«تنمية المجتمع» وفّرت لهم قناعاً شفافاً لقراءة لغة الشفاه

الكمامة تعزل «الصم» وتحرمهم التواصل مع أفراد المجتمع

صورة

يواجه أصحاب همم تحديات خاصة نتيجة التغيرات الناتجة عن جائحة «كورونا»، ما يزيد من معاناتهم، على رأسها عدم القدرة على قراءة لغة شفاه الآخرين والتواصل معهم، بسبب إلزام كل أفراد المجتمع بلبس كمامات لحمايتهم من انتقال الفيروس، في وقت أكدت فيه وزارة تنمية المجتمع أن ذلك يشكل ضغطاً كبيراً على أصحاب الهمم من فئة الصم، ما استدعى بحث أفضل وسيلة لحل المشكلة من خلال توفير نوع معين من الكمامات الشفافة، يمكنهم ارتداءها خلال تواصلهم مع الآخرين، حيث إنهم يعتمدون بشكل أساسي على قراءة لغة الشفاه في التواصل مع الآخرين.

وقالت الوزارة، في ردها على سؤال لـ«الإمارات اليوم»، حول كيفية التعامل مع التحديات التي لاتزال تواجه أصحاب الهمم من فئة الصم، بسبب جائحة كورونا، إنه تم تصنيع كمامات خاصة لذوي الإعاقة السمعية والمتواصلين معهم، بحيث تحتوي على جزء شفاف يمكنهم من خلالها قراءة الشفاه أثناء التواصل مع الآخرين، مضيفة أنه تم التعاون مع شركات عدة، إلى أن تم التوصل إلى حل لهذه الإشكالية، من خلال تصنيع نوع مناسب من الكمامات وتوفيرها في مواقع عدة، يسهل وصول أصحاب الهمم (الصم) إليها.

وتابعت أن توفير الكمامات الشفافة لم يكن بالأمر السهل، حيث يجب أن تكون مناسبة من النواحي الأخرى التي تضمن فعاليتها في الحماية من انتقال فيروس كورونا، وتوفر تهوية مناسبة، وتمنع تراكم الأبخرة، مؤكدة أن توفيرها للصم يحل جزءاً من المشكلة، وذلك لأن ليس كل أفراد المجتمع يرتدون كمامات شفافة، وهو الأمر الذي يعيق الصم عن قراءة شفاههم.

وكشفت التقارير الطبية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، وتقارير مجموعات أصحاب الهمم الحقوقية العالمية، أن الصم تعرضوا لعزلة اجتماعية مضاعفة، بسبب جائحة كورونا، وذلك لأنهم يعتمدون على وجودهم بين الناس لتعويض الصمت الذي تفرضه عليهم الإعاقة السمعية. وأكدت التقارير أن قيود البقاء في المنازل، وانكفاءهم التام ضمن الإجراءات الاحترازية، أديا إلى تعرضهم لضغوط نفسية بنسبة أكبر من تلك التي تعرض لها الأفراد الآخرون.

وكشفت وزارة تنمية المجتمع، عن أحدث الإحصاءات المتعلقة بعدد أصحاب الهمم من فئة الإعاقة السمعية على مستوى الدولة، والتي تفيد بأن 2848 من المواطنين والمقيمين، يعتبرون من أصحاب الهمم فئة الإعاقة السمعية، بينهم 1143 من الإناث، مقابل 1705 من الذكور، وذلك حتى نهاية الربع الأول من العام الجاري.

كمامات خاصة

أفادت وزارة تنمية المجتمع، بأن عمل الكوادر الطبية يتطلب لبس الكمامات ساعات طويلة يومياً، ما يترك آثاراً على الوجه، ونجح أصحاب الهمم في تصنيع منتجات مبتكرة، مثل كمامات في مشاغل منزلية، تتميز برباط خلف الرأس لا يترك آثاراً على الوجه، وبذلك أسهموا في مساعدة خط الدفاع الأول في عملهم بشكل غير مباشر.

توفير خدمة «بالإشارة»

أكدت وزارة تنمية المجتمع، توفير خدمة «بالإشارة»، وهي خدمة مبتكرة تتيح للأشخاص من أصحاب الهمم من ذوي الإعاقة السمعية وضعاف السمع، التواصل مع المجتمع بيسر، من خلال ترجمة فورية للنص بلغة الإشارة، عبر شخصية ذكية ثلاثية الأبعاد.

وأوضحت أن الخدمة تتوافر عبر استخدام تطبيقات مختلفة، منها تضم تطبيق الوزارة الإلكتروني وموقعها، وخدمة اتصل بنا، وكذلك منصات التواصل الاجتماعي «توتير»، و«فيسبوك».

وشددت على تكثيف جهودها خلال السنوات الماضية، بهدف تأهيل أصحاب الهمم من فئة الصم، وتدريبهم عبر منصة توظيف أصحاب الهمم للحصول على وظائف تتناسب مع قدراتهم وإمكاناتهم والمهارات التي يتمتعون بها.

وتابعت أن لغة المنصة تستند إلى ما يقدمه دليل توظيف أصحاب الهمم، المزوّد بتقنية الترجمة إلى لغة الإشارة، من خلال شخصية كرتونية افتراضية ثلاثية الأبعاد (أفاتار)، لجعل المحتوى المكتوب يصل للصم بلغة الإشارة، وبشكل أسهل.

• 2848 عدد المواطنين والمقيمين الذين يعانون إعاقة الصم حتى نهاية الربع الأول.

تويتر