الفريق الاجتماعي في «ذخر» أشرف على الصلح

شقيقتان تجمعهما الصدفة بعد سنوات من القطيعة

جمعت الصدفة أختين متخاصمتين في «نادي ذخر الاجتماعي» بعد قطيعة دامت سنوات طويلة بينهما.

ووجدت الشقيقتان نفسيهما وجهاً لوجه داخل النادي، التابع لهيئة تنمية المجتمع في دبي، بعدما اجتذبتهما أنشطته، فسجلتا فيه لتصبحا من أعضائه، من دون أن تعلم أي منهما أن شقيقتها موجودة على بعد أمتار منها، وأن كل ما تحتاجان إليه هو التفاتة صغيرة من فوق الكتف، لتتلاقى الأعين وتمتزج العواطف المخبأة، وينهمر بينهما سيل من الذكريات.

تبادلت الشقيقتان النظر، وقد تجمدت ملامحهما، فقد مرت سنون طويلة على نشوب الخلاف بينهما، وقرار كل منهما اختيار وجهة مختلفة عن وجهة الأخرى في رحلة حياتهما، الأمر الذي استوقف الاختصاصيين الاجتماعيين القائمين على متابعة شؤون كبار المواطنين في الهيئة، لاسيما أن كل كبير في السن لديه ملف متكامل عن أوضاعه، يعدّه الاختصاصي خلال متابعته اليومية لحالته.

وتمكن الفريق المختص من جمع الشقيقتين، ومصالحتهما، بعد جولات من محاولات الإقناع وتقريب وجهتي النظر، الأمر الذي لاقى على ما يبدو رغبة داخلية لدى كل منهما في عودة المياه الصافية إلى قناتها، وتواصلتا مجدداً، ونبذتا الخصام.

وكانت الهيئة أسست النادي ليكون مكاناً ومركزاً للقاءات الثقافية والاجتماعية والترفيهية، وعقد الأنشطة المشتركة بين كبار المواطنين وأفراد المجتمع من أعضاء الأسرة الممتدة، والجيران، وأبناء النشء، والأحفاد، والأصدقاء، بهدف المساهمة في دمج كبار المواطنين في المجتمع.

وعرضت مدير إدارة كبار المواطنين في الهيئة، مريم الحمادي، لـ«الإمارات اليوم»، تفاصيل عن كيفية التعامل مع هذا النوع من الحالات والمشكلات من قبل فريق مختص في الهيئة.

وأفادت الحمادي بأن الفريق مكون من عدد من الاختصاصيين، وهو مسؤول عن إدارة كل حالة من حالات كبار المواطنين على حدة، وأنه - إضافة إلى المجال الدراسي والخبرة الموجودة عند الاختصاصي - يخضع بشكل مستمر لدورات تدريبية على كيفية التعامل مع الشخصيات المختلفة، وتحديداً شخصيات كبار السن، إذ تتطلب تعاملاً إنسانياً خالصاً، وأسلوباً معيناً في التحاور والإقناع.

وشرحت الحمادي معنى «إدارة الحالة»، فقالت إنها تلامس كل جزئية في حياة كبير السن، من ناحية حالته الصحية والنفسية والاجتماعية، وتتضمن احتياجاته المالية، وطبيعة وظروف مسكنه وشبكة العلاقات الداخلية والخارجية، وأنشطته وهواياته، ومشكلاته الإنسانية حتى مع أقرب الأشخاص إليه، سواء زوجته أو أولاده أو إخوته.

وأكدت تسجيل المعلومات وحفظها في ملف عن الحالة، تمهيداً لبحثها وتحليلها خلال اجتماع الفريق المختص في الهيئة، الذي ينظر في كل حالة بشكل مستقل، ويقترح الحلول للمشكلات التي تواجهها.

كما يعدّ الاختصاصي خطة لتنفيذ الحلول، ومتابعة كل حالة، والانتقال بها من مرحلة إلى مرحلة، حتى تذليل كل العقبات التي تواجهها وتسبب لها عدم الاستقرار الصحي أو النفسي.

وأشارت إلى أهمية العلاقة بين كبير السن والاختصاصي القائم على إدارة حالته، حيث يبذل الأخير جهداً لبناء علاقة ثقة متينة معه باستخدام كل المهارات المعرفية والإنسانية، مضيفة أنه حين تقوى العلاقة وتزداد عمقاً، يصبح كبير السن شديد الثقة بآراء وتفكير ونصائح الاختصاصي، ما يساعد على قبوله واقتناعه بما يقترحه عليه من أفعال وممارسات وقرارات تعدل من سلوكه.

ولفتت الحمادي إلى أن الخبراء والاختصاصيين الاجتماعيين اكتشفوا عبر عملهم، ومن خلال الدراسات والتقارير العلمية التي يتابعونها أن الشخصيات السوية والمتزنة تميل عند التقدم في العمر والوصول إلى سن الشيخوخة إلى التسامح والود في العلاقات، وتتناسى الأذى وتنبذ المخاصمة وافتعال المشكلات، كما أنها تحب أن تعيش بسلام وطمأنينة أكثر من أي وقت مضى، أما الشخصيات غير السوية، أو الحقودة، فقد تزداد عناداً، وتتعمد اختلاق الخلافات وإثارة المشكلات.


إدارة حالات كبار المواطنين

أكدت مدير إدارة كبار المواطنين في هيئة تنمية المجتمع في دبي، مريم الحمادي، أن الفريق المختص بمتابعة وإدارة حالات كبار المواطنين في الهيئة تمكن خلال السنوات الماضية من جمع شمل عدد من حالات كبار السنّ مع أسرها، من بينها حالات كانت تعيش بمفردها نتيجة سوء تفاهم مع أقرب المقربين إليها.

وقالت الحمادي إن الفريق استطاع إقناع هذه الحالات بطيّ صفحة الخصومة، وتقريب وجهات النظر بينها، لتعود العلاقات الطيبة إلى طبيعتها، ويلتئم شمل كبير السن مع أسرته مجدداً.

تويتر