جمهور الوطن العربي شارك في اختيار اسمه

«مسبار الأمل».. 6 سنوات حوّلت «حُلم المريخ» واقعاً

صورة

بدأ «مسبار الأمل» رحلته التي تستمر سبعة أشهر حتى يصل إلى الكوكب الأحمر، وجاء المسبار بمبادرة استراتيجية وطنية أعلن عنها صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قبل ست سنوات، في 16 يوليو 2014، لتكون دولة الإمارات بذلك واحدة من بين تسع دول فقط تطمح إلى استكشاف هذا الكوكب، وبه يتحقق حُلم زايد، ويحمل أمل العرب في مستقبل أكثر طموحاً.

وباتت فكرة وصول العرب إلى المريخ قاب قوسين أو أدنى من التحقق، مع انطلاق المسبار ذي الشكل السداسي باتجاه الكوكب الأحمر، ليحط رحاله على المريخ تزامناً مع احتفالات الإمارات بيوبيلها الذهبي ومرور 50 عاماً على إعلان الاتحاد عام 1971.

وكالة الإمارات للفضاء، التي تأسست بمرسوم اتحادي عام 2014، تتولى الإشراف العام على المشروع، فيما تولى مركز محمد بن راشد للفضاء (MBRSC) مراحل التصميم والتطوير والتنفيذ لإرسال المسبار للفضاء، ليقدم أول دراسة شاملة عن مناخ كوكب المريخ وطبقات غلافه الجوي المختلفة عندما يصل إلى الكوكب الأحمر بداية عام 2021، وذلك بالتزامن مع الاحتفال باليوبيل الذهبي للدولة (ذكرى مرور 50 عاماً على قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة).

وكان صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، دعا جميع أبناء الوطن العربي إلى المشاركة في تحديد اسم لـ«المسبار»، وتفاعل الآلاف مع هذه الدعوة، وقدموا العديد من الأسماء المقترحة، ليعلن سموّه في مايو عام 2015، خلال الحفل عن الاسم الذي تم اختياره لمسبار المريخ، الذي يمثل أول مشروع عربي وإسلامي للوصول إلى الكوكب الأحمر.

وقال سموّه: «مشروع الإمارات للمريخ هو رسالة أمل للشباب العربي، ولا مستقبل ولا إنجاز ولا حياة من دون الأمل». كما أكد سموّه، أن «مشروع المريخ هو استثمار استراتيجي في الإنسان، والاستثمار في الإنسان هو استثمار رابح، والاستثمار في العلم والمعرفة سترى نتيجته أجيال كثيرة مقبلة بإذن الله».

وتولى فريق من شباب الإمارات، بلغ عددهم أكثر من 200 شاب وشابة، التخطيط والتصميم لتنفيذ المسبار، واعتمد أفراد الفريق على مهاراتهم واجتهادهم لاكتساب جميع المعارف ذات الصلة بعلوم استكشاف الفضاء وتطبيقها بأيديهم من الألف إلى الياء، حيث إنه جرى تصنيع 600 قطعة ميكانيكية منه في الدولة، كما أنه لم يتم استيراد أي من التقنيات الرئيسة التي يقوم عليها المشروع، بل يتم تصميمها وتصنيعها وتجميعها محلياً على أيدي خبرات وإمكانات محلية، أما المعرفة التقنية اللازمة لذلك، فقد جرى تطويرها محلياً، من خلال تدريب فريق المشروع من الشباب الإماراتيين، عبر الشراكات الاستراتيجية مع جهات أكاديمية علمية، عوضاً عن توريد التقنيات من الوكالات والشركات العالمية المتخصصة في مجال الفضاء.

وحسب التقرير الصادر عن مركز محمد بن راشد للفضاء، بعنوان «حقائق عن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ - مسبار الأمل»، فإنه يستهدف تحقيق أهداف عدة، أبرزها تطوير برنامج فضائي وطني قوي، وبناء موارد بشرية إماراتية عالية الكفاءة في مجال تكنولوجيا الفضاء، وتطوير المعرفة والأبحاث العلمية والتطبيقات الفضائية التي تعود بالنفع على البشرية، والتأسيس لاقتصاد مستدام مبني على المعرفة وتعزيز التنويع وتشجيع الابتكار، والارتقاء بمكانة الإمارات في سباق الفضاء لتوسيع نطاق الفوائد، وتعزيز جهود الإمارات في مجال الاكتشافات العلمية، وإقامة شراكات دولية في قطاع الفضاء لتعزيز مكانة دولة الإمارات، فضلاً عن أن «مسبار الأمل» يحمل رسائل فخر وأمل وسلام إلى المنطقة العربية، ويهدف إلى تجديد العصر الذهبي للاكتشافات العربية والإسلامية.

ويؤكد مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ دوره في إثراء المعرفة البشرية في مجال الفضاء، إضافة لدور أكبر على كوكب الأرض، حيث يعدّ المشروع إحدى المحطات الاستراتيجية لحكومة الإمارات في قطاع الفضاء ومبادرة رئيسة لتحقيق رؤيتها لمستقبل التنمية محلياً وإقليمياً، ويجسد «مسبار الأمل» طموحات الدولة ورسالتها الإيجابية للمنطقة والعالم بأهمية مواصلة العمل بشغف، ومواجهة الظروف والمتغيّرات والتحديات بإصرار، لإيجاد الحلول الهادفة لخير الناس والإنسانية، ما يعكس رؤى القيادة الرشيدة للدولة في هذا الشأن.

وأكد التقرير أن أهم إنجاز حققه مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، هو الخبرات العلمية المهمة التي اكتسبها فريق العمل الوطني، وتؤهله إلى قيادة عمليات بناء قطاع فضائي متقدم ومستدام في الدولة، باعتباره من أهم ركائز التقدم العلمي في المستقبل، وهذا الفريق هو أمل دولة الإمارات في هذا الشأن، خلال المرحلة المقبلة بما تراكم لديهم من خبرات علمية مهمة بعملهم في هذا المشروع العالمي النوعي.

ويستهدف مشروع الإمارات لاستكشاف الفضاء «مسبار الأمل»، تقديم دراسة شاملة عن مناخ كوكب المريخ وطبقات غلافه الجوي المختلفة، عندما يصل إلى الكوكب الأحمر، وستمنح هذه الدراسة العلماء نظرة أعمق عن ماضي ومستقبل كوكب الأرض، وكذلك إمكانات إيجاد حياة على كوكب المريخ وعلى الكواكب الأخرى.

كفاءات وطنية

يضم فريق العمل الذي أشرف على عمليات تجهيز «مسبار الأمل» للانطلاق، نخبة من الكفاءات الوطنية الشابة، تؤمن بقدراتها التي سعت إلى تطويرها خلال الفترة الماضية، خصوصاً أن معظمها كانت ضمن فريق تصميم وتصنيع القمر الاصطناعي «خليفة سات»، الذي يُعدّ أول عمل وطني 100% جرى على أرض الدولة.


- «مشروع الإمارات للمريخ رسالة أمل للشباب العربي.. واستثمار استراتيجي في الإنسان».

- «المشروع يعد إحدى المحطات الاستراتيجية لحكومة الإمارات في قطاع الفضاء ».

- 600

قطعة ميكانيكية في المسبار صُنّعت في الدولة.

تويتر