التزاماً بالإجراءات الاحترازية لتفادي انتشار فيروس «كورونا»

جنائز افتراضية وخيم عزاء «عن بُعد».. عبر مواقع التواصل

ذوو متوفين نشروا أرقام هواتفهم على الـ «سوشال ميديا» لتلقي التعازي. أرشيفية

أبدى مواطنون ومقيمون في الدولة التزامهم بالإجراءات الاحترازية، بعدم السماح لآخرين بالمشاركة في دفن موتاهم، وتأدية صلاة الجنازة عليهم، وإقامة خيم العزاء، للحد من انتشار فيروس «كورونا»، مشيرين إلى أنهم نشروا أرقام هواتفهم على الـ«سوشيال ميديا» ومجموعات الـ«واتس أب» لتلقي التعازي «عن بُعد» هاتفياً، منعاً للاختلاط، وحفاظاً على صحة وسلامة الجميع.

وقال المواطنون جاسم عبيد، وعبدالله عرفان، وبدر الخالد، والمقيمون صلاح السعيد، ومحمود الهاني، ورائد لبد، إن إجراءات دفن موتاهم كانت مقتصرة على عدد قليل من الأقرباء من الدرجة الأولى، مع متابعة من الأصدقاء والمعارف والمحبين عبر مواقع التواصل، تخللها كثير من عبارات الدعاء بالرحمة للمتوفى.

وأضافوا أنهم تجنبوا إقامة خيم العزاء التزاماً بالإجراءات الاحترازية لتفادي انتشار فيروس «كورونا» ضمن الإجراءات الوقائية الصحية. واكتفوا بتلقي عبارات المواساة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وشرحوا أنهم نشروا أرقام هواتفهم على الـ«سوشال ميديا» وعبر قروبات «واتس أب»، لتلقي التعازي من الراغبين في مواساتهم، لافتين إلى أن عدداً من الأشخاص طلب الحضور إلى المنزل للعزاء، لكنهم رفضوا ذلك، التزاماً بالإجراءات الاحترازية.

وأوضحوا أنهم ملتزمون بإجراءات التباعد وعدم استقبال أي معزٍ من الآخرين، كما رفضوا مشاركة غير الأقارب في إجراءات الدفن والصلاة على الجنازة.

وأضافوا: «في حال رفع الإجراءات الاحترازية بعد مكافحة فيروس كورونا بشكل كامل، يمكن للأقارب والأصدقاء الذهاب إلى المقبرة لتأدية صلاة الجنازة على قبر الميت».

من جهته، قال مدير إدارة الإفتاء في دبي، الدكتور أحمد بن عبدالعزيز الحداد، إن «الصلاة على الميت المسلم فرض كفاية على الأحياء، كغسله وتكفينه ودفنه. ويسقط الفرض بصلاة رجل واحد، فمن أداها فقد أدى فرض الكفاية وسقط الحرج عن الباقين. ومن فاتته الصلاة عليه خوفاً من الوباء، وأراد ألا يحرم الأجر بالصلاة عليه، فإن أجرها عظيم، كما صح في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من شهد الجنازة حتى يصلي، فله قيراط، ومن شهد حتى تدفن كان له قيراطان) قيل: وما القيراط؟ قال: (مثل الجبلين العظيمين)».

وأوضح أن من كان حريصاً على الأجر وعلى نفع الميت بالشفاعة له، فإن له أن يصلي عليه غائباً وهو في بيته، ولو كان بعيداً عن بلد الميت، فقد صلى النبي عليه الصلاة والسلام على النجاشي - رضي الله عنه - يوم وفاته وهو في المدينة والنجاشي بالحبشة.

وأشار إلى أن من حضر المقبرة، وقد دُفن الميت صلَّى عليه حاضراً، وهو في قبره، كما فعل النبي عليه الصلاة والسلام في شأن المرأة التي ماتت ودفنها الصحابة، رضي الله عنهم في الليل؛ فإنه صلى الله عليه وسلم لما علم بموتها في الصباح، قال «دلوني على قبرها» فأتى قبرها فصلى عليها.

وأوضح أن هذه الصلاة صلاةٌ على ميت حاضر؛ لأنه واقف على قبره، ويستمر جواز الصلاة على الميت لمن لم يكن قد صلى عليه حاضراً كان أو غائباً، من حين تمام غسله وتكفينه إلى بداية تحلله.


قبول مجتمعي

قال مدير خدمة جنائز الإمارات، عبدالله حسين المرزوقي، إنه يبادر إلى نشر أسماء وأرقام أبناء وأشقاء وأقرباء المتوفى من الدرجة الأولى عبر حسابات الخدمة على الـ«سوشيال ميديا» والـ«واتس أب»، بناءً على رغبتهم.

وأكد أهمية نشر ثقافة التعزية عن بُعد، عبر الهاتف، بعد تعذر إقامة خيم العزاء والمشاركة في الصلاة على الميت، وحضور الدفن.

وأضاف أن الخدمة تلاقي قبولاً من شريحة واسعة من أفراد المجتمع.

وأن البعض يتساءل عن مكان الدفن والعزاء، فيبلغهم بأن عليهم الالتزام بالإجراءات الاحترازية، والتعزية عبر الهاتف، وعدم التوجه إلى المقابر أو المنازل.

أحمد الحداد: «صلاة الغائب على الميت في البيت جائزة».

 

تويتر