلى التحول للاقتصاد المستدام والأخضر من خلال إنتاج الطاقة النظيفة التي تشمل مختلف مصادر وتقنيات الطاقة النظيفة والمتجددة المتاحة؛ بما في ذلك الطاقة الشمسية المركزة والألواح الكهروضوئية، وإنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى تقنية الطاقة المائية المخزنة في مشروع المحطة الكهرومائية في حتّا باستخدام الطاقة النظيفة، والجهود المبذولة في تعزيز استخدام المياه المعالجة للري والتبريد والخفض من الطلب على الطاقة والمياه في كافة قطاعات الإمارة من خلال معايير بناء وأنشطة إعادة تأهيل موسعة.

وتأتي مهمة إمارة دبي في قيادة ملف «التمويل الأخضر» إلى جانب شبكة المدن الأربعين القيادية في التغير المناخي C40 استجابة لمتطلبات الوضع البيئي الراهن، وتزايد التحديات المناخية وما يرافقها من تأثيرات سلبية على البشرية بأكملها، حيث تسعى دبي انطلاقاً من موقعها كعضو في الشبكة لإيجاد حلول ناجحة لمختلف التحديات البيئية والمناخية، بالتعاون مع المدن الأعضاء بدراسة الممارسات القائمة، من خلال ورش عمل تفاعلية تناقش ممكّنات تمويل العمل المناخي، وتركّز على العديد من المحاور الحيوية، أبرزها: استعراض مخرجات تحليل فريق عمل حكومة دبي للتحديات والممكّنات المتعلقة بالتمويل المناخي في المدن، واستعراض نماذج إدارة التمويل المناخي لعدد من المدن مثل أوسلو، وباريس، ومونتريال، وتشواني كممارسات فضلى، إضافة إلى إجراء استبيان لحصر أولويات المدن المشاركة في الورش فيما يخص التحديات في التمويل المناخي والدعم المطلوب من شبكة C40.

وبناءً على مخرجات البحث الذي أجرته دبي مع مدن الشبكة بخصوص تمويل العمل المناخي، أشار الأمين العام للمجلس التنفيذي خلال جلسة حوارية تم عقدها خلال قمة غلاسكو للمناخ، مع عدد من عمداء المدن القيادية في العمل المناخي ومسؤولين من البنك الأوروبي لإعادة البناء والتنمية، إلى الحاجة لتوفير دعم إضافي لمدن الشبكة تحديداً لتعزيز قدراتها على تطوير برامج ومبادرات العمل المناخي بحيث تستوفي اشتراطات الجهات الدولية الممولة للعمل المناخي، بالإضافة إلى تدريب الجهات المالية المحلية على فهم الملف المناخي وما يتطلبه من تحول في الاستثمارات في البنية التحتية وأنشطة المدينة.

كما أشار إلى التحدي القائم في تمويل التكيف مع التغير المناخي، حيث يمثل التمويل الحالي 20% من المبلغ المطلوب لحماية المجتمعات من الآثار الكارثية المتوقع أن يتسبب بها التغير المناخي في كافة أنحاء العالم، مؤكداً على أن التحدي الآخر إلى جانب تمويل التكيف، هو قدرة المدن للوصول إلى التمويل، حيث إن هناك عدة عوامل تؤثر في هذا الأمر، أبرزها محدودية المهارات والقدرات المحلية على هيكلة المشاريع بشكل تستوفي اشتراطات للتمويل.

يذكر أن مدينة دبي انضمت في عام 2015 إلى عضوية شبكة المدن الأربعين القيادية في مجال الحد من ظاهرة تغير المناخ C40، وهي شبكة عالمية رائدة تضم مجموعة من المدن الملتزمة بالتصدي لظاهرة التغير المناخي وحماية كوكب الأرض؛ تأسست في عام 2005، وتضم 96 مدينة من المدن الكبرى التي تعمل على الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة من خلال تبادل المعرفة والاطلاع على أفضل الممارسات فيما بينها.

وأصبحت دبي بذلك ضمن مجموعة النخبة لمدن العالم الحاصلة على هذه العضوية، وذلك تقديراً لمكانتها ودورها المتقدم والمؤثر تجاه حماية البيئة، وإشادةً بخططها وبرامجها في مجال معالجة التحديات التي من شأنها أن تقلل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تشكل خطراً على المناخ في العالم.

تويتر