تَنَافسَ لنيلها 91 بحثاً من 26 جهة علميّة في الدولة

«الجليلة» تقدم مِنَحاً مالية لـ 5 أبحاث إماراتية عن «كوفيد-19»

منصور بن محمد خلال الفعالية التي أقامتها «الجليلة» أمس لدعم أبحاث «كوفيد-19». وام

أعلنت مؤسسة الجليلة، بحضور سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس اللجنة العليا لإدارة الأزمات والكوارث في دبي، عن دعم أبحاث «كوفيد-19» في دولة الإمارات عبر خمس مِنَح مالية، قيمتها الإجمالية 2.5 مليون درهم، سلَّمها سموه إلى خمسة باحثين في المجال الطبي خلال الفعالية التي أقامتها المؤسسة أمس بهذه المناسبة، وذلك في إطار التأكيد على رسالة «مركز محمد بن راشد للأبحاث الطبية»، التابع لمؤسسة الجليلة، الذي تم افتتاحه، أخيراً، للإسهام في تعزيز الجهود الوطنية الرامية للتصدي للجائحة العالمية، وغيرها من الأمراض الفيروسية.

وتُعدُّ المِنَح الداعمة لأبحاث «كوفيد-19»، والمعنية بمجالات علم الوراثة والعلاجات والتشخيص، الأولى من نوعها التي يتم تقديمها من خلال مؤسسة الجليلة، العضو في مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وهي مؤسسة خيرية تكرّس جهودها للارتقاء بحياة الأفراد من خلال التعليم والأبحاث في المجال الطبي، حيث تم تخصيص تلك المِنَح لعلماء يمثلون مجموعة من أعرق المؤسسات الأكاديمية الطبية في دولة الإمارات، شملت: جامعة الإمارات العربية المتحدة، وجامعة الشارقة، وجامعة العين، ومستشفى الجليلة التخصصي للأطفال.

وأكد سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس مجلس أمناء مؤسسة الجليلة، أن المؤسسة تعمل في إطار رؤية القيادة لمستقبل القطاع الصحي بدولة الإمارات، والعناية التي تشمل بها مسار الأبحاث العلمية والطبية في الدولة.

وأوضح سموه أن المؤسسة لا تدخر جهداً في ترجمة هذه الرؤية السديدة نحو الارتقاء بقدرات المنظومة الصحية، لاسيما على صعيد تعزيز جهود البحث العلمي، ومساندة الجهات البحثية والعلماء المتخصصين، وفتح قنوات التعاون مع الهيئات البحثية الدولية لتمكين مختلف عناصر المنظومة الصحية في دولتنا ــ سواء على مستوى المؤسسات أو المنشآت الطبية الحكومية والخاصة ــ من رفع مستوى كفاءتها، وتأكيد قدرتها على التصدي لما يمكن أن تواجهه من تحديات صحية، وفي مقدمتها وباء «كوفيد-19»، الذي يسابق العالم الزمن للتوصل إلى اللقاح الفعّال اللازم للقضاء عليه.

وأثنى سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم على جهود مؤسسة الجليلة وعلمائها والقائمين عليها، لالتزام المؤسسة بتشجيع الجهود البحثية، خصوصاً الهادفة لمكافحة «كوفيد-19»، الذي يشكل أحد أكبر التحديات الصحية التي صادفها العالم في العصر الحديث، مؤكداً سموه أن تلك الجهود تعد بمثابة حجر زاوية لأي منظومة صحية ناجحة، وأن دولة الإمارات، بما لديها من كفاءات طبية وبحثية، قادرة على تقديم إسهامات علمية تخدم البشرية بتضافرها مع الجهود العالمية في التصدي للأمراض والأوبئة التي تشكل عقبة حقيقية في طريق التقدم والنماء، وتحدياً يستلزم رفع مستوى الجاهزية بأبحاث ودراسات تعين على إيجاد لقاحات وأمصال وعلاجات للوقاية من تلك الأمراض، وعلاج المصابين بها.

وأعرب سموه عن تقديره لجهود العلماء والباحثين الذين حصلوا على المنح المقدمة من مؤسسة الجليلة، وأقرانهم من الذين اجتهدوا وثابروا في المجال ذاته، بما قدموه من جهد وتفانٍ في أبحاثهم من أجل خدمة العلم والوطن والإنسانية، ولتأكيد الريادة الإماراتية في إيجاد أفضل نوعيات الحياة، وفي مقدمة ذلك الاهتمام بالقطاع الصحي الذي تمثل متطلباته أولويات لا تدخر حكومة الإمارات جهداً في تلبيتها، مؤكداً سموه أن العلماء هم صُنّاع المستقبل، وبأفكارهم وأبحاثهم تتقدم الأمم والشعوب.

وتقديراً لجهود سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، ودعمه المستمر، قامت مؤسسة الجليلة بإضافة اسم سموه إلى جدارية «بصمة راشد بن سعيد»، وهي أول جدارية من نوعها شيّدت خصيصاً للاحتفاء بإسهامات الداعمين والجهات المانحة التي تستثمر في قطاع الأبحاث الطبية في الدولة، فيما تخلّد الجدارية إرث المغفور له، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، وما قدمه في مجال العمل الخيري من إسهامات إنسانية عديدة في مختلف المواقف، داخلياً وخارجياً.

وحول المِنَح المُقدمة من مؤسسة الجليلة، قالت عضو مجلس أمناء المؤسسة ورئيس مجلس إدارتها، الدكتورة رجاء القرق: «المنح البحثية ما هي إلّا شاهد على التزام مؤسسة الجليلة بالتكيف مع الاحتياجات المتغيرة للقطاع الطبي في الدولة، بهدف ضمان صحة وسلامة شعب الإمارات».

وأوضحت مؤسسة الجليلة أن الطلبات الخاصة بالأبحاث المُتقدمة لنيل المِنَح قد خضعت للتقييم الدقيق ضمن مرحلتين، وبناءً على المراجعات والتقييم، وقع الاختيار على خمسة طلبات للاستفادة من مِنَح مؤسسة الجليلة، وذلك من بين 91 طلب حصول على المنح البحثية التي تصل قيمة كل منها إلى 500 ألف درهم.

وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة الجليلة، الدكتور عبدالكريم سلطان العلماء: «أضحت الحاجة للاستثمار في الأبحاث الطبية الرائدة اليوم أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، نتيجة لتفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في جميع أنحاء العالم. ونحن نعتمد على العلماء والأطباء اليوم كما لم نعتمد عليهم من قبل».


40 باحثاً معاوناً

شهدت المشروعات البحثية تعاوناً كبيراً من جانب العلماء والباحثين في دولة الإمارات والخارج، إذ شارك أكثر من 40 باحثاً معاوناً من مؤسسات بحثية مرموقة من جميع أنحاء العالم. وكان الباحثون الرئيسون قد تعاونوا لتأليف أكثر من 300 عمل بحثي خضع لمراجعة باحثين خبراء، وتم نشرها في عدد من المجلات العلمية الدولية المرموقة.

واشتملت المشروعات البحثية على فرق متعددة التخصصات، ضمّت أطباء وعلماء وطلاب طب من المؤسسات الأكاديمية والصحية الكبرى في دولة الإمارات وخارجها، بمن فيهم علماء الوراثة، وعلماء الأوبئة، وأطباء الأطفال، وأخصائيو الأمراض المعدية، وعلماء الأحياء الدقيقة، وأخصائيو أمراض الرئة، وغيرهم.

أحمد بن سعيد:

«مؤسسة الجليلة تعمل في إطار رؤية القيادة لمستقبل القطاع الصحي في الدولة».

منصور بن محمد:

«الإمارات بما لديها من كفاءات قادرة على تقديم إسهامات علميّة تخدم البشرية».

تويتر