خلال 87 يوماً.. منذ إطلاقه في 20 يوليو

«مسبار الأمل» يقطع 236 مليون كيلومتر على طريق المريخ

صورة

كشف مشروع الإمارات لاستكشاف الفضاء (مسبار الأمل)، أن المسبار قطع مسافة تزيد على 236 مليون كيلومتر، خلال 87 يوماً، منذ انطلاقه في رحلته إلى كوكب المريخ، في 20 من يوليو الماضي، حتى يوم أمس، حيث ينطلق المسبار بسرعة 101 ألف و238 كيلومتراً في الساعة، إلى مداره حول الكوكب الأحمر (المريخ).

وقال أحد أعضاء فريق غرفة العمليات في المحطة الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء، المهندس مبارك الأحبابي: «يعمل الفريق على مراقبة المسبار والتأكد من سلامته، وذلك بتحميل سلسلة الأوامر اللازمة للتحكم به، إضافة إلى دعم الاتصال بالمسبار في كل مرحلة من مراحل إنجاز مهمته، عبر إرسال الأوامر واستقبال البيانات منه».

وأشار إلى أن «الفريق عمل على مدار الساعة خلال الـ45 يوماً الأولى بعد إطلاق المسبار».

وأكد أن «مسبار الأمل أخذ طابعاً وطنياً، وأحدث زخماً كبيراً بين الشباب المواطنين والعرب، حيث كان لإطلاقه ردود فعل كبيرة داخل الإمارات وخارجها. وقد ألهب حماس الشباب للتعرف بشكل أكبر إلى قطاع الفضاء، وغيّر نظرة المجتمع إلى هذا القطاع مقارنة بما كانت عليه قبل 10 سنوات تقريباً».

وأضاف الأحبابي: «كان عملي ضمن فريق مسبار الأمل، الذي يعدّ أول مشروع عربي إلى الكوكب الأحمر، حافزاً لي للاستمرار في العمل بقطاع الفضاء، خصوصاً أن مهمته العلمية مختلفة عن المهمات السابقة». وتابع: «سنعتمد على الخبرة التي اكتسبناها خلال السنوات الماضية في العمل بمشروعات فضائية، ومنها مسبار الأمل، في إنجاز مشروعات فضائية مستقبلية».

وأشار إلى أن كل مرحلة من مراحل مشروع المسبار لها خصائص معينة، فمرحلة الإطلاق كانت مفعمة بالترقب والتحدي، وأنجزت بنجاح أكبر من المتوقع، ثم انتقلنا إلى مرحلة التواصل مع المسبار (ما بعد الإطلاق)، التي تميزت بالدقة الشديدة، لأن التواصل مع القمر خلال هذه الفترة كان مستمراً على مدار الساعة، لمدة 45 يوماً، وقد أنجزنا فيها عدداً من الأنشطة التي تم التخطيط لها. أما الفترة الحالية، حيث لايزال القمر في مرحلة الرحلة إلى المريخ، فتتضمن العديد من الأنشطة التي يعمل الفريق على إنجازها، حتى وصول المسبار إلى مدار الكوكب الأحمر.

وأكد أنه يتلقى العديد من الاستفسارات من الطلبة المواطنين حول مشروعات الفضاء، والتخصصات التي يمكن اختيارها للدراسة.

وذكر مطوّر برمجيات العمليات في «المسبار»، المهندس حمد الحزامي، أن دوره في المشروع شمل مهام محددة، هي تطوير برمجيات العمليات التي يستخدمها فريق العمليات لإرسال الأوامر إلى المسبار، واستقبال البيانات منه وتحليلها، وتصميم وهندسة شبكات الحاسوب في مركز العمليات والإشراف على تجهيزها، والعمل كمشغل أوامر وتحكم خلال مرحلة الإطلاق والعمليات المبكرة، ويعمل حالياً على تحسين البرمجيات بالمشروع، لافتاً إلى أن الفريق الذي ينتهي من إنجاز دور محدد في مشروع المسبار، ينتقل إلى دور آخر، حتى انتهاء مهمة المسبار في مدار المريخ.

وتابع: «أصعب فترة عشتها كانت خلال رحلة بناء المسبار، هي خلال الشهرين اللذين سبقا مرحلة الإطلاق، إضافة إلى يوم الإطلاق نفسه، وذلك بسبب الضغوط، ودقة الاختبارات التي تطلب المشروع إنجازها بشكل دقيق. وقد شرفت بأن أكون أحد أعضاء الفريق الذين شهدوا لحظات الإطلاق من داخل غرفة العمليات بالمحطة الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء، حيث كنت أتابع الجهاز الذي استقبل أول إشارة من المسبار بعد إطلاقه، فكانت لحظة فخر عشتها، لأنها توجت عملاً عظيماً استمر إنجازه لمدة ست سنوات».

وأكد وجود ميل لدى الطلبة الإماراتيين لمعرفة كل شيء عن هذا القطاع، متوقعاً أن يصبح أحد أكثر التخصصات الدراسية رواجاً خلال السنوات القليلة المقبلة.

وقال مهندس تجميع القمر الاصطناعي، قائد فريق النموذج الهندسي للمسبار، محمد ناصر العمادي: «دوري في مشروع مسبار الأمل ضمن فريق تنفيذ اختبارات أجهزة وأنظمة المسبار، إضافة إلى تنفيذ الاختبارات الإلكترونية والبرمجيات، وتأكيد عملها وكفاءتها بالشكل المطلوب»، لافتاً إلى أن فريقه بنى نموذجاً هندسياً عبارة عن قمر اصطناعي شبيه بمسبار الأمل، يحاكي بيئة الفضاء، مضيفاً: «عملت مع الفريق على مدار ست سنوات لإنجاز المسبار، ومررنا بمراحل مختلفة، بدءاً من التصميم ثم التجميع والبناء، ثم الاختبارات النهائية، شهدت ضغوطاً كبيرة».

وأكد أن عمله في إنجاز مسبار الأمل منحه خبرة كبيرة، مضيفاً: «مهمتنا لم تنتهِ بعد، ومازلنا ندخل تطويرات على النموذج الهندسي للمسبار الموجود في المركز»، منوهاً بأن المشروع وغيره من مشروعات الدولة الفضائية بنت كوادر وطنية يمكن الاعتماد عليها مستقبلاً في مشروعات أخرى.

مشوار صعب

أكد مهندسون من فريق مسبار الأمل أن إنجازات دولة الإمارات في مجال الفضاء، حفزت طلبة المراحل الدراسية المختلفة لاختيار تخصصات أكاديمية متعلقة بقطاع الفضاء.

وقالوا إن المشوار الذي قطعته الدولة في هذا القطاع تخللته كثير من الصعوبات، لكن النتيجة النهائية أكدت قدرتها على احتلال مركز متقدم بين دول العالم الرائدة في هذا المجال، الأمر الذي فتح الباب واسعاً أمام طموحات الطلبة نحو دراسة تخصصات علمية لم تكن حتى سنوات قليلة مدرجة في قائمة خيارات الدراسة الجامعية.

وأضافوا: «عشنا تحت ضغط كبير خلال المراحل المختلفة لإنجاز مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ (مسبار الأمل)، بدءاً بمرحلة التصميم حتى المرحلة الحالية، التي يقطع فيها المسبار رحلته إلى الكوكب الأحمر، بسبب أهمية المشروع الذي يعد أول مشروع عربي وإسلامي لاستكشاف هذا الكوكب، الذي يجعل الإمارات تاسع دولة تصل إليه»، مضيفين أن «أصعب المراحل كانت خلال الشهرين اللذين سبقا عملية الإطلاق، ويوم الإطلاق نفسه، حيث كان الجميع في حال من الترقب والتحفز».


- مهندسو «مسبار الأمل» يؤكدون الإقبال على دراسة الفضاء.

تويتر