نادي دبي للصحافة ينظم ورشة تفاعلية عن بُعد حول "صحافة البيانات والعروض البصرية"

نظّم نادي دبي للصحافة بالتعاون مع مختبر "جوجل للأخبار"، ورشة عمل تفاعلية عن بُعد عبر برنامج Google Hangouts شارك فيها أكثر من 75 من الصحافيين والصحافيات العرب العاملين في المؤسسات الإعلامية داخل الدولة وخارجها ودارت حول "صحافة البيانات" التي تحولت بحكم التطورات المستقبلية وما يشهده العالم من متغيرات سريعة إلى جزء مهم من العمل الصحافي، خاصة وأن أزمة فيـروس كوفيد-19 انتشاراً أكبر لصحافة البيانات بعد أن أصبحت الأرقام المتعلقة بها مسألة يومية يتم تداولها وتحليلها من قبل الحكومات والجهات المعنية بمكافحة تداعيات هذا الوباء.

وأكدت مديرة نادي دبي للصحافة  ميثاء بوحميد، إن ورشة "صحافة البيانات والعروض البصرية"، تعد الفعالية الرقمية الثالثة للنادي والتي تأتي ضمن سلسلة من الانشطة التي ينظمها دبي للصحافة عن بعد حرصاً منه على مباشرة دوره في تعزيز العمل الإعلامي العربي على الرغم من الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم أجمع جراء انتشار جائحة كورونا المستجد.

وأضافت بوحميد، أن أزمة فيروس كورنا المستجد فرضت انتشاراً أكبر لصحافة البيانات نظراً لأهميتها الإعلامية في إدارة الأزمة، حيث وجد الصحفيون أنفسهم في مهمة صعبة، من جهة بسبب تحليل الكم الكبير من الأرقام الواردة يومياً من الحكومات والجهات المعنية بهذه الجائحة، ومن جهة ثانية بسبب الحاجة إلى نقل الأخبار بصفة آنية والتثبت منها وسط كم كبير من الشائعات المرتبطة بالجائحة، لذلك كان لِزاماً على النادي أخذ زمام المبادرة انطلاقاً من دوره في الارتقاء بالعمل الإعلامي ومساعدة الصحافيين في مختلف انحاء المنطقة على مواكبة التطور الرقمي الذي يشهده العالم وتنظيم هذه الورشة لما يعود بالنفع على الجميع سواء من القائمين على العمل الإعلامي أو جمهور المتلقين". 

كما أكدت مديرة نادي دبي للصحافة اعتزاز النادي بكون شريكه في تقديم قيمة مضافة للعاملين في المجال الصحافي والإعلامي شركة عالمية في حجم Google، معربة عن شكرها للقائمين على مبادرة "جوجل للأخبار"، منوهة بحرص النادي على التعاون مع شركائه لبناء مستقبل أقوى للصحافة، من خلال الارتقاء بجودة ما تقدمه من محتوى وتطوير نماذج أعمال تسهم في تحقيق نمو مستدام، علاوة على الإسهام في تمكين المؤسسات الإخبارية عبر نشر الوعي بأساليب وأدوات الابتكار التقني.

وركزت ورشة العمل على تدريب الصحافيين العرب على تحليل البيانات وطريقة عرضها بصورة واضحة وجاذبة للعين، وكيفية انشاء لوحات المعلومات التفاعلية، وتحليلات نماذج البيانات الضخمة الواردة ضمن التقارير الرسمية، والدراسات العلمية المرتبطة بعلوم الفيروسات والأوبئة بشكل عام، إلى جانب التعرّف على أبرز المصادر للحصول على البيانات المقدمة من "جوجل"، وأدوات البحث مثل Flourish Data GIF Maker، التي تساعد الصحافيين على عرض قصصهم بشكل مختلف، وغيرها من المهارات المستقبلية المهمة.

من جهتها، قالت مديرة قسم الاتصالات والعلاقات العامة في Google الشرق الأوسط وشمال أفريقيا  جويس باز، نلتزم في جوجل بمشاركة المعرفة مع الجميع من أجل تعميم الفائدة، وزيادة الثقافة حول التقنيات الجديدة، ومن أهمها اليوم صحافة البيانات التي باتت عنصراً مؤثراً في العديد من المجالات، ومن بينها الإعلام، ويسعدنا أن نقدم محتوى هذه الورشة من خلال شراكتنا الراسخة مع نادي دبي للصحافة لتكون معيناً للصحافيين العرب على استيعاب حقائق جديدة حول صحافة البيانات والعروض البصرية التي باتت تشكل قاسماً مشتركاً في بناء وتشكيل مستقبل العديد من القطاعات بما يتسم به من مميزات تعين على تسهيل المهام والقيام بها بسرعة ودقة عالية.

وخلال الورشة التي عُقدت عن بُعد وشارك فيها عدد من الإعلاميين والصحافيين في المنطقة العربية، قالت سامية محمد عايش، زميلة التدريس في مبادرة جوجل للأخبار بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا: تساعد "صحافة البيانات" الصحافيين في تكوين فهم أوضح للمعلومات والأرقام المنتشرة، وفهم "مؤشرات جوجل" بما في ذلك استيعاب السلوك البحثي للمستخدمين عند البحث عن موضوعات معينة، والإلمام بطريقة عمل أدوات مثل Data GIF Maker  والتي تساعد في عرض نتائج الاستبيانات بطريقة بصرية مختلفة، واستكشاف النماذج المصممة والموجودة عبر Flourish والتي تمكنهم من تصميم الرسوم البيانية ومواد الجرافيكس الخاصة بقصصهم.

وأضافت عايش، يجمع علم البيانات بين ثلاث حزم رئيسية من المهارات والمعارف، تبدأ بعلوم الإحصاء والرياضيات، ثم مهارات البرمجة، وخاصة الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة التي تتيح نقل البيانات من المواقع الإلكترونية إلى برامج جمع البيانات مثل: Google Sheets، وكيفية تنظيم البيانات فيها، وثم المعارف المرتبطة بطبيعة المجال الذي يتم رصد بياناته وتحليلها.

وأوضحت عايش خلال الجلسة أن مجال علوم البيانات كان من بين أكثر المجالات طلباً في سوق العمل في العالم خلال الأعوام القليلة الماضية، ومع الحاجة إلى العمل على مدار الساعة لجمع البيانات وتنقيحها وتنظيمها وتحليلها، تمثل مسألة الدقة نقطة جوهرية في العمل الصحافي، خاصة مع وجود تضارب في بعض الأحيان بالمعلومات الرسمية الواردة من الجهات المعنية بموضوع البحث، حيث تهدف هذه الصحافة إلى استغلال قواعد البيانات واستخراج المعلومات ذات الصلة لتحليلها وتقديمها للجمهور بصورة جذابة من خلال رسومات الحاسوب ورسم الخرائط وأدوات الغرافيك الأخرى.

وأكدت عايش أن أمام الصحافيين في منطقة الشرق الأوسط وتحديداً في دولة الإمارات فرصة مثالية لتبني منهجيات "صحافة البيانات" نظراً لكمية المعلومات المفتوحة التي توفرها حكومة الإمارات في إطار الشفافية وتشجيعاً على نفاذ الصحافيين والمؤسسات الإعلامية وكافة المعنين إلى البيانات والأرقام المتوفرة، ومن جهة أخرى نظراً لتطور البنية التحتية الرقمية وقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في الدولة وسهولة مواكبة المؤسسات الصحافية الإماراتية للتطورات التكنولوجية بجانب توفر الأدوات وبرامج الحوسبة المتقدمة التي تؤهلها للقيام بدور لافت لتحويل البيانات البسيطة إلى قصص صحافية شيقة.

يُذكر أن نادي دبي للصحافة يعمل من خلال تعاون وثيق مع شركائه في مختلف المؤسسات الإعلامية المحلية والإقليمية والعالمية على تقديم محتوى معرفي يسهم في الارتقاء بالقدرات المهنية للعاملين في المجال الإعلامي ويصقل من مهاراتهم بما يعين على تحقيق مزيد من التميز للإعلام العربي ويؤكد مواكبة العاملين فيه لأحدث التقنيات والتطورات العالمية ذات الصلة.

تويتر