المهمة العلمية تستغرق عامين

فريق استكشاف المريخ يبدأ تحليل البيانات المستقبلة من «مسبار الأمل»

صورة

أفاد فريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، بأن المسبار يبعد مسافة 95 ألف كيلومتر عن الأرض، وهذه المسافة قطعها منذ لحظة إطلاقه في الساعة 1:58 دقيقة صباح أمس (بتوقيت الإمارات)، على متن الصاروخ، من جزيرة تانيغاشيما اليابانية، حتى موعد المؤتمر الصحافي الذي نظمه مركز محمد بن راشد للفضاء بمقره الساعة الواحدة ظهراً أمس، موضحاً أنه بدأ بتحليل البيانات المستقبلة من المسبار، وفريق عمل المسبار يعمل على مدار الساعة لمدة أسبوعين مقبلين لمتابعة عمل المسبار.

من جانبه، أكد وزير الدولة لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، أن نجاح انطلاق المسبار إنجاز كبير، وله انعكاسات إيجابية عدة، أبرزها تطوير كوادر بشرية في الدولة في مجال الفضاء، مضيفاً: «لدينا 200 مهندس إماراتي وخمسة مراكز معنية بالفضاء، أبرزها المركز الوطني لعلوم الفضاء في جامعة الإمارات، والذي تصل ميزانيته المبدئية 200 مليون درهم، كما تم إلهام وإشراك 60 ألف طالب وطالبة بمخرجات المشروع، وإنجاز 51 ورقة علمية بحثية وتطوير 66 قطعة من المسبار داخل الدولة، وتطوير 200 تقنية جديدة خلال العمل على المسبار».

وحول طموح الإمارات لمرحلة ما بعد المريخ، قال الفلاسي، إن الإمارات حققت إنجازات كبيرة في فترة زمنية وجيزة مقارنة مع دول أخرى لها باع طويل في هذا القطاع، فمن تصنيع الأقمار الاصطناعية «خليفة سات» وإرسال أول رائد فضاء إماراتي إلى المحطة الدولية للفضاء، وإرسال أول مسبار عربي إسلامي لاستكشاف المريخ، فإنها باتت في مصاف الدول التي تنافس في مجال صناعة الفضاء، كما أن تركيزنا خلال الفترة الحالية ينصب على إتمام المهمة على أكمل وجه، لاحتوائها على تحديات كبيرة ونجاح أكبر، سيحققه المشروع عند البدء بإرسال البيانات.

من جانبه، أكد مدير مشروع «مسبار الأمل»، المهندس عمران شرف، أن المسبار بحالة جيدة، وستستغرق رحلته إلى المريخ سبعة أشهر، كما ستبدأ مهمته العلمية في فبراير 2021، لافتاً إلى أن المعلومات التي سيوفرها المسبار ستكون متاحة لجميع دول العالم في منصة علمية يستفيد منها العلماء لإجراء بحوثهم، مؤكداً أن مشروع المسبار علمي وليس تجارياً. وأضاف أن «فريق المحطة الأرضية يعمل حالياً على مدار الساعة على مدى أسبوعين وقد تقل المدة لأسبوع اعتماداً على الحالة الصحية للمسبار، فيما تبلغ مدة الاتصال الواحدة بالمسبار نحو ست ساعات»، منوهاً بأن «المنصة العلمية جاهزة لنشر المعلومات الواردة من المسبار، وسيتم الإعلان عن ذلك لاحقاً، فيما ستكون المرحلة المقبلة هي الانتقال إلى الكوكب الأحمر في شهر فبراير وتحديداً الـ30 دقيقة التي تسبق دخول المسبار مداره المريخي، إذ إنها مرحلة دقيقة».

وقال شرف لـ«الإمارات اليوم»: «صممنا المسبار لتكون مدة عمله (عمره الافتراضي) سنتين مريخيتين بما يعادل أربع سنوات أرضية، وخططنا لإنجاز المهمة العلمية للمسبار في سنة مريخية، بما يعادل سنتين أرضيتين، ولذلك إذا انتهينا من المهمة خلال السنة المريخية الأولى، سيكون لدينا فرصة سنة مريخية أخرى لإضافة مهام أخرى للمسبار فيها، وسيتم تحديد هذه المهمة في وقت لاحق، قبل انتهائه من مهمته الرئيسة».

وحول تأثر تأخير إطلاق المسبار لمدة خمسة أيام عن أول موعد لذلك في 15 يوليو، على موعد بدأ المسبار في تنفيذ مهمته، أوضح: «لدينا نافذة فعلية للإطلاق، محددة في المدة من 15 يوليو الجاري حتى الثالث من أغسطس المقبل، وتمكنا خلال هذه النافذة من إطلاق الصاروخ H2A الذي يحمل المسبار بنجاح»، مضيفاً أن الفريق وضع لكل يوم من أيام هذه النافذة، خططه وسيناريوهاته الخاصة، ويختلف في كل يوم مواعيد الإطلاق والانفصال والاتصال الأولي بالمسبار، وتمت دراسة هذه السيناريوهات واختبارها قبل الإطلاق، وبناء على هذه الخطط وتلك السيناريوهات فإنه لم نتأخر بشكل كبير في الإطلاق، ومن ثم لن يؤثر ذلك في موعد بدء المهمة العلمية للمسبار.

وأكد أن المهمة العملية للمسبار سوف تبدأ في موعدها المحدد، في شهر فبراير المقبل، وهذا الموعد يعتمد على عمل الفريق الذي يستطيع تخطيط بدء هذه المهمة، إذ يستطيع تحديد الوقت الذي يصل فيه المسبار إلى مداره المريخي أو يصل في فترة معينة على حسب استخدام الوقود المزود به المسبار، لافتاً إلى أنه في حال انتهاء المسبار من مهمته، سوف يتم إدخاله في المدار الخاص بالمسابير التي انتهت مهمتها.

ولفت إلى أن فريق المحطة الأرضية سيعمل على مدار الساعة خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن نظام المناوبات، لمتابعة المسبار في طريق رحلته نحو المريخ، ومن المتوقع تقليل هذه المدة إلى أسبوع واحد فقط، في حال سير الأمور بحسب خطة العمل التي تم وضعها في وقت سابق، على أن يتم الاتصال به بعد ذلك مرتين إلى ثلاث مرات لمدة ست أو سبع ساعات أسبوعياً، بالاعتماد على التقييمات التي تحصل خلال الأيام المقبلة.

تتويج

كانت لحظة إرسال أول إشارة للمسبار بعد نحو 70 دقيقة من مغادرة منصة الإطلاق إحدى أهم اللحظات، التي كان يترقبها فريق عمل المحطة الأرضية بمركز محمد بن راشد للفضاء، كونها تتوج سنوات من البحث والتطوير والاختبارات المختلفة لتشكل برنامجاً معرفياً علمياً شاملاً أصبح بمثابة خارطة لابتكار حلول وتطوير نظم وعمليات لوجستية وهندسية وعلمية لمشروعات الفضاء الوطنية المستقبلية.

تقنية مختلفة

يُشار إلى أن تقنيات الفضاء العميق والتعامل مع المسافات الفضائية البعيدة جداً مختلفة وتجعل من عمليات الاتصال مع المسبار وتلقي البيانات والإحداثيات منه عملية دقيقة تحتاج إلى برمجيات ومنظومات اتصال مختلفة عن تلك الموجودة ضمن الأقمار الاصطناعية العادية التي توجد في مدار كوكب الأرض. وكان فريق عمل المسبار في المحطة الأرضية داخل الدولة طوّر وسيلة اتصال بموجات الراديو بالاتجاهين مع المسبار لتخطي تحدي المسافات متناهية البعد التي سيقطعها في رحلته نحو المريخ.


95

ألف كيلومتر قطعها «مسبار الأمل» منذ انطلاقه حتى الواحدة ظهر أمس.

- فريق المحطة الأرضية يعمل على مدار الساعة خلال الأسبوعين المقبلين لمتابعة المسبار.

تويتر