اختيار نورا المطروشي ومحمد الملا من بين 4000 متقدم

محمد بن راشد يعلن اسمَي رائدَي الفضاء الإماراتيين الجديدين بينهما أول رائدة عربية

صورة

أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، اسمي رائدي الفضاء الإماراتيين الجديدين ضمن برنامج الإمارات لروّاد الفضاء في دورته الثانية، ومن بينهما أول رائدة فضاء عربية، في خطوة تترجم سعي الإمارات المتواصل نحو الريادة عالمياً في مجال استكشاف الفضاء، ليواصلا مسيرة الإنجاز العلمي لدولة الإمارات في قطاع الفضاء عربياً وعالمياً ضمن فريق وطني من روّاد الفضاء المؤهلين القادرين على تحقيق تطلعات الدولة في الاستكشافات العلمية، والمشاركة في رحلات الاستكشاف الفضائية المأهولة.

وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «نعلن بحمد الله عن اثنين من رواد الفضاء الإماراتيين الجدد.. بينهما أول رائدة فضاء عربية.. نورا المطروشي ومحمد الملا... تم اختيارهما من بين أكثر من 4000 متقدم، وسيبدأ تدريبهما قريباً لرحلات الفضاء الدولية.. نبارك للوطن بهما ونعول عليهما لرفع اسم الإمارات في السماء».

من جابنه، قال سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، عبر تغريدة على «تويتر»: «بدعم قيادتنا الرشيدة في دولة الإمارات يواصل الشباب الإماراتي تحقيق الإنجازات ورفع مستوى الطموحات.. رائدا فضاء إماراتيان جديدان ينضمان اليوم إلى برنامج الإمارات لرواد الفضاء.. عزم شبابنا وقوة إرادتهم مثال يحتذى على مستوى العالم».

وأضاف سموه: «نورا المطروشي أول رائدة فضاء عربية ورائد الفضاء محمد الملا، سيمثلان دولتنا وشبابنا في برنامج ناسا لرواد الفضاء.. كل الشكر لفريق برنامج الإمارات لرواد الفضاء على العمل الدؤوب والإصرار على تجاوز التحديات وتحويلها إلى فرص، وكل التوفيق لمحمد ونورا في رحلتهما الحافلة».

وينضم الرائدان الجديدان إلى رائدي الفضاء هزاع المنصوري وسلطان النيادي، ليشكلوا معاً فريقاً رباعياً تحت مظلة برنامج الإمارات لرواد الفضاء، بما يدعم طموح الإمارات في مجال استكشاف الفضاء، وبما يخدم استراتيجية «مركز محمد بن راشد للفضاء» المبنية على تحقيق رؤية القيادة لمجال الفضاء والوصول بدولة الإمارات إلى مراكز متقدمة في هذا القطاع واستدامة برنامجه الوطني.

وتثري المهام المستقبلية لرائدات ورواد الفضاء الإماراتيين المجتمع العلمي العالمي بمعارف واكتشافات علمية جديدة، كما تدعم المساهمة العلمية العربية في مسيرة الحضارة والمعرفة الإنسانية وصناعة مستقبل أفضل للبشرية.

ويجسد إعداد الإمارات لرواد الفضاء رؤية قيادة الدولة بتمكين الشباب من تصميم الـ50 عاماً المقبلة وصولاً إلى مئوية الإمارات 2071 وبناء اقتصاد المعرفة في مجتمع المستقبل الذكي القائم على الابتكار والتكنولوجيا والبحث العلمي.

ويمكّن تأهيل رواد الفضاء الكوادر الوطنية القائدة لقطاع الفضاء الوطني الذي سجل خلال السنوات القليلة الماضية استثمارات تجاوزت 22 مليار درهم.

وقال مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء يوسف الشيباني: «اليوم نواصل الرحلة التي بدأناها في كتابة تاريخ علمي جديد للمنطقة العربية بأسرها في مجال استكشاف الفضاء، تلك الرحلة التي انطلقت بفضل رؤية قيادتنا وتوجيهاتها نحو تحقيق حلمنا بأن نكون في طليعة الدول في قطاع الفضاء، ويشكل برنامج الإمارات لرواد الفضاء محوراً جوهرياً في تحقيق هذه الرؤية الطموحة، إذ يهدف هذا البرنامج النوعي إلى بناء قاعدة معرفية وطنية من شباب وشابات الإمارات تعتمد عليهم الدولة لقيادة مشروعاتها المستقبلية المتقدمة من أجل تحقيق رؤية القيادة التي علمتنا أن لا مستحيل أمام الإرادة، وأن طموح الشباب الإماراتي يجب أن يتخطى حدود السماء».

وأضاف: «خلال الدفعة الأولى من برنامج الإمارات لرواد الفضاء تمكنا من تحقيق إنجاز لفت أنظار العالم، وتمكنا من رفع علم الإمارات في محطة الفضاء الدولية، ومازلنا نذكر لحظة وصول أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية وسط مشاعر فخر اجتاحت الدولة. واليوم نسير نحو تحقيق فخر آخر عبر اختيار الدفعة الثانية من البرنامج، ونواصل ما بدأناه من خطط لتعزيز قدرات شباب الإمارات في مجال استكشاف الفضاء».

وقال مساعد المدير العام للشؤون العلمية والتقنية في مركز محمد بن راشد للفضاء ورئيس اللجنة العليا لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء، سالم المري: «يُسعدنا انضمام رائدي الفضاء الجديدين نورا المطروشي ومحمد الملا، إلى البرنامج، فبعد استلام الطلبات، قمنا بتقييمها وفقاً لمعايير ومقاييس محددة، وبعد ذلك جرت مراحل تقييم متتالية من أجل ضمان اختيار أفضل المرشحين، حتى وصلنا إلى لحظة الإعلان عن الرائدين الجديدين».

وأضاف: «خلال عملنا على اختيار الدفعة الثانية، شعرنا بمزيج من الفخر والزهو بشباب الإمارات بعدما لمسنا مدى إقبالهم وحماسهم ليكونوا جزءاً من برنامج وطني يهدف إلى تمثيل دولة الإمارات في أحد أهم المجالات التكنولوجية والعلمية التي سترسم الملامح المستقبلية للعالم أجمع. واليوم نرى فريق عملنا الإماراتي ينمو بانضمام رائدي فضاء جديدين سيواصلان معنا كتابة التاريخ».

وتابع: «تتميز الدفعة الثانية من برنامج الإمارات لرواد الفضاء بوجود أول رائدة فضاء عربية إماراتية، فالإمارات التي كانت السباقة دائماً، تثبت مجدداً أنها صاحبة الريادة بشبابها وشاباتها معاً، فالثقة الكبيرة التي تتمتع بها المرأة الإماراتية من حيث قدراتها وإمكاناتها التي لا حدود لها، إذ بلغت نسبة الإناث من المتقدمين للبرنامج 33%، فيما تراوحت أعمار أغلبية المتقدمين بين 24 و36 عاماً، الأمر الذي يعكس طموح شعب الإمارات وحبه لصناعة المستحيل».

ومن المقرر أن ينضم رائدا الفضاء من الدفعة الثانية إلى برنامج «ناسا لرواد الفضاء لعام 2021»، ضمن اتفاقية تعاون مشترك بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأميركية، ليتم تدريبهما في مركز جونسون للفضاء التابع لـوكالة «ناسا» الأميركية في الولايات المتحدة.

وسيتم تدريب الرائدين الجديدين على رحلات الفضاء البشرية والبحوث والتحكم في رحلات الفضاء، وتدريب الطواقم على القيام بمهام في المدار المنخفض، وذلك بواسطة نظام مشروع المحاكاة التماثلية لأبحاث الاستكشاف البشري، وهو مشروع يبحث أيضاً في كيفية تعامل البعثات مع فترات العزلة القصوى.

ويشمل برنامج التدريبات تأهيل الرائدين الإماراتيين لإدارة مهام مختلفة في محطة الفضاء الدولية، والتدرب على مهمات السير الفضائي خارج المحطة، والبقاء لفترات طويلة في المحطة الدولية، بالإضافة إلى التدرب على جوانب عدة في نطاق العمليات التي تتم على متن محطة الفضاء الدولية والمهمات الروتينية التي يقوم بها الرواد على متن المحطة، والتي تؤهلهما ليصبحا مشغلين للمحطة، بما في ذلك التعامل مع أنظمة المحطة والتحكم في الروبوتات وكيفية التعامل مع أنظمة الحواسيب، وتخزين المعدات وتحديد مواقعها، والتواصل مع المحطات الأرضية، ودورات T-38، ومهارات اللغة الروسية، ودورات أخرى حول المهارات القيادية في محطة الفضاء الدولية، وصولاً إلى تمارين النجاة على اليابسة والماء، وتمارين بدنية متنوعة.

وكان مركز محمد بن راشد للفضاء قد أطلق الدفعة الثانية من برنامج «الإمارات لرواد الفضاء» في شهر ديسمبر 2019، حيث فتح باب التسجيل الإلكتروني لكل من يجد في نفسه الكفاءة والجدارة كي يكون رائد فضاء من مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة لمن هم فوق عمر الـ18 عاماً ويتقنون اللغتين العربية والإنجليزية ومن الحاصلين على شهادات جامعية. وقد تم تصميم البرنامج لإعداد وتدريب الشباب الإماراتي للسفر إلى محطة الفضاء الدولية للقيام بمهام علمية. وتم اختيار رائدي الفضاء هزاع المنصوري وسلطان النيادي ضمن الدفعة الأولى من برنامج الإمارات لرواد الفضاء. وشهدت مهمة المنصوري التي استغرقت ثمانية أيام إلى محطة الفضاء الدولية، والتي تمت في الفترة من 25 سبتمبر إلى 3 أكتوبر 2020، إجراء 30 تجربة علمية.


نائب رئيس الدولة:

• «نبارك للوطن بهما.. ونعوّل عليهما لرفع اسم الإمارات في السماء».

حمدان بن محمد:

• «عزم شبابنا مثال يحتذى على مستوى العالم.. وكل التوفيق لمحمد ونورا».


نورا المطروشي

تضم الدفعة الثانية من برنامج الإمارات لاستكشاف الفضاء أول رائدة فضاء عربية، وهي نورا المطروشي الحاصلة على شهادة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة الإمارات عام 2015، ولديها سنوات من الخبرة في مجال الهندسة.

وقد تميزت المطروشي في مجالات الهندسة والرياضيات خلال مسيرتها الأكاديمية، وحققت المركز الأول على مستوى الإمارات في أولمبياد الرياضيات الدولي عام 2011، كما مثلت شباب الإمارات في مؤتمر الشباب في الأمم المتحدة في صيف 2018 وشتاء 2019.

محمد الملا

حصل رائد الفضاء محمد الملا، على رخصة طيار تجاري من الهيئة العامة للطيران المدني الأسترالي، عندما كان في الـ19 من عمره ليصبح أصغر طيار في شرطة دبي، ومن ثم حصل على رخصة مدرب طيار من الهيئة العامة للطيران المدني الأسترالي ليحقق رقماً قياسياً جديداً ويصبح أصغر مدرب في شرطة دبي بعمر 28 عاماً. وخلال عمله، واصل الملا مسيرته الأكاديمية ليحصل في 2015 على بكالوريوس في القانون والاقتصاد، ومن ثم الماجستير التنفيذي للإدارة العامة من كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية في عام 2021.

ويعمل الملا حالياً طياراً في مركز الجناح الجوي التابع لشرطة دبي، ويمتلك خبرة واسعة تمتد لـ15 عاماً، ويشغل منصب رئيس قسم التدريب لمركز الجناح الجوي لشرطة دبي. خلال مسيرته العملية، حقق الملا نجاحات عدة، إذ نال وسام الشجاعة والإقدام من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وجائزة القائد العام لأفضل ضابط في المجال التخصصي، بالإضافة إلى جائزة التميز الوظيفي، ودرع التفوق لعام 2019 كأفضل ضابط في المجال التخصصي على مستوى قيادة شرطة دبي.

مراحل تقييم دقيقة

بلغ عدد المتقدمين للدفعة الثانية من البرنامج 4305 متقدمين، وخضع المتقدمون لمراحل تقييم وتصفيات عدة وفقاً للبروتوكولات المعمول بها عالمياً. واعتمدت المرحلة الأولى من اختيار المؤهلين على عمر المتقدمين، ونوعية تخصصاتهم الأكاديمية وخبراتهم العملية. وبلغ عدد المتأهلين بعد هذه المرحلة 2099 مرشحاً. ومن ثم خضع المتأهلون للمرحلة الثانية من التصفيات والتي تضمنت اختبارات الذكاء العالمي، والمهارات الشخصية، والتقييمات المتخصصة، وبناء على النتائج تم اختيار أفضل 1000 متقدم، خضعوا لمزيد من الاختبارات ضمن المرحلة الثالثة وتم اختيار أفضل 122 متقدماً.

أما المرحلة الرابعة من التقييمات، فشملت مقابلات شخصية عن بُعد، تم على إثرها اختيار 61 مرشحاً للتأهل للمرحلة التالية والتي تضمنت فحوصاً طبية أولية وفحوصاً متقدمة، ليتم اختيار 30 مرشحاً انتقلوا بعد ذلك إلى المرحلة الأخيرة.

ومن ثم قام المركز بإخضاع المتقدمين الـ30 لمقابلات أولية ونهائية عن بُعد، حيث تم اختيار 14 مرشحاً وهم تسعة ذكور وخمس إناث تنوعت خلفياتهم العلمية والأكاديمية، حيث كان بينهم أربعة يعملون في قطاع الطيران، وتسعة مهندسين، ومرشح متخصص في علم القياس.

وجرت مرحلة التقييم الأخيرة للمترشحين الـ14 من قبل لجنة مكونة من نخبة من المتخصصين في مركز محمد بن راشد للفضاء، من بينهم رائدا الفضاء هزاع المنصوري وسلطان النيادي، وصولاً إلى اختيار أربعة مرشحين خضعوا لاختبارات دقيقة خاصة باللياقة البدنية ومهارات التواصل والعمل ضمن فريق، ووفقاً للنتائج تم اختيار رائدي الفضاء الجديدين.

نموذج عربي رائد

يُشكل تأهيل الإمارات لرواد الفضاء محفزاً للشباب في الدولة والعالم العربي لتوسيع آفاق طموحهم وتحدي المستحيل، كما يعزز ريادة قطاع الفضاء الإماراتي عربياً ومكانته عالمياً، خصوصاً بعد وصول مسبار الأمل، أول مهمة فضائية عربية بين الكواكب، بنجاح إلى المريخ.

ويمثل رواد الفضاء الإماراتيون نموذجاً ملهماً للأجيال الصاعدة في الدولة والعالم العربي، لمتابعة تحصيلهم العلمي في تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.


• المطروشي والملا ينضمان إلى رائدَي الفضاء المنصوري والنيادي، ليشكلوا فريقاً رباعياً.

• رائدا الفضاء سينضمان إلى برنامج «ناسا لرواد الفضاء لعام 2021»، ضمن اتفاقية تعاون مشترك.

• «الإمارات لروّاد الفضاء» يجسد رؤية قيادة الدولة بتمكين الشباب من تصميم الـ50 عاماً المقبلة.

• 22 مليار درهم، سجل استثمارات قطاع الفضاء الوطني خلال سنوات قليلة.

تويتر