أولياء أمور ذوي التوحد .. أبطال يتحدون مشكلاتهم لمساعدة أطفالهم

يواجه أولياء أمور أطفال التوحد كثير من الضغوطات العصبية والنفسية التي لا تقارن بحجم ما يمكن ان يعانيه نظرائهم من الإباء والامهات الذين لديهم أطفال لا يعانون من مشكلات مرضية معينة.

وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 2 أبريل، الذي يصادف اليوم، ليكون اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد وذلك لتسليط الضوء على الحاجة للمساعدة على تحسين نوعية حياة الذين يعانون من التوحد حتى يتمكنوا من العيش حياة كاملة وحتى يكونوا جزء لا يتجزأ من المجتمع.

ويعتقد الخبراء ان ما يزيد الأمر صعوبة، ان والدي أطفال التوحد ليس لديهم خيار آخر الا مواجهة مشكلاتهم النفسية والتغلب عليها، في حال أرادوا حياة كريمة لأطفالهم المصابين بالتوحد، وذلك لأن دور الوالدين في نجاح خطط العلاج والتعليم والدمج لأطفال التوحد وغيرهم من أصحاب الهمم، يعتمد بشكل رئيسي على وعي الوالدين واتزانهم النفسي والعاطفي ومدى تقبلهم لأطفالهم واستعدادهم لمساعدتهم وتقديم الدعم لهم بحب وبشكل متواصل، ما يجعا من مهمة هؤلاء الوالدين، أمرا ليس سهلا.

ويشير مصطلح التوحد إلى مجموعة من الخصائص التي تجعل من الذين لديهم توحد طبيعة صحية وسلوكية ونفسية مختلفة عن الآخرين، وهو حالة عصبية تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة وتلازم الانسان مدى الحياة، وممكن ان تظهر لدي أي فرد بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي. 

وينص "دليل الوالدين للتوحد" المعتمد من قبل وزارة تنمية المجتمع كمرجع يضم مجموعة من الارشادات والتعليمات الهامة لمساعدة أولياء أمور أطفال التوحد للتعامل مع مرض اطفالهم، الى عدد من المؤشرات التي قد تظهر على أولياء الأمور نتيجة الضغط أو عدم التأقلم خلال المرحلة الأولى من تشخيص أطفالهم، مؤكدا ان ذلك يستدعي استشارتهم لمختص وطلب المساعدة منه.

ويدعو الدليل أولياء أمور أطفال التوحد، الى ضرورة الانتباه الى وضعهم الصحي والنفسي والاعتناء بأنفسهم جيدا، مؤكدا أن محافظهم على توازنهم العاطفي واستقرارهم النفسي يحميهم ويحمي أطفالهم المصابين بالتوحد وأطفالهم الآخرين، ما يساهم بقيامهم بدورهم في علاج أطفالهم ودمجهم في المجتمع، الذي يعد دور محوري ورئيسي.

ويوجه "دليل الوالدين للتوحد" الذي أعده مجموعة من الاختصاصين والخبراء العاملين في مستشفى الجليلة التخصصي للأطفال، عناية أولياء الأمور إلى 6 اعراض قد تظهر عليهم نتيجة الضغوطات التي قد تزداد بسبب مرض أطفالهم. 

وتتضمن تلك الاعراض التي تستدعي وفقا للخبراء طلب المساعدة من مختص، ظهور مشكله في النوم وعدم الشعور بالراحة خلال النوم، أو ظهور اضطرابات في الأكل مثل فقدان الشهية أو عدم التمكن عن التوقف عن الأكل، او أن يسمع الوالدين من الاخرين انهم أصبحوا عصبيين او عدوانيين. وتتضمن الاعراض كذلك ظهور سلوكيات متهورة لديهم، أو عدم التمكن من التحكم في الأفكار السلبية بغض النظر عن مدى المحاولات، بالإضافة الى الإحساس والتفكير بأن ليس هناك ما يستحق الحياة من اجله.
وينصح الخبراء في ارشاداتهم لأولياء أمور التوحد، بانه إذا ظهرت لديهم مشكلة مع مشاعرهم وعواطفهم خلال فترة زمنية معينة وبدأوا يشعرون بصعوبة في ممارسة حياتهم اليومية المعتادة، فانه من ضرورة طلب المساعدة من المختصين، إذ يمكن لهذا النوع من المساعدة منع تطور ما قد يمر به الآباء والأمهات من مشاكل خطيرة في المستقبل، وان تلك المساعدات يمكن أن تمكنهم من مواجهة التحديات بفعالية أكبر.

ولا يغفل “دليل الوالدين للتوحد" عن تنبيه أولياء الأمور الى حاجة أطفالهم الاخرين أيضا لرعايتهم. ويشير الى انه يمكن لأولياء أمور الأطفال ذوي التوحد أن يكونوا تحت ضغط هائل ما يجعلهم غير مهتمين بحاجات الأطفال الاخرين، وأن تعبهم يشعرهم بأنه لا يوجد ما يكفي من الوقت للقيام بكل ما يجب القيام به. ويقول المختصون انه من الشائع أن يكون لدى الأمهات القليل من الوقت أو الطاقة المتبقية للتركيز على أطفالهم الآخرين، نتيجة التركيز والاهتمام على الطفل المصاب بالتوحد، وانه لذلك كثيرا ما يواجه إخوة وأخوات الأطفال ذوي التوحد تحدياتهم الخاصة. ويتابع الخبراء أن الوالدين قد يتوقعا من أطفالهم الآخرين المزيد، في وقت غالبا اما يحتاج هؤلاء الأخوة والأخوات إلى المساعدة في فهم العواطف التي قد تجتاحهم نتيجة للتغييرات العديدة التي تحدث في حياتهم، الأمر الذي يجعل من الأهمية ضرورة دعمهم.

المعلومات الصحيحة

يشير الخبراء في علاج أطفال التوحد أ ان مرحلة تشخيص الطفل بالتوحد تشكل نقطة تحول مهمة في حياة والديه، بالإضافة إلى حياة الطفل نفسه وحياة كل أفراد عائلته الاخرين. ويشدد الخبراء على ضرورة الحصول على الدعم العاطفي والمعلومات الصحيحة العلمية والعملية لمساعدة الوالدين على التأقلم وتشجيعهم على انهم قادرين على صنع مستقبل إيجابي لطفلهم.

تويتر