حذّر من خطورة «الأمية الإعلامية» لنشطاء «التواصل الاجتماعي»

«إعلاميون ضد الكراهية» يطالب بتشريع لمواجهة منصات الفتن الإلكترونية

مشاركون في جلسات اليوم الأول للمؤتمر الإعلامي الثاني لمجلس حكماء المسلمين. من المصدر

طالب مشاركون في جلسات اليوم الأول للمؤتمر الإعلامي الثاني لمجلس حكماء المسلمين، «إعلاميون ضد الكراهية» الذي بدأت أعماله أمس، في العاصمة الأردنية عمّان، بضرورة وضع آليات مهنية وتشريعية للتصدّي لما تسمى بـ«الكتائب الإلكترونية» والمنصات الإعلامية التي تؤجج للكراهية والفتن في دول بالمنطقة، مشددين على وجود خلط واضح بين وسائل التواصل الاجتماعي من ناحية والإعلامي أو الصحافي من ناحية أخرى، وداعين في الوقت ذاته إلى السعي لمحو ما يسمى بـ«الأمية الإعلامية» التي يعانيها الكثير من مستخدمي ونشطاء التواصل الاجتماعي.

وقال الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، الدكتور سلطان الرميثي، إن المؤتمر يعقد ضمن جهود مجلس حكماء المسلمين الرامية إلى خلق ائتلاف إعلامي يهدف إلى مكافحة خطاب الكراهية والتمييز في وسائل الإعلام العربية، سواء على شبكة الإنترنت أو خارجها، من خلال تعزيز المعايير الأخلاقية، وتفعيل المواثيق الصحافية لإعلاء كرامة الإنسان، في عصر اتسم بارتفاع صوت خطاب الكراهية متزامناً مع أزمات حالكة تجتاح العالم، من لجوء، وتهجير، وتفرقة وأوبئة.

وشهد اليوم الأول للمؤتمر ثلاث جلسات نقاشية، تناولت «إشكالات خطاب الكراهية في الإعلام العربي وآفاق تجاوزها»، و«الإعلام الغربي وصورة الإنسان العربي»، و«وسائل التواصل الاجتماعي وخطاب الكراهية الإعلامي (تقنين التقنية)».

ودعا الباحث في مركز الدراسات السياسية بالجامعة الأردنية، إبراهيم غرايبة، إلى التركيز على الجوانب والتحديات وإنشاء خطاب يواجه الكراهية وتنمية الثقة والمحبة بين الناس، منوهاً إلى أن أحدث استطلاعات الرأي تشير إلى أن خطاب الكراهية والتعصب يجتذب الناس أكثر من خطاب المحبة، ومن ثم يجب على الإعلام أن يراجع دوره وقياس ما إن كان شريكاً في إذكاء الكراهية، لاسيما وأن القليل من وسائله هي التي تواجه خطاب الكراهية.

من جانبه، قال رئيس تحرير صحيفة الاتحاد، حمد الكعبي إن التسامح والتعايش سنة كونية أرادها الله لبني الإنسان، ويعد الإعلام مرآة المجتمع، لما له من دور مهم في محاربة الكراهية، مؤكداً أن «الكراهية» مصطلح فضفاض يحتاج إلى تعريف واضح.

وأضاف: «هناك خلط جلي بين وسائل التواصل الاجتماعي من ناحية والإعلامي أو الصحافي من ناحية أخرى، إذ إن تبني المواقف دون التأكد من صحة المعلومات هو أمر يُسأل عنه المشاركون في وسائل التواصل الاجتماعي الذين يعاني الكثير منهم مما يسمى بـ(الأمية الإعلامية) التي يجب أن تكون هناك مساعٍ حقيقية لمحوها». وأكد رئيس تحرير صحيفة الشروق المصرية وعضو مجلس الشيوخ، عماد الدين حسين، ضرورة وضع تعريف محدد لما يسمى بخطاب الكراهية دون ربطه بالإرهاب، مشدداً على أن هناك إعلاميين يرتكبون أخطاءً مهنية قاتلة تسهم في نشر خطاب الكراهية والتعصب.

وقال حسين: «خطاب الكراهية يتوجب وقفه من جانب الإعلام، كما يجب علينا التحلي بقبول الاختلاف والتصدّي لما تسمى بالكتائب الإلكترونية والمنصات الإعلامية التي تؤجج للكراهية والفتن في دول بالمنطقة».

الإرهاب ليس نتاجاً للدين

قال مدير عام المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، الأب الدكتور رفعت بدر، إن «الإرهاب البغيض الذي يُهدد أمن الناس، سواءٌ في الشَّرق أو الغرب، وفي الشمال والجنوب، ويُلاحقهم بالفزع والرُّعب وترقُّب الأسوأ، ليس نِتاجاً للدِّين، حتى وإن رفع الإرهابيُّون لافتاته ولبسُوا شاراته، بل هو نتيجة لتراكُمات الفهوم الخاطئة لنصُوص الأديان وسياساتِ الجُوع والفقر والظُّلم والبطش والتعالي، لذا يجب وقف دعم الحركات الإرهابيَّة بالمال أو بالسلاح أو التخطيط أو التبرير، أو بتوفير الغِطاء الإعلامي لها». وأكد أنه بمستطاع أدوات التواصل أن تعود إلى كونها أدوات بناء جسور المحبة لا جدران الفصل والتمييز والكراهية، مقترحاً إعادة تدشين مدونة سلوك أخلاقية إعلاميّة تحث أبرزها على إبراز روابط التقارب والتواد بين الناس أجمعين.

تويتر