نجاح "مسبار الأمل" يستحوذ على اهتمام الصحف والمحطات العالمية

استحوذ نجاح دولة الإمارات في الوصول إلى كوكب المريخ ودخول "مسبار الأمل" إلى مداره حول الكوكب الأحمر على اهتمام أهم الصحف والمحطات العالمية، التي تابعت عن كثب هذه السابقة التاريخية التي تعزز مكانة الإمارات المتنامية كمركز للعلوم والمعارف الفضائية.

وصف تقرير إخباري للموقع الإلكتروني لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" وصول "مسبار الأمل" إلى المدار المحدد له حول كوكب المريخ يوم الثلاثاء باللحظة التاريخية التي ستذكر بوضوح نجاح دولة الإمارات في مهمتها الاستكشافية العلمية للكوكب الأحمر عبر وصول مسبارها إلى مداره.

وأشار إلى أن مشروع مسبار الأمل يعد المهمة الأولى التي تصل المريخ بين 3 مهمات استكشافية أخرى تسعى خلال الشهر الجاري إلى الوصول لمدار كوكب المريخ.

وتناول التقرير مجموعة من المعلومات الفنية المتعلقة بمسبار الأمل، لافتاً إلى أن المسبار تحرك في رحلته للوصول للكوكب الأحمر بسرعة تزيد عن 121 الف كيلو متر في الساعة، ليشغل في المرحلة الأصعب نظام محركات الدفع العكسي، الذي طوره فريق العمل الإماراتي، لمدة 27 دقيقة حتى تم التقاطه بواسطة جاذبية المريخ بعد تقليل سرعة اقترابه من المريخ إلى نحو 18 ألف كيلومتر في الساعة للدخول للمدار.

واستعرض التقرير لحظات الترقب التي عاشها فريق العمل في مركز التحكم في المسبار في مركز محمد بن راشد للفضاء بدبي، موضحاً أن الإشارة تستغرق 11 دقيقة كي تصل من المسبار، وهو ما استوجب أن يتمتع مسبار الأمل بالاستقلالية لإكمال مناورته.

وحول الأهمية العلمية للمسبار ذكر التقرير أن مسبار الأمل، سيقدم صورة شاملة غير مسبوقة من مداره حول الكوكب الأحمر والذي سيقدم الموقع صوراً رائعة للكوكب الأحمر بصفة منتظمة.

وفي وصف للأهمية التي يمثلها المسبار لدولة الأمارات، ذكر التقرير أن مهمة مسبار الأمل هي مصدر إلهام لشباب الإمارات والشباب العربي عموما لدراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في المدارس وعلى مستويات التعليم العالي.

وذكر التقرير أن مهمة المسبار كانت قد بدأت قبل ست سنوات لتؤتي ثمارها الآن وتصل كوكب المريخ في العام الذي تحتفل فيه الإمارات باليوبيل الذهبي لتأسيس اتحادها قبل خمسين عاماً.

وسلط الضوء على مجموعة شركاء المعرفة لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ وعلى أهداف نقل المعرفة التي حققتها مهمة المسبار منذ انطلاق المشروع الهادف إلى تزويد المجتمع العلمي العالمي ببيانات علمية جديدة غير مسبوقة عن الغلاف الجوي للكوكب الأحمر وإلهام جيل جديد من العلماء والمهندسين والمتخصصين الإماراتيين في قطاعات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات الحيوية لتعزيز الاقتصاد المتنوع القائم على المعرفة والابتكار.

من جهتها نقلت شبكة "سي إن إن" في تقرير لها خبر وصول أول مهمة لدولة الإمارات إلى المريخ ودخولها مدار الكوكب الأحمر بنجاح من المحاولة الأولى، بكافة تفاصيلها.

وأشارت "سي إن إن" إلى أن مسبار الأمل جعل من دولة الإمارات خامس دولة في التاريخ تصل إلى الكوكب الأحمر، والأولى في العالم العربي.

وأشادت بأهداف المشروع التي لا تتوقف عند هذا الحد، حيث سيوفر المسبار أول صورة متكاملة للغلاف الجوي المريخي وسيجمع بيانات مختلفة عن الغلاف الجوي لقياس التغيرات الموسمية واليومية أيضاً، حيث سيسلك المسبار مداراً مختلفاً عن كل المركبات الفضائية السابقة التي زارت مدار المريخ وسيلتقط المسبار صورة كاملة لجو المريخ كل تسعة أيام من المهمة.

وأشار التقرير إلى أهداف المشروع المتمثلة في بناء اقتصاد قائم على المعرفة في دولة الإمارات، مما يثمر مزيداً من الاستثمارات في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات للشباب الإماراتيين.

وتطرق التقرير إلى قائمة العاملين على هذا المشروع والتي شكلت نسبة النساء فيها 34% ومهندسين شباب إماراتيين يبلغ متوسط أعمارهم 27 عاما.

ونشرت صحيفة الواشنطن بوست الأميركية تغطية إخبارية مفصلة على موقعها الإلكتروني حول نجاح مسبار الأمل الإماراتي في وصول مدار المريخ.

وذكرت الصحيفة أن الإمارات أصبحت أول دولة عربية ترسل مركبة فضائية إلى المريخ بعد وصول مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" إلى كوكب المريخ بنجاح بعد دخوله مدار الالتقاط حول الكوكب الأحمر بمناورة غير مسبوقة على مستوى المهام الفضائية نجحت في خفض سرعته باستخدام محركات الدفع الست المتواجدة على متنه في وقت متزامن.

وقالت إن نجاح المهمة، يمثل لحظة تاريخية بالنسبة إلى دولة الإمارات التي تسعى إلى تطوير برنامجها الفضائي منوهة بأن المشروع يفتح المجال أمام فترة نشطة من استكشاف الفضاء العميق..كما يساعد مشروع مسبار الأمل في ترسيخ الشغف بتخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات لدى الأجيال الجديدة في دولة الإمارات والعالم العربي، بعد تحقيق دولة الإمارات إنجاز وصول أول مهمة عربية وخامس مهمة عالمياً إلى كوكب المريخ.

وأشارت الصحيفة إلى أن المسبار لن يهبط على سطح المريخ بل سيبقى في مدار الكوكب لدراسة الغلاف الجوي المريخي مؤكدة على لسان مهندسي المشروع إلى أن دخول مدار الالتقاط كان الجزء الأكثر حساسية وخطورة من الرحلة إلى الكوكب، إذ تعرض المسبار إلى تحديات عديده وكان عليه العمل ذاتياً على التعامل معها وفق البرامج التي وضعها فريق المشروع مسبقاً.

وبعد تحقيق هذا الإنجاز، يستعد المسبار للانتقال إلى المدار العلمي والبدء بجمع البيانات العلمية على مدى عام مريخي كامل يعادل 687 يوماً بالتقويم الأرضي، ليضع المعلومات التي يجمعها في متناول أكثر من 200 مؤسسة علمية وبحثية حول العالم لخدمة المجتمع العلمي العالمي.

ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا تناولت فيه نجاح دولة الإمارات بأن تصبح أول دولة عربية والخامسة عالميا في الوصول إلى كوكب المريخ وذلك بعد نجاح مسبار الأمل في الوصول إلى مداره حول الكوكب الأحمر.

وأرفقت الصحيفة مع التقرير صورا تظهر لحظات الاحتفال بنجاح المشروع وتزيين عدد من المباني والمعالم البارزة ليلاً باللون الأحمر تماهياً مع لون كوكب المريخ، مع نجاح دولة الإمارات في أن تصبح ثالث دولة في العالم تصل المريخ من المحاولة الأولى بعد رحلة امتدت حوالي سبعة أشهر بعد انطلاقه نحو الفضاء الخارجي في يوليو 2020 وقطعه 493.5 مليون كيلومتر حتى وصوله الكوكب الأحمر.

وتطرق تقرير الصحيفة إلى المهمة العلمية التي تنتظر مسبار الأمل حيث سيقضي سنة مريخية تعادل عامين تقريباً في دراسة كيفية تأثير العواصف الغبارية والظروف الجوية الأخرى على الغلاف الجوي للكوكب، كما سيدرس السحب الغبارية وبخار الماء ودرجة الحرارة في الغلاف الجوي السفلي، وسيتحقق من أول أكسيد الكربون والهيدروجين والأكسجين في الغلاف الجوي العلوي.

وأشار التقرير إلى الأجهزة العلمية المتقدمة التي يحملها المسبار والتي طورها فريق عمل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ ستعمل طوال المهمة على جمع 1000 جيجابايت من البيانات الجديدة التي سيوفرها في متناول أكثر من 200 مؤسسة علمية وبحثية حول العالم دون مقابل للمساهمة في تعزيز المعرفة البشرية وتمكين المجتمع العلمي العالمي.

كما يسهم مشروع مسبار الأمل في تحفيز الاهتمام بقطاع الفضاء والتخصصات المرتبطة به من العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات على مستوى دولة الإمارات والعالم العربي، بما يؤسس لإعداد كوادر شبابية مؤهلة لقيادة قطاعات الاقتصاد المتنوع القائم على المعرفة والابتكار والتكنولوجيا المتقدمة.

وتابع موقع ذا فيرج عن كثب لحظات نجاح المسبار الإماراتي في الوصول إلى كوكب المريخ يوم الثلاثاء، مشيراً في تقرير له أن هذا النجاح يضع الإمارات ضمن مجموعة صغيرة من أكبر قوى قطاع الفضاء الذين أرسلوا مركبات فضائية لدراسة الكوكب الأحمر.

ولفت التقرير إلى المرحلة القادمة من المهمة والتي سيقضي فيها المسبار عامين في التقاط صور شاملة للكوكب لفهم غلافه الجوي وتغيرات الطقس.

وتطرق إلى مرحلة إطلاق المسبار في شهر يوليو 2020، ضمن توقيت مصيري ونافذة إطلاق محددة وضيقة عند اصطفاف الأرض والمريخ في أقرب نقطة لهما حول الشمس. ويحدث هذا مرة واحدة فقط كل عامين.

تويتر