الرعاية والحب والنشاط البدني.. وصفة علمية لـ «طول العمر»

26 مُسناً في دبي تجاوزوا الـ 100 عام

صورة

26 مسناً مسجلاً في نظام هيئة تنمية المجتمع في دبي تزيد أعمارهم على 100 عام، أي أنهم مولودون قبل عام 1920 من القرن الماضي، وجزء من هؤلاء مواطنون، فيما يتوزع الباقون على جنسيات دول مختلفة.

وقالت مديرة إدارة كبار المواطنين في الهيئة، مريم الحمادي، لـ«الإمارات اليوم»، إن الهيئة تحرص على متابعة كبار المواطنين في دبي من الناحية الصحية، وتوعيتهم بطرق وأساليب التغذية السليمة، وممارسات الحياة اليومية التي يجب أن تتضمن ممارسة المشي وتمارين رياضية أخرى، إلى جانب التعرض للشمس، والخروج في الهواء الطلق، لاسيما في فترات الصباح وما قبل النوم.

وأضافت أن أعضاء فرق التطوع التابعة للهيئة يعملون على التأكد من استقرار الحالة الصحية لكبار المواطنين والمقيمين عبر التواصل الدائم معهم، لافتة إلى توفير العلاج المطلوب لهم، وإجراء الفحوص الطبية والمخبرية اللازمة، دورياً، للتأكد من استقرار حالتهم، في حال ورود أي معلومة منهم، أو من القائمين على رعايتهم، تشير إلى ظهور عوارض مرضية عليهم.

وقالت الحمادي إن «المسنين الـ26، في حالة صحية مستقرة»، لافتة إلى أن «الرعاية الطبية والاستقرار الاجتماعي واحتضان كبار السن بالحب والاهتمام، كلها عناصر لوصفة علمية تسهم في احتفاظ كبار السن بحياة صحية مستقرة».

وأكدت مواصلة الهيئة العمل على استكمال منظومة الحماية والدعم والتمكين لكبار المواطنين والمقيمين، لافتة إلى إطلاق «الخط الساخن» في يوليو الماضي لدعمهم وحمايتهم.

وتشير أبحاث علمية متخصصة إلى أن الإيجابية والانفتاح العقلي والحب واستمرار النشاط البدني، تمثل أهم العوامل التي تساعد على احتفاظ الإنسان بصحة جيدة مع تقدمه في العمر، إذا توافرت له منظومة طبية متقدمة وقاعدة اجتماعية محبة وحاضنة لكبار السن.

كما تؤكد الدراسات أن التطور الطبي سيُمكّن البشر مستقبلاً من العيش لفترة أطول، تمتدّ لأكثر من 100 عام.

ويستقبل «الخط الساخن» اتصالات كبار المواطنين والمقيمين، أو القائمين على رعايتهم على مدار الساعة، باللغتين العربية والإنجليزية، بما في ذلك طلبات الدعم والاستفسارات المتعلقة بالخدمات الصحية والقانونية والاجتماعية.

كما يستقبل «الخط الساخن» بلاغات الانتهاكات وطلبات الحماية، ويشرف متخصصون في مجال رعاية وحماية كبار السن على التعامل مع الاستفسارات والبلاغات للتدخل وتوفير الدعم والمساندة، بالتعاون مع الجهات المعنية.

وكانت الهيئة بدأت مشروع قاعدة بيانات لكبار المواطنين والمقيمين، خلال جائحة «كورونا»، في إطار مبادرة «نتواصل ونحمي» تم من خلالها جمع بياناتهم الاجتماعية والصحية وأماكن إقامتهم والتعرف إلى احتياجاتهم، ما أتاح صورة أوسع عن الإجراءات والبرامج التي يجب اعتمادها لاستكمال منظومة الحماية والرعاية.

ولفتت الحمادي إلى حقائق عدة توصل إليها الباحثون عبر دراسات مختلفة، ومنها أن المعمرين غالباً ما يتمتعون بالمرونة في التعامل مع المواقف المختلفة في الحياة، والميل إلى الهدوء. كما أنهم أقل عصبية وأكثر انفتاحاً على الآراء المختلفة، وأكثر استعداداً لقبول الآخر ومناقشته.

وتابعت الحمادي أن أحدث الإحصاءات الصادرة عن الهيئة تظهر أن عدد الأشخاص المسجلين لديها، ممن تزيد أعمارهم على 90 عاماً، وصل إلى 231 مُسناً.

كما يبلغ عدد الأشخاص الذين تقع أعمارهم بين الـ70 و90 عاماً نحو 3823 مسناً، أي ما يمثل نحو 43% من العدد الإجمالي للمسجلين في نظام الهيئة من مواطنين ومقيمين.

يذكر أن الهيئة أطلقت برنامجاً لإنشاء الحدائق في بيوت كبار المواطنين استناداً لتقارير علمية أكدت أن للعمل في الزراعة وتنسيق الحدائق المنزلية أثراً في تحسين المزاج والحالة النفسية للإنسان بشكل عام، ولكبار السن بشكل خاص.

جودة الحياة ومتوسط الأعمار

أكد خبراء في علم السكان وجود علاقة وثيقة بين ارتفاع مستوى جودة الحياة وارتفاع متوسط الأعمار، الأمر الذي يتضح في دول متقدمة مثل اليابان، التي تعد مثالاً مهماً على ذلك، إذ يبلغ متوسط العمر المتوقع فيها - وفق احصاءات العام الماضي - نحو 84 عاماً، وهو الأعلى في العالم.

وتظهر الإحصاءات أن نسبة من يزيد عمرهم على 65 عاماً في اليابان بلغت 27% من إجمالي عدد السكان في عام 2018، ليصبح عددهم، مقارنة بعدد سكانها، الأكبر على وجه الأرض.

تويتر