التربية والتعليم ولجنة الاستعداد للخمسين تطلقان مبادرة 50 X 50 لإشراك طلاب المدارس في تصميم أفكار للخمسين عاماً القادمة

صورة

في إطار الجهود الوطنية لتنفيذ مشروع تصميم الخمسين عاماً المقبلة، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أعلنت وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع لجنة الاستعداد للخمسين عن إطلاق مبادرة X5050 لإشراك طلاب مدارس الدولة في تصميم محاور ومكونات الخطة التنموية الشاملة للخمسين عاماً المقبلة.

ويهدف مشروع تصميم الخمسين عاماً المقبلة لدولة الإمارات الذي تشرف عليه لجنة الاستعداد للخمسين، برئاسة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، إلى إشراك جميع فئات وأفراد المجتمع في تصميم الخطة التنموية الشاملة لدولة الإمارات التي تحدد ملامح الخمسين عاماً المقبلة لدولة الإمارات وصولاً إلى مئوية الإمارات 2071.

وتركز مبادرة 50X50 على إشراك الطلبة في الجهود الوطنية لإعداد خطة الاستعداد للخمسين، والتعرف على آرائهم وتطلعاتهم وأفكارهم ومقترحاتهم التطويرية في مواضيع حيوية تسهم في صناعة مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

ويشارك 50 ألف طالب وطالبة يمثلون جميع المراحل الدراسية، من أكثر من 1200 مدرسة حكومية وخاصة على مستوى الدولة، ضمن 1000 ورشة تفاعلية افتراضية "عن بعد" بواقع 50 طالباً في الورشة الواحدة.

وأكدت وزيرة الدولة للتطوير الحكومي والمستقبل أمين عام لجنة الاستعداد للخمسين عهود بنت خلفان الرومي  أن حكومة دولة الإمارات تتبنى تعزيز الشراكة مع كافة فئات المجتمع، لتطوير الرؤى والاستراتيجيات التي تجسد توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في رسم وتصميم التوجهات المستقبلية والخطة التنموية الشاملة للدولة خلال الخمسين عاماً المقبلة.

وأشارت عهود الرومي إلى أن مبادرة 5050X تترجم أهداف مشروع تصميم الخمسين عاماً المقبلة من خلال تعزيز الاستفادة من الأفكار الطموحة والرؤى المبتكرة التي يمتلكها طلاب المدرسة الإماراتية، الذين يمثلون الركيزة الأساسية للمستقبل، في عملية صنع القرار وتهيئهم لقيادة مستقبل دولة الإمارات، عبر وضع مقترحات جديدة تهدف إلى تطوير المرحلة المقبلة من مسيرة التنمية الشاملة للدولة.

وأضافت أن حكومة دولة الإمارات تهدف إلى تنمية روح المسؤولية الوطنية لدى 50 ألف طالب بأهمية المشاركة في رسم مستقبل الدولة، من خلال خلق بيئة حاضنة للأفكار والمبادرات النوعيّة ضمن سلسلة من ورش العمل التفاعلية التي تعمل على صقل شخصياتهم وبناء قدراتهم ومهاراتهم القيادية وإدراك تطلعاتهم وتوقعاتهم ورؤيتهم ليصبحوا مؤثرين وفاعلين في مختلف المجالات.

من جهته، أكد وزير التربية والتعليم حسين بن إبراهيم الحمادي  أن مشروع تصميم الخمسين عاماً القادمة، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، نابع من رؤية عميقة، تؤكد أهمية العمل بروح الفريق الواحد وإشراك أفراد المجتمع في رسم ملامح قطاعات الدولة، وفي مقدمتها التعليم سعياً نحو نهضة وطنية مستدامة.

وأوضح الحمادي أن هذا المشروع متكامل من حيث أوجهه وأهدافه وآليات العمل، لافتاً إلى أن مبادرة 50×50 ستشكل لطلبة المدارس الحكومية والخاصة، مدخلاً مهماً للتفاعل مع قضايا الوطن للتغلب على التحديات، والتطوير المستمر، وهذه المبادرة أيضاً أداه مهمة لبلورة رؤية عصرية تخدم أجندة الدولة الخاصة في مسار التعليم، مشيراً إلى أنها عبارة عن مجموعة من الورش الرقمية التي تستهدف أخذ آراء الطلبة وأفكارهم ورؤيتهم وتطلعاتهم في مواضيع حيوية سوف تطرح على طاولة النقاش والحوار، للوصول إلى أفضل صيغة تطويرية.

وأكدت وزيرة دولة لشؤون التعليم العام جميلة بنت سالم المهيري أن دولة الإمارات ماضية بخطى حثيثة في استشراف المستقبل، وهي تضع الممكنات والأدوات والموارد المادية والبشرية، لبلوغ أهداف مئوية الإمارات 2071، ويعد مشروع تصميم الخمسين عاماً القادمة، خطوة استباقية تضعنا على الطريق الصحيح، وهو مشروع يؤكد أهمية إشراك المجتمع من خلال عصف ذهني يستثمر في أفكار عناصره.

وقالت المهيري إن التجارب السابقة، أكدت أن شريحة الطلبة تمتلك فكراً استثنائياً وطموحاً كبيراً ونظرة واثقة للمستقبل، ومن هنا تأتي أهمية مبادرة الورش الرقمية 50×50، التي يعول عليها في دمج لبنات المدرسة الإماراتية في تشكيل رؤية تعليمية مستدامة، وتحقيق أجندة الدولة الخاصة في قطاع التعليم.

وأشارت إلى أن الطلبة هم الأكثر قدرة على معرفة احتياجات المستقبل وتوثيقها وتطبيقها بأنفسهم، وذلك لأنهم من يصنعون المستقبل ويرسمون السيناريوهات الأفضل له، لذا فإن عملية دمجهم في صناعة القرار التربوي خطوة مهمة ورائدة ترتفع معها سقف التوقعات والنتائج الإيجابية، وتتضاءل على إثرها التحديات والمعوقات.

وقالت الوكيل المساعد لقطاع الرعاية والأنشطة في وزارة التربية والتعليم الدكتورة آمنة الضحاك الشامسي إننا اليوم وبفضل توجيهات القيادة الرشيدة ودعمها، نمتلك زمام المبادرة والاستمرارية في التطوير واستشراف أبعاد المستقبل في قطاع التعليم، ومن خلال مشروع تصميم الخمسين عاماً القادمة، سوف نحصد الكثير من المكاسب تعليمياً، لأن هذا المشروع الذي اطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، يستجيب للتحديات ويراهن على قدرة مؤسسات الدولة بالتعاون مع أفراد المجتمع وتضافر جهودهم في تكريس أفضل الخطط والاستراتيجيات التي تسهم في إحداث التغيير المطلوب.

واعتبرت الشامسي أن مبادرة ورش 50×50 وسيلة غاية في الأهمية، تضع طلبتنا في مضمار التفكير الإبداعي والنقد الإيجابي والمشاركة الفاعلة من وجهة نظرهم وما يصبون إليه من تقدم وريادة، لتعزيز الأطر التي ترقى بنظامنا التعليمي، فالشباب هم دائماً المحرك الأساسي للتغير والتطوير وطموحهم، هو ما يدفعهم إلى ذلك.

وقالت إن دولة الإمارات تتيح مساحة واسعة لأبنائها الطلبة للمشاركة الفاعلة في رسم خطط المستقبل للدولة، إيمانا منها بقدراتهم ودورهم المحوري، إذ أثبتوا مرارا وتكرارا قدرتهم على التفكير الابداعي والاستثنائي، وهو ما تحرص عليه الدولة في أن يكون لهم بصمة في تصميم المستقبل للخمسين سنة القادمة.

وأضافت إننا في وطن اللامستحيل، وهي مفردة تشربتها الأجيال، لتكون لهم دافعا للإنجاز والتحدي والاستثمار في الفرص المتاحة، وهو بالتالي يشكل محركا ومسرعا لتحقيق رؤية الدولة استعدادا للخمسين سنة القادمة من خلال ثقة الشباب بقدرتهم على إحداث الإضافة والتغيير.

وعمل الفريق الوطني لخطة الاستعداد للخمسين على إجراء مجموعة من الدراسات والنقاشات مع المعنيين وأفراد المجتمع لتحديد مجموعة من المحاور التي يجب أن يتم التطرق إليها والاستعانة بها في مبادرة ورش X5050 التفاعلية التي تعقد بمشاركة واسعة من طلبة المدارس للخروج بتصورات مبتكرة تساهم في تطوير الخطة التنموية للدولة للخمسين عاماً المقبلة، وذلك ضمن أربعة محاور هي "أسلوب الحياة في المستقبل" و"الاستدامة ومستقبل البيئة" و"مستقبل القيم الإماراتية" و"الوظائف ومواهب المستقبل".

ويتناول محور "أسلوب الحياة في المستقبل" نمط الحياة المستقبلي وتحديات الأساليب الجديدة التي تعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا الحديثة مع تزايد شعبية الرياضات والألعاب الإلكترونية من قبل الجيل الجديد والقادم ما سيقلل من الاهتمام بالرياضات البدنية، ما يؤثر على الصحة النفسية والبدنية للجيل الجديد، كما يناقش إمكانية الدمج بين الرياضة الإلكترونية والبدنية والفرص والحلول المتاحة لتوفير البيئة المحفزة لاستدامة نمط حياة صحي ومتوازن.

ويركز المشاركون ضمن محور "الاستدامة ومستقبل البيئة" على التغيرات العالمية المتسارعة والحاجة المتزايدة للطاقة والتحديات الكبيرة نتيجة كثرة الضغوط على الموارد الطبيعية في ظل أساليب الاستهلاك الحالية، والفرص المتاحة لتنويع مصادر الطاقة والحلول المبتكرة لتقليل النفايات وتحفيز الاستهلاك الإيجابي لأفراد المجتمع للمحافظة على البيئة.

كما يبحث المشاركون ضمن محور "مستقبل القيم الإماراتية"، الأنماط الحياتية والمجتمعية الجديدة التي قد تظهر في المستقبل وتؤثر على منظومة القيم الإماراتية نتيجة تزايد حجم التأثير التكنولوجي على الحياة اليومية، ويتطرقون إلى أثر ظهور المجتمعات الرقمية والانفتاح على الثقافات المختلفة وكيفية المحافظة على قيم المجتمع الإماراتي والتكيف مع المتغيرات المتسارعة وإمكانية الاستفادة من التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في وضع حلول فعالة لهذا التحديات.

وفي محور "الوظائف ومواهب المستقبل" يناقش الطلاب المتغيرات العالمية في مختلف القطاعات، والتطور التكنولوجي الذي سيؤثر على الوظائف ويغيرها، والنماذج التعليمية الجديدة التي ترتكز على مبدأ التعلم المستمر مدى الحياة، وأبرز التحديات التي قد تواجه الطلبة في تنمية مواهبهم في المستقبل في ظل الأساليب التعليمية التقليدية، ووظائف المستقبل المبنية على المواهب، وإمكانية تصميم نماذج تعليمية مبنية على المواهب بما يخدم وظائف المستقبل.

ويتضمن مشروع تصميم الخمسين عاماً المقبلة لدولة الإمارات العديد من المبادرات التفاعلية بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والأفراد من المجتمع، للعمل بشكل تشاركي على طرح الأفكار والتصورات ورسم ملامح المستقبل في كافة القطاعات والمجالات، وذلك عبر مجموعة من الأنشطة والفعاليات التي تقوم اللجنة العليا لعام الاستعداد للخمسين بالإشراف عليها مثل الحلقات النقاشية وورش العمل وجلسات التصميم.

وتم اختيار مجموعة من المواضيع الحيوية والمهمة التي يمكن الاستعانة بها في تصميم الأفكار والمقترحات للخروج بتصورات مبتكرة تساهم في تطوير الخطة التنموية الشاملة للخمسين عاماً المقبلة هي، التعليم وبناء المهارات، ومستقبل الرياضات الإلكترونية، والابتكارات والأبحاث الطبية، والبطالة والفجوة بين التخصصات ومتطلبات سوق العمل، والإنتاج الثقافي الإبداعي والرقمي، والمواهب الثقافية والإبداعية والفنية والأدبية، والأمن والسلامة، والموروث القيمي والهوية الوطنية، والحفاظ على الاستقرار الأسري والمجتمعي، والرياضة المجتمعية والتنافسية، والجاهزية للطوارئ والأزمات والأوبئة.

كما تتضمن المواضيع مجالات الاقتصاد وريادة الأعمال، والاقتصاد الرقمي، والطاقة المتجددة، والتمكين الاقتصادي والاجتماعي للأسر، والصناعة والتصنيع، والسياحة، وقطاع الاتصالات، والترابط المجتمعي، والاستدامة البيئية، والأمن الغذائي، والسلامة الغذائية وأنماط الحياة الصحية، والصحة العامة والنفسية للشباب، والصحة العامة والطب الوقائي، والتطبيب عن بعد، ومهارات المستقبل والتسامح والتعايش، والمدن والتخطيط الحضري.

ويمثل النهج التشاركي بين الحكومة والمجتمع عنصرا محوريا في مرحلة إعداد خطة الاستعداد للخمسين، ويهدف لتحقيق "الإثراء بالأفكار" من خلال استطلاع آراء وأفكار مختلف فئات المجتمع، ومن ثم تحديد التحديات التي تواجهها في مختلف المجالات، كما تهدف هذه الشراكة إلى توسيع المعرفة بالاستعانة بالمجتمع، بما يسهم في تلبية التوقعات المجتمعية من خطة الشاملة الاستعداد للخمسين عاماً المقبلة.

الجدير بالذكر، أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي،، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أعلنا في ديسمبر الماضي العام 2020 "عام الاستعداد للخمسين"، ووجّه سموهما بتشكيل لجنتين تابعتين لمجلس الوزراء، "لجنة الاستعداد للخمسين " برئاسة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، ولجنة للإشراف على الاحتفال باليوبيل الذهبي للإمارات برئاسة سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، ضمن أكبر استراتيجية وطنية لتعزيز سمعة الدولة ومكانتها المتقدمة على كافة المؤشرات التنافسية العالمية.

تويتر