من خلال معرض «التنين والعنقاء» في «اللوفر أبوظبي»

200 قطعة نادرة تسرد قصصاً ملهمة بين الثقافتين الإسلامية والصينية

صورة

بأكثر من 200 قطعة فنية موزعة على خمسة أقسام، يسرد معرض «التنين والعنقاء - قرون من الإلهام بين الثقافتين الصينية والإسلامية»، قصصاً بين حضارة العالم الإسلامي وحضارة العالم الصيني القديم، وتاريخ التبادل بينهما لفترة تزيد على ثمانية قرون.

ويروي المعرض - الذي افتتحه، أمس، رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، محمد خليفة المبارك، في متحف اللوفر أبوظبي - أوجهاً مختلفة من التبادل الثقافي والفني، الذي نتج عن لقاء العالمين الصيني والإسلامي، كمركزين ثقافيين، من القرن الثامن إلى القرن الـ18.

ويتضمن المعرض - وهو الثاني لمتحف اللوفر أبوظبي لهذا العام، ويستقبل زواره من اليوم وحتى 12 فبراير 2022 - خمسة أقسام، تتتبع الأقسام الأربعة الأولى منها تسلسلاً زمنياً تاريخياً، أما القسم الخامس فيركز على التقاليد الأدبية لفنّي الخط والشعر.

وتتضمن أقسام المعرض مجموعة متنوعة من القطع الفنية، التي تشمل لوحات وأواني فضية، وسيراميكاً وأواني زجاجية، ومخطوطات وأقمشة فاخرة، مزخرفة بكتابات عربية وزخرفات صينية وزهرة اللوتس وأشكال هندسية، وتنين وعنقاء، والعديد من الحيوانات الخرافية الأخرى.

ومن هذه القطع قدح نادر بعروة على هيئة تنين، مصنوع من الذهب، ويعود إلى سلالة يوان في الصين (1279- 1368)، إذ تعود ملكية هذه التحفة الفنية، إلى شخص رفيع المستوى من الرحّالة شمال الصين، وهي من مجموعة «اللوفر أبوظبي».

كما يشمل المعرض أقمشة حريرية فاخرة تعد من أكثر المجموعات التي عرفها التاريخ جودةً وتميزاً، مثل حرير باني تارتاريشي (التتار)، وهو حرير بخيوط ذهبية من منسوجات إمبراطورية المغول، مُستعار من المتحف الوطني للفنون الآسيوية - غيميه، ويعكس بوضوح التأثر بمنسوجات مناطق مثل إيران والشرق الأدنى وآسيا الوسطى.

ومن القطع البارزة أيضاً، حيوان خرافي مصنوع من الفضة، يُعتقد أنه تنين، وهو من مجموعة المتحف الوطني للفنون الآسيوية - غيميه، إذ تبرز القطعة أسلوب النقر بالإزميل على الفضة المطلية بالذهب، وهو إبداع نادر من سلالة لياو (906/‏‏907- 1125).

كما يسلط المعرض الضوء على «لقاء القلمين»، الفرشاة من الصين وقلم القصب من العالم الإسلامي، من خلال مجموعة رائعة من الرسومات والمخطوطات واللوحات المرسومة بالحبر، بهدف إظهار أوجه التشابه بين تقاليد الكتابة في الثقافتين، والمعاني الروحية التي يحملها الخط.

ويمثل المعرض رحلة عبر طرق التجارة البرية والبحرية، لاستكشاف العلاقات التي قامت بين الحضارتين، وأوجه التأثر الفني لكل حضارة بالأخرى، فضلاً عن القصص التي لم يروِها أحد من قبل، منذ أن أنشأ التجار العرب أول مقار لهم في كانتون بالقرن الثامن وحتى بداية القرن الـ18.

وتم اختيار الأعمال المعروضة من بين مجموعات متحف اللوفر أبوظبي والمتحف الوطني للفنون الآسيوية - غيميه، إلى جانب أعمال فنية مستعارة من 12 متحفاً ومؤسسة ثقافية من حول العالم.

قرون من التبادل الثقافي

يسلط معرض «التنين والعنقاء» الضوء على قرون من التبادل الثقافي والإنتاج الفني الزاخر بين الحضارتين الإسلامية والصينية، ويكشف أيضاً الطلب الكبير بين الحضارتين على المواد الفاخرة والأعمال الفنية المرغوبة بشدة على مدار أكثر من 800 عام.

تويتر