نزح عن أراضيه ليصطدم بغياب أبسط مقومات الحياة

«مبادرات محمد بن راشد العالمية» توفر مياهاً نقية لشعب الغواراني

صورة

شهد عام 2019 وصول «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، ضمن محور المساعدات الإنسانية والإغاثية، إلى 17 مليون إنسان، أثّرت إيجاباً في حياتهم.

ومن القصص المؤثرة في هذا المحور، قصة شعب الغواراني، الذي نزح عن أراضيه ليصطدم بغياب أبسط مقومات الحياة في أماكنه الجديدة.

وهؤلاء هم السكان الأصليون لغابة الـ400 مليار شجرة، التي توفر أكثر من 20% من أكسجين الأرض، وتشكل «رئة الكوكب». وكانوا قد نزحوا من موطنهم، حيث يجري نهر الأمازون، بحثاً عن الرزق، بعد حدوث حرائق هائلة، متكررة، أتت على الأخضر واليابس في موطنهم، على مدى عقود.

وانتهى مطاف النزوح بـ300 أسرة منهم في حي باراجيم قرب مدينة ساو باولو، جنوب البرازيل، ليجدوا الماء محيطاً بهم من كل صوب، ولكن من دون قطرة للشرب. واستمرت معاناتهم من شح مياه الشرب عشرات السنين، إلى أن تولت «مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية» توفير محطتين مركزيتين لتنقية المياه لهم باستخدام الطاقة النظيفة.

وزودت المؤسسة مدرسة القرية بنظام جديد لمعالجة مياه الصرف الصحي، يعمل بالطاقة الشمسية، هو الأول من نوعه على مستوى المنطقة، كما نظمت مجموعة فحوص طبية مجانية، استفاد منها 3000 شخص، وشملت كشوف مشكلات البصر والأمراض الوبائية والمزمنة، تأكيداً على أخوّة البشر، والتضامن مع الإنسان في كل مكان.

وتعمل تحت مظلة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، ضمن محور المساعدات الخيرية والإنسانية، خمس مؤسسات، هي: المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، وبنك الإمارات للطعام، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة سقيا الإمارات، ومركز محمد بن راشد العالمي لاستشارات الوقف والهبة.

كسر الحلقة المفرغة في حياة «فوز»

(فوز) خلال تسلمها رأس الماشية ليكون مصدر دخل لأسرتها.    من المصدر

ساعدت مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية كثيراً من الأشخاص على تغيير حياتهم إلى الأفضل.

ومنهم امرأة مسنة، اسمها «فوز»، كانت ترى كد زوجها وكدح أبنائها في طلب الرزق بعرق الجبين من الفجر حتى المغيب كل يوم، فتتمنى لو تجد طريقة لتعاونهم وتوفر مصدر دخل إضافي يسهم في تلبية الحد الأدنى من احتياجاتها الأساسية.

حاولت اقتراض ثمن بقرة، لكن المبلغ كبير، والمصارف تطلب ضمانات لقاء القرض، ولا تقبل اعتبار بيتها المتهالك ضمانة مقبولة.

وجاءت قافلة مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية لتكسر الحلقة المفرغة في حياة «فوز»، وتقدم لها رأساً من الماشية ليكون مصدر الدخل الإضافي الذي أرادته دائماً ولم تستطع توفيره لأسرتها. كما عاونها أحد أعضاء الوفد التابع للمؤسسة في ترميم منزلها، وتدعيم بناه التحتية. واختيرت «فوز» ضمن قائمة الأمهات المثاليات في المهرجان الدولي للأم المثالية، الذي ترعاه مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية.


حررتها من إعاقة السمع وساعدتها   على الانخراط في التعليم

«أذن سحرية» تبدّل حياة «هانا» بمبادرة من «الجليلة»

حمل مقطع فيديو قصير لطفلة صغيرة - عُرض خلال احتفالية مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية الأخيرة للإعلان عن منجزاتها الإنسانية والإغاثية والمجتمعية - قصة إنسانية حدثت في دبي، بطلتها طفلة فلبينية، اسمها «هانا سارميينتو».

ولدت «هانا» مصابة بضعف شديد في السمع، لم يلبث أن تحول إلى إعاقة صمم. وشعر أبواها بالحزن، وظنا أنها ستكون «أسيرة الصمت» طوال عمرها، لكن حياة الطفلة تبدلت بعد لجوئهما إلى مؤسسة الجليلة، إحدى أذرع مبادرات محمد بن راشد العالمية، إذ وفرت لها ما تسميه الطفلة بسعادة غامرة «الأذن السحرية».

ويظهر مقطع الفيديو كيف تحولت «هانا» من طفلة صماء بكماء إلى أخرى، سعيدة، تتمتع بالحيوية والطلاقة، وتندمج مع غيرها من الأطفال بشكل طبيعي.

وقالت والدة «هانا»، المعلمة آنالين سارميينتو، لـ«الإمارات اليوم»، إنها أنجبت طفلتها بعدما واجهت وزوجها مشكلة في الإنجاب، استمرت أربع سنوات، ثم اكتشفا بعد عام من ولادتها أنها تعاني ضعفاً في السمع.

وأضافت أن «هانا» بدأت تفقد السمع تدريجياً، حتى فقدته تماماً في الأذن اليمنى، مقابل 30% في اليسرى.

وقالت: «كان الوضع مؤلماً لنا جميعاً، فيجب أن نلمسها حتى تدرك أن هناك من يناديها أو يطلبها».

وأشارت إلى أنها وزوجها ظنا في البداية أن المشكلة مؤقتة، لكن اختبارات السمع أثبتت أنها تعاني إعاقة الصمم.

وقالت: «نتيجة الاختبارات كانت صادمة لنا. وللمرة الأولى أرى زوجي يبكي بحرارة وهو يحتضن ابنته التي انتظرنا قدومها أربع سنوات كاملة. الأمل كان معدوماً لدينا، فالصمم في بلادنا لا يعالج بسهولة، ما يعني أننا لن نستطيع الحديث مع ابنتنا، أو سماع صوتها».

وأكدت أنهما مرا بأيام صعبة، إلى أن زارا عيادة «هير لايف» للسمع في مدينة دبي الطبية، وهي إحدى شركاء مؤسسة الجليلة، وعاد إليهما الأمل مجدداً حين علما أن من الممكن أن تستعيد «هانا» السمع بعملية زراعة القوقعة، لكنهما واجها تحدياً آخر، وهو الكلفة الباهظة للعملية، إذ تزيد على 150 ألف درهم.

وتابعت الأم أن العيادة حولتهما إلى برنامج «عاون» لدعم العلاج التابع لمؤسسة الجليلة، الذي تكفل بالعملية، وسدد أكثر من 174 ألف درهم. وبعد خمسة أشهر فقط، نطقت «هانا» ــ التي كان عمرها عامين ونصف العام ــ كلمتي «أمي» و«أبي» للمرة الأولى في حياتها، لتحل فرحة عارمة في المنزل، بعد فترة طويلة من الحزن والقلق. وبمرور الوقت تعلمت الطفلة القراءة، والتحقت بالمدرسة، وهي تتلقى حالياً التعليم عن بعد، في ظل أزمة كورونا، مثل كل أقرانها.

وقالت أمها: «حياة ابنتي تبدلت تماماً بفضل مؤسسة الجليلة، لم يكن في وسعنا التكفل بالعملية دون مساهمة المؤسسة»، مشيرة إلى أنها تخبر ابنتها بذلك باستمرار، حتى تدرك قيمة العطاء وأهميته حين تكبر.

وأضافت أن «هانا» تتعامل بشكل طبيعي مع زملائها في المدرسة، وحين يسألها أحد عن الجهاز المركب في أذنها تقول: «هذه أذني السحرية، لا أسمع من دونها»، مؤكدة أنها لا تقارن نفسها بغيرها من الأطفال، وتفخر بأذنها التي لا تشبه آذان الآخرين.

من جهتها، قالت مدير برنامج «دعم العلاج» في مؤسسة الجليلة، عائشة شهداد، إن السعادة التي تقترن بتغيير حياة طفل لا يسمع ولا يتكلم، من خلال مساعدته على التحول إلى طفل يملأ الحياة صخباً، لا تقارن بأي سعادة أخرى، مؤكدة أن «المجتمع الإماراتي يستحق الثناء بمواطنيه ومقيميه، فلولا تبرعاتهم ومساهماتهم لما حدث هذا التغيير، ولا تحققت هذه السعادة».

وأضافت شهداد أن حالة «هانا» من الحالات التي لا تنسى، إذ استجابت لبرنامج العلاج بشكل يفوق التوقعات، مشيرة إلى أن «أبويها حاولا معها في البداية عن طريق سماعة متخصصة لمدة خمسة أشهر، لكن دون جدوى. وأكد الأطباء ضرورة زراعة قوقعة، إلا أنها عملية مكلفة، ولهذا قررا اللجوء إلى مؤسسة الجليلة. ومن حسن الحظ أن المؤسسة كانت بصدد إطلاق برنامج لزراعة القوقعة للأطفال، فتم تبني حالتها، وكانت النتيجة مذهلة».

وتابعت أن «والديها لعبا دوراً كبيراً في التغيير الذي حدث، ففضلاً عن سعيهما لعلاج ابنتهما، اهتما كثيراً بحالتها، وعلى الرغم من أنها كانت تخضع لجلسات تأهيل مرتين أسبوعياً، إلا أنهما كانا يكملان برنامج التأهيل في المنزل، حتى صارت تتكلم وتغني، بل إن استجابتها للحديث تفوق أقرانها الذين يعانون المشكلة ذاتها».

وأكدت شهداد أن حالة «هانا» ليست الوحيدة، إذ تكفلت المؤسسة بعلاج العشرات من الحالات المشابهة لها.

18 مليون درهم

تجاوز إجمالي إسهامات برنامج «عاون» التابع لمؤسسات الجليلة في تقديم الرعاية الطبية، خلال العام الماضي، 18 مليون درهم، استفاد منها 235 مريضاً، إضافة إلى نحو 4.9 ملايين درهم خصصت لدعم الأبحاث والدراسات الطبية. محمد فودة - دبي

تويتر