"مسبار الأمل".. 215 مليون كيلومتر صوب المريخ خلال 79 يوماً

واصل "مسبار الأمل" أول مهمة عربية وإسلامية لاستكشاف المريخ، رحلته التاريخية بنجاح إلى الكوكب الأحمر، وبلغت المسافة المقطوعة منذ الإطلاق قبل نحوالي 79 يوماً نحو 215 مليوناً و525 ألفاً و997 كيلومتراً تقريباً.

وكشف مسؤولون في مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ (مسبار الأمل) أن إجمالي المسافة المتبقية حتى وصول مسبار الأمل إلى مدار الكوكب الأحمر في فبراير 2021 تبلغ 264 مليوناً و966 ألفاً و403 كيلومترات تقريباً.

وأكد مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ (مسبار الأمل)، المهندس عمران شرف، أنه بعد مرور أكثر من شهرين على الرحلة التاريخية قطع "مسبار الأمل" مسافة كبيرة إلى الكوكب الأحمر بنجاح.

وكشف أنه تم الانتهاء بنجاح من مرحلتي الإطلاق والعمليات الأولى، مشيراً إلى وجود ست مراحل في مهمة مسبار الأمل، وهي مرحلة الإطلاق التي بدأت عند إتمام الإعداد النهائي للمركبة الفضائية، وإجراءات تخفيض الطاقة الدافعة للمركبة وانتهت بعد إتمام الاتصال الأولي مع المسبار.

وذكر أن المرحلة الثانية بدأت عند انتهاء مرحلة الإطلاق واستمرت لمدة 45 يوماً، وانتهت بعد تقييم أداء أجهزة المسبار في الفضاء، حيث كان هناك اتصال متواصل على مدار 24 ساعة مع المسبار من المحطة الأرضية.

وأوضح أن المرحلة الثالثة الحالية هي "مرحلة الرحلة إلى المريخ" التي تبدأ فيها العمليات الاعتيادية لمتابعة المسبار وتمتد حتى دخوله مجال المريخ، ويتم فيها الاتصال مع المسبار من مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع.

وأضاف أن المرحلة الرابعة هي مرحلة الدخول لمدار المريخ التي تبدأ بعد انتهاء مرحلة الرحلة في الفضاء، وتنتهي حين يتأكد فريق الملاحة من دخول المسبار في مدار الالتقاط.

وذكر أن المرحلة الخامسة هي مرحلة "الانتقال إلى المدار العلمي" التي تبدأ بعد دخول المسبار إلى مداره حول المريخ، وتتم فيها مناورات عدة للانتقال إلى المدار الأخير.

وأوضح أن المرحلة السادسة والأخيرة هي مرحلة "المدار العلمي" ويستمر المسبار لمدة عام مريخي كامل "687 يوماً أرضياً"، ويتم من خلاله التقاط البيانات العلمية المخطط لها.

واستعرض المهندس عمران شرف فرق عمل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، مشيراً إلى أنها تشمل فريق المحطة الأرضية وعمليات التحكم وفريق الإطلاق وفريق التخطيط الاستراتيجي والفريق العلمي وفريق تطوير المسبار وفريق إدارة المشروع وفريق ضمان الجودة وفريق العمليات.

من جانبه، قال نائب مدير المشروع لشؤون تطوير المسبار، المهندس سهيل الظفري، إن مسبار الأمل في مداره وأجهزته العلمية بحالة ممتازة، مشيراً إلى أنه يتم التأكد بشكل مستمر من سلامة المسبار وأجهزته المختلفة، مثل الأنظمة الملاحية والكهربائية.

واستعرض نائب مدير المشروع لعمليات المسبار، المهندس زكريا الشامسي، دور فرق عمل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ (مسبار الأمل)، مؤكداً أن جميع هذه الأدوار تتكامل نحو تحقيق هدف واحد، وهو نجاح مسبار الأمل في مهمته التاريخية إلى الكوكب الأحمر.

وتطرق إلى المرحلة الحالية لـ"مسبار الأمل" التي يتم الاتصال مرتين أسبوعياً وقد تصل إلى ثلاث مرات، وصولاً إلى المرحلة التالية، وهي مرحلة الدخول لمدار المريخ ثم مرحلة الانتقال إلى المدار العلمي.

ويشكل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ قصة نجاح ملهمة شارك فيها نخبة من الكوادر الوطنية الشابة التي عملت على قيادة دفة هذا المشروع التاريخي الرائد الذي يسطر أول مهمة عربية وإسلامية إلى الكوكب الأحمر.

وتستعرض وكالة أنباء الإمارات (وام) محطات في مسيرة مسبار الأمل الذي من المقرر أن يصل إلى مداره حول الكوكب الأحمر بحلول شهر فبراير من عام 2021.

ورغم جائحة "كوفيد – 19" أظهر فريق مسبار الأمل كفاءة مذهلة في التكيف مع الوضع الجديد وإعادة هيكلة خططه التنفيذية بسرعة فائقة، وهو ما توج في الإطلاق الناجح لمسبار الأمل صباح يوم 20 يوليو 2020 عند الساعة 1:58 دقيقة ضمن نافذة الإطلاق المحددة مسبقاً للمسبار.

ونجح فريق تصميم وبناء المسبار ضمن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، الذي يضم 200 من الكوادر الإماراتية المؤهلة في تخصصات الهندسة والتكنولوجيا وعلوم الفضاء، في تسريع إنجاز بناء مسبار الأمل خلال ست سنوات فقط بدأت عام 2015 في مشروع يستغرق في الحالات الاعتيادية أكثر من عقد من الزمن، وفي إطار ميزانية تعد الأقل كلفة من نوعها بالمقارنة مع نظيرتها من المشاريع العالمية.

وتتولى كوادر مواطنة متابعة رحلة مسبار الأمل من خلال محطة التحكم الأرضية في الخوانيج بدبي في مركز محمد بن راشد للفضاء التي تشرف على مختلف عمليات التحكم والتواصل مع مسبار الأمل منذ إطلاقه من جزيرة تانيغاشيما اليابانية، ويتلقى مهندسو محطة التحكم الأرضية الإشارات والرسائل والبيانات والمعلومات العلمية من المسبار.

وشهدت مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ ابتكار 200 تقنية جديدة أثناء العمل على مسبار الأمل، وإعداد 51 ورقة علمية بحثية، وتصميم وبناء 66 قطعة من المسبار داخل دولة الإمارات.

وستوفر البيانات التي يجمعها مسبار الأمل على مدار الساعة خلال سنة مريخية كاملة تناهز عامين أرضيين ثروة معرفية غير مسبوقة تضعها دولة الإمارات في متناول أكثر من 200 مؤسسة أكاديمية وبحثية حول العالم، لرسم صورة واضحة عن مناخ الكوكب الأحمر وطقسه اليومي وتضاريسه وتفاوت درجات الحرارة على سطحه وظواهره الجوية.

تويتر