تزاحم في سوق العطارة بحثاً عن وصفات ضدّ «كورونا»

أكد أصحاب محال عطارة أن الخوف من فيروس كورونا أسهم في رواج منتجات عشبية، مثل البان والحبة السوداء والمر والزنجبيل والحرمل والكينا والشيح والسمسم والكركم، إذ دفع كثيرين إلى تجربة كل ما هو متاح لتجنب الإصابة به، وزيادة مناعة أجسامهم.

وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن زيادة الإقبال على هذه المنتجات أسهمت في رفع أسعارها، مشيرين إلى وجود وصفات تقليدية وأعشاب تزيد مناعة الجسم، وتحارب الزكام، فضلاً عن استخدامها في تعقيم المنازل.

وأضافوا أن معظم المستهلكين كانوا يحملون صور أعشاب لأنهم لا يعرفون أسماءها.

وأكد مستهلكون أنهم شاهدوا وصفات وخلطات على مواقع التواصل الاجتماعي، ولجأوا إليها لتقوية مناعة أجسامهم.

وقالوا إن هذه الأعشاب لا تضر، وتقوي الجهاز المناعي.

في المقابل، حذر طبيب من المبالغة في استخدام الأعشاب، موضحاً أن بعضها يحتوي على مواد تسبب الحساسية.

وأكد عدم وجود دراسات حول فوائد الوصفات التي تروج لها مواقع التواصل، فضلاً عن عدم وجود دليل على أنها تحمي من «كورونا».

وتفصيلاً، أكد عاملون في محال عطارة وأعشاب بالشارقة أنهم استقبلوا خلال أزمة «كورونا» أشخاصاً كثيرين ممن يسألون عن خلطات ووصفات لعلاج «كورونا»، والحد من انتشاره، كما طلب بعضهم مواد تستخدم في تعقيم أجواء المنازل.

وأضافوا أن معظم الأشخاص الذين زاروهم لم يكونوا يعرفون أسماء الأعشاب التي يودون شراءها منهم. وبدلاً من الأسماء، حملوا على هواتفهم فيديوهات وصوراً منقولة عن مواقع التواصل الاجتماعي و«يوتيوب»، طالبين شراءها أو خلطها، لمكافحة «كورونا».

وأشاروا إلى أن أكثر الأعشاب التي كان عليها طلب خلال الأشهر الثلاثة الماضية، البان، وهو ما زاد سعر الكيلوغرام الواحد إلى أكثر من 200 درهم، ومادة المر الطبيعية التي تستخدم للتعقيم وعلاج بعض الحالات المرضية، وبلغ ثمن بعض أصنافها 600 درهم للكيلوغرام، كما راجت مساحيق الزنجبيل، والكركم، والحبة السوداء، وإكليل الجبل.

وأكد التاجر، إسماعيل مسعود، أن الأعشاب التي يعتقد البعض أنها تزيد المناعة، ارتفعت بشكل ملحوظ خلال فترة أزمة «كورونا»، مشيراً إلى زيادة مبيعات الزنجبيل والقرفة وخل التفاح وورق النعناع والشاي الأخضر والبان والمر. وهو يعزو ذلك إلى رواج الاعتقاد بين المواطنين والمقيمين بأنها تساعد على تعقيم المنازل، والحد من الإصابة بفيروس كورونا.

وأضاف أن معظم الزبائن الذين يطلبون أعشاباً خاصة بزيادة المناعة هم من النساء والفتيات.

وأكد أن معظم المسنين والمسنات يرون أن الأعشاب الطبيعية التي تستخدم للوقاية من الأنفلونزا والأمراض التنفسية، فعالة، ولا تتسبب في حدوث أضرار جانبية، ومنها على سبيل المثال، الثوم والزنجبيل والليمون والكمون والكركم، كما أنها مضادة للجراثيم والفيروسات والفطريات والطفيليات.

ولفت إلى أنه فوجئ بوصفات وخلطات يتهافت عليها كثير من أفراد المجتمع، ويبحثون عنها في سوق العطارين لوقاية أنفسهم من الإصابة بفيروس كورونا.

وقالت المستهلكات: لمياء مزين، وفاطمة فتحي، و«أم سعيد»، إنهن يلجأن إلى طب الأعشاب لمعالجة العديد من الأمراض. وأكدن أخذ وصفات طبية عبر المواقع الاجتماعية ومنصة «يوتيوب» للوقاية من مرض «كورونا»، كما أنهن بحثن عبر الإنترنت عن الأعشاب التي تزيد مناعة الجسم تجاه الفيروسات، وتوجهن إلى سوق العطارة لشرائها.

وتابعن أنهن يحضرن لأبنائهن وأزواجهن خلطات عدة لتقوية مناعتهم، لافتات إلى تداول خلطات تتضمن معايير آمنة ودقيقة - وفق تعبيرهن - على بعض مواقع التواصل الاجتماعي.

وذكرت «أم عمر» أن «أوراق الكينا والقرنفل تعتبر معقماً طبيعياً»، وفقاً لما شاهدته في إحدى قنوات «يوتيوب» المعروفة، والمخصصة للطب البديل.

وأوضحت أنها تستعمل، إضافة إلى الكينا، الحبة السوداء، والعسل، وتقدم الخليط لأسرتها قبل الإفطار يومياً.

وأكدت نوال علي أن العسل والزنجبيل والبابونج والزعتر والميرمية لا تؤثر سلباً في الصحة، ولا تؤدي إلى مفعول عكسي، وتعتبر نوال هذه الأعشاب فعالة ضد نزلات البرد وأمراض الجهاز التنفسي، وهي من أعراض «كورونا».

في المقابل، قال الدكتور أحمد محمد الحمادي، وهو من العاملين على مكافحة فيروس كورونا ميدانياً، إن المخاوف من الفيروس دفعت كثيراً من أفراد المجتمع إلى البحث عن بارقة أمل.

وأضاف أن «هناك دراسات لعلماء صينيين، يروجون من خلالها لاستعمال أعشاب طبيعية لتخفيف أعراض (كورونا)، وقد انتشرت هذه الدراسات على مواقع التواصل الاجتماعي، وشجعت كثيرين على التوجه نحو الطب البديل والأعشاب الطبيعية، على الرغم من عدم وجود براهين علمية على فعاليتها في علاج أو تخفيف الأعراض الناتجة عن الإصابة بالفيروس»، مشيراً إلى أن «العلاج بالأعشاب يفتقر لدراسات لتأكيد فعاليته».

وقال: «لا يمكن للطبيب أن ينصح مرضاه بالاتجاه نحو هذه النوعية من العلاجات، لأن تأثيرها غير محدد علمياً، وبعضها يهيج حساسية الجلد».

وحذّر من اللجوء إلى الوصفات الموجودة على منصات التواصل الاجتماعي، لأن «بعضها تحتوي مواد تسبب الحساسية وتهيجها في حال استخدامها بطريقة خاطئة».

خلطات المناعة

تصدر الثوم والكركم والزنجبيل اهتمامات المواطنين، منذ مطلع مارس الماضي، إلى جانب مواد أخرى، مثل الحلتيت والمُرّ وخلّ التفاح والسمسم، وبهارات كالقرفة واليانسون والفلفل والكمون وغيرها.

وأكد عاملون في محال عطارة أن معظم الزبائن يسألون عن الخلطات التي تزيد مناعة الجسم، أو تعالج السعال، ونزلات البرد.

600

درهم سعر الكيلوغرام من بعض أصناف مادة المر الطبيعية التي تستخدم للتعقيم.

200

درهم سعر الكيلوغرام من البان، بسبب زيادة الإقبال عليه خلال الأشهر الأخيرة.

- «تأثير الوصفات والأعشاب غير محدد علمياً، وبعضها يهيّج حساسية الجلد».

- «معظم الزبائن الذين يطلبون أعشاباً خاصة بزيادة المناعة هم من النساء».

- البان والمر والحرمل والكركم والزنجبيل الأكثر رواجاً.

الأكثر مشاركة