يسعى إلى امتلاك قدرات تصميم وتصنيع وفحص الأقمار الاصطناعية في الدولة

«المركز الوطني» ينفّذ 7 مشروعات فضائية متطوّرة

صورة

أفادت جامعة الإمارات بأن المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء في الجامعة، نفّذ سبعة مشروعات فضائية متطورة تُعد الأولى من نوعها في المنطقة، تشمل إطلاق القمر الاصطناعي المصغر «كيوبسات»، الخاص بإثبات استخدامات تقنيات إشارات الترددات الراديوية في تحسين قُدرة التحرّي عن المواقع الجغرافية عبر نظام الملاحة العالمي للأقمار الاصطناعية، وتصميم الأقمار الاصطناعية لتحرّي الدقة.

وتابعت أن من المشروعات بناء محطة أرضية لتوجيه الأقمار الاصطناعية واستقبال بياناتها، وإعداد خريطة لتصنيفات استخدام الأراضي في الدولة، وبناء مختبرات وطنية للدفع والاحتراق، وتصميم برنامج أكاديمي يعد الأول من نوعه في المنطقة، وتحليل بيانات «مسبار الأمل»، بالإضافة إلى تطوير كفاءات مواطنة تعتني بتحليل بيانات الأقمار الاصطناعية، وبناء قدرات وطنية لتصميم وتصنيع أقمار اصطناعية داخل الدولة.

وتفصيلاً، أكد مدير المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، الدكتور خالد الهاشمي، أن جامعة الإمارات تلعب دوراً ريادياً في علوم الفضاء، باعتبار أن قطاع الفضاء أصبح محوراً أساسياً لبناء مستقبل دولة الإمارات، حيث يعمل المركز على إطلاق مشروعات جديدة تتعلق بتصنيع وتجميع واختبار مكونات الأقمار الاصطناعية الصغيرة والمتوسطة، بهدف استخدامها لأغراض الاتصالات والملاحة والتصوير الطيفي، ما يشكل نقلة نوعية في تصنيع الأقمار الاصطناعية.

وقال إن المركز يضم ثلاث وحدات بحثية تشمل، البحث والتطوير، التوعية والاستشارة، ووحدة الإدارة، ويهدف إلى تطوير برامج أبحاث وطنية في علوم وتكنولوجيا الفضاء لخدمة أجندة الابتكار الاستراتيجي للدولة، وإجراء أبحاث متطورة في علوم وتكنولوجيا الفضاء، وتعليم وتدريب كوادر وطنية متخصصة في علوم وتكنولوجيا الفضاء، وابتكار تقنيات ومعارف في علوم وتكنولوجيا الفضاء ليتم تحويلها للقطاع الصناعي، بالإضافة إلى تعزيز ثقافة علوم وتكنولوجيا الفضاء من خلال برامج تعليمية ومعارض وأنشطة متنوعة.

وأضاف الهاشمي أن المركز يسعى لامتلاك قدرات تصميم وتصنيع وفحص الأقمار الاصطناعية داخل الدولة، ويقوم حالياً بتطوير وامتلاك ملكيات فكرية تمكّنه من تصنيع تقنيات استراتيجية خاصة بأجهزة وبرمجيات التوجيه والتحكم في الأقمار الاصطناعية وأجهزة التحرّي عن المواقع بدقة.

وتابع أن أهم المشروعات البحثية التي ينفّذها المركز حالياً تشمل تصميم الأقمار الاصطناعية لتحرّي الدقة، وإعداد وتصميم برمجيات الأقمار الاصطناعية، وتقديمها كخدمات إلى الجهات الأخرى، وبناء محطة أرضية لتوجيه الأقمار الاصطناعية واستقبال بياناتها، ومن ثم تخزينها وتحليلها ونشرها بما يتيح الاستفادة القصوى منها، بالإضافة إلى مشروع خاص بإعداد خريطة للتصنيفات في الدولة، وتُعد هذه الخريطة الأولى من نوعها.

وأشار الهاشمي إلى أن المركز تولى إعداد ست منصات لمجالات البحث العلمي في الفضاء تضم: استخدام الموارد الفضائية، والتواصل الفضائي وتحديد المواقع بدقة، وأنظمة في الوقت الحقيقي على متن المركبة، وعلوم الأرض والكواكب، والتوعية بأوضاع الفضاء والمحطة الأرضية، والدفع والاحتراق.

وأكد أن المركز سيطلق قمراً اصطناعياً مصغراً في الربع الأول من العام المقبل، كما سيتم إطلاق منصة لتمكين الأشخاص والجهات المعنية من الاطلاع على تصنيفات استخدام الأراضي في الدولة.

وشدّد الهاشمي على أن عملية تطوير هذا القمر الاصطناعي العلمي تُسهم في الارتقاء بالمعارف والخبرات بالمجالات الفضائية للطلبة في الدولة، خصوصاً الذي يطمحون إلى العمل في القطاع الفضائي مستقبلاً، ولعب دور أساسي في تطوير القطاع على المديين القصير والبعيد، حيث تأتي هذه العملية بمثابة تدريب عملي عالي المستوى.

وأكد أن المركز يعمل على دعم المشروع الفضائي الإماراتي عبر تنفيذ خارطة الطريق للعلوم والتكنولوجيا والابتكار في الفضاء، التي تم إعدادها من قبل وكالة الإمارات للفضاء، مشيراً إلى أن جميع المحاور الرئيسة التي يتبناها المركز تسهم في تنفيذ هذه الخارطة، مثل المشروعات البحثية المعنية بتطوير كفاءات مواطنة تعتني بتحليل بيانات الأقمار الاصطناعية، وبناء قدرات وطنية لتصميم وتصنيع أقمار اصطناعية داخل الدولة.

ولفت الهاشمي إلى أن المركز تولى بناء مجمع لتصميم وتصنيع الأقمار الاصطناعية، كما وقّع أخيراً اتفاقاً مع «توازن» و«إيرباص»، لتزويد المجمع بالمعدات والآلات التي يتم من خلالها فحص وتركيب الأقمار الاصطناعية وفق الاشتراطات العالمية، ما يُعدّ خطوة مهمة لبناء قدرات إماراتية في مجال تكنولوجيا الفضاء.

وقال الهاشمي إن المركز يلعب دوراً أساسياً في تدريب المواطنين، ووفّر فرصة للمشاركة في مشروعات حقيقية، وبات عدد كبير من الطلبة يشاركون في تصميم وتنفيذ مشروع تخرّجهم داخل المركز، ما يعطيهم فرصة كبيرة للعمل على مشروعات حقيقية ومهمة للدولة.

وشدد على أن تصميم حمولة الأقمار الاصطناعية تُعد من أهم المجالات التي يسعى المركز لتكوين خبرات فيها، لفتح الطريق أمام الكوادر الوطنية لبناء حمولات أقمار اصطناعية تستخدم في إنترنت الأشياء، بالإضافة إلى اختبار برمجيات الأقمار الاصطناعية التي يتم تصنيعها داخل المركز.

وأشار إلى اتفاق جامعة الإمارات مع «إيدج تكنولوجي»، لبناء مختبرات وطنية للدفع والاحتراق، كما سيتم التعاون مع إحدى الجامعات العالمية لبناء برنامج أكاديمي في هذا التخصص، ليتم تدريس مواد الدفع والاحتراق على أيدي أساتذة مواطنين وأساتذة ضمن الكادر الأكاديمي بجامعة الإمارات، بما يتيح إجراء أبحاث في مجال الدفع والاحتراق وفحصها داخل مختبرات المركز في الجامعة، لافتاً إلى أن هذا البرنامج سيكون الأول من نوعه في المنطقة.

وأشار الهاشمي إلى أن «مسبار الأمل» فتح أبواباً كبيرة للجامعات لإطلاق تخصصات جديدة وإجراء أبحاث لم تكن موجودة سابقاً، كما قام المركز بالتعاون مع جامعة الإمارات والمسؤولين في مشروع «مسبار الأمل»، بتوظيف عدد من الخبراء من خارج الدولة، لنقل المعرفة والبدء في بناء قدرات وطنية لتحليل بيانات الأقمار الاصطناعية.

وشدد على أن المركز يتولى بناء كفاءات بحثية لتحليل بيانات «مسبار الأمل» حيث سيشارك في تحليل البيانات بعد وصول المسبار إلى كوكب المريخ في 2021، إذ سيتولى المركز بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء، وفريق «مسبار الأمل»، تنفيذ مشروع بحثي من جزأين، الأول خاص بدراسة العواصف الرملية، عبر تطوير أداة مراقبة لتلوث الهواء وخريطة فهرس لجودة الهواء تغطي كل أرجاء الدولة باستخدام بيانات القمر الاصطناعي، والجزء الثاني يهدف إلى دراسة تفسير الغلاف الجوي لكوكب المريخ.

راديو الفضاء

أفاد مدير المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، الدكتور خالد الهاشمي، بأن المركز وقّع اتفاقاً مع جامعة كيرتن في أستراليا، وجامعة تكساس في الولايات المتحدة، لتصنيع السوفت وير الخاص براديو الفضاء متغير الترددات، وتركيب الأجهزة والمعدات خلال شهر ديسمبر الجاري، على أن يتم تشغيلها في الربع الأول من العام الجديد.

وأشار إلى أن المشروع البحثي «راديو الفضاء متغيّر الترددات» يُعد الأول من نوعه، ويتيح تتبّع ومراقبة المواد الموجودة في الفضاء الناتجة عن مخلفات المركبات الفضائية، حيث تدور بعض هذه القطع حول الأرض، ومن خلاله سيتم التنبؤ بوقت نزولها إلى الأرض، وتحديد المنطقة التي يمكن أن تسقط فيها، مع تنبيه مالكي الأقمار الاصطناعية بوجود بعض المواد التي يمكن أن تصيبها، حتى يتم تغيير موقع القمر لتفادي الإصابة.

حل عالمي لحماية الأصول الوطنية

أكّد مدير المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، الدكتور خالد الهاشمي، أنه مع تزايد عدد مؤسسات الفضاء العامة، خصوصاً في مجال البحث والتطوير الفضائي، والتي تستعد لإطلاق عدد كبير من الأقمار الاصطناعية إلى الفضاء في السنوات المقبلة، أصبح الوعي بالحالة الفضائية مطلباً حاسماً للبلدان والمنظمات التي تتعاون في مجال الأبحاث والتطوير الفضائي، لإيجاد حل عالمي لحماية الأصول الوطنية في الفضاء، ومراقبة وتنظيم الأقمار الاصطناعية.

وتابع أن المركز وقّع مذكرة تفاهم مع جامعة تكساس - أوستن الأميركية، بهدف التعاون العلمي والتقني لتحقيق استدامة الفضاء، وإلهام الجيل المقبل من علماء الفضاء في العالم العربي وخارجه، حيث سيشمل التعاون عدداً من المجالات تتضمن رسم خرائط الحطام الفضائي، والرصد الراديوي والبصري، ومراقبة ورصد الأجسام الفلكية العابرة، وتتبّع ورصد المركبات الفضائية، وتنفيذ وصيانة قاعدة بيانات أجسام الحطام الفضائي المشتركة.

تويتر