وجّه رسالة إلى المواطنين والمقيمين.. وأكد: لا مكان لليأس في قاموسنا

بالفيديو.. محمد بن زايد: الإمارات ضمن أفضل 10 دول في التصدي للوباء

صورة

وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رسالة للمواطنين والمقيمين في الدولة أكد فيها أهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية الخاصة بمواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في ما تبقى من شهر رمضان المبارك، وخلال فترة عيد الفطر، معرباً سموه عن ثقته في استجابة والتزام المواطنين والمقيمين على أرض الإمارات لكل ما يضمن سلامتهم وسلامة مجتمعهم.

ولي عهد أبوظبي:

- «كل إصابة جديدة تؤثر على الآخرين بشكل مباشر أو غير مباشر، وتشكل عبئاً على خط المواجهة الأمامية».

- «التحدي الكبير الذي نواجهه هو ما يشهده العالم أجمع، لكن الفارق هو قدرات أبنائنا وكوادرنا البشرية».

- «التقنيات الحديثة مكنتنا من التواصل وتقديم التهاني والمعايدات، والمحافظة على عاداتنا وتقاليدنا».

وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ضرورة تعاون جميع أفراد المجتمع وفئاته من مواطنين ومقيمين في الأيام المقبلة من خلال الالتزام بالإجراءات الوقائية التي تفرضها الجهات المعنية في الدولة، للحفاظ على سلامة الأرواح البشرية الغالية، مشدداً سموه على أن «عدم الالتزام يؤثر سلباً في المكاسب التي حققناها خلال الفترة الماضية، والنتائج الإيجابية لكل الجهود المتميزة التي تبذل منذ بداية انتشار (وباء كورونا) مما يكلفنا الكثير».

وقال سموه - خلال المحاضرة الرمضانية الرابعة التي نظمها مجلس محمد بن زايد «عن بعد»، تحت عنوان «نحتفي بعاداتنا.. ونثمن سلامتنا»: «إننا نعيش أياماً مباركة لها خصوصيتها وتقاليدها.. فأرجو من كل مواطن ومقيم، ونحن في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، وخلال عيد الفطر المبارك، أن نحافظ على أنفسنا وأهلنا وأبنائنا، والبقاء في منازلنا. لا نريد أن نرى زيادة في عدد الإصابات، لأن كل إصابة جديدة تؤثر على الآخرين بشكل مباشر أو غير مباشر، وتشكل عبئاً على خط المواجهة الأمامية».

وأعرب سموه خلال مداخلته - بحضور سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، وعدد من الشيوخ والشيخات أحفاد سموه - عن شكره وتقديره لفرق العمل الوطنية كافة، التي تقف في الصفوف الأمامية في المواجهة، من قادة الفرق وأعضائها ومتطوعيها، الذين نعدهم قدوة لما يقومون به من عمل دؤوب متواصل، وجهود متميزة، للحفاظ على صحة أهل الإمارات وسلامتهم. وقال سموه إن «الكلمات تعجز عن التعبير عن مدى الشكر والتقدير لجهودكم ودوركم خلال هذه الفترة».

وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: «أنا على ثقة منذ بداية انتشار الوباء بقدرتنا على تجاوز هذا التحدي.. وأن الحل والنتائج المبشرة قادمة بإذن الله، لكن نحتاج إلى الصبر. إن التحدي الكبير الذي نواجهه اليوم هو ما يشهده العالم أجمع، لكن الاختلاف والفارق بين الدول في المواجهة هو قدرات أبنائها وكوادرها البشرية التي تضعها في المقدمة، وهو ما جعل دولة الإمارات ضمن أفضل عشر دول في التصدي لهذا الوباء».

وأضاف سموه: «إننا في دولة الإمارات بدأنا بداية طيبة في مواجهة التحدي، حيث ركزنا على تحصين وحماية ثلاث فئات.. هم كبار السن والأطفال وأصحاب الحالات الخاصة الذين تعد مناعتهم ضعيفة. وفي الجانب الآخر تسير الأمور بشكل طبيعي مع شروط استخدام الكمامات والقفازات ومراعاة المسافات والتباعد».

وأكد سموه أنه «لا توجد في قاموسنا كلمة اليأس، ولأجل بلدنا دولة الإمارات وأهلنا وضيوفنا فيها سنبذل كل غالٍ ونفيس في سبيل مواجهة هذا التحدي، الذي يعد أحد التحديات العديدة والمتنوعة التي تواجهها الأمم في تاريخها.. فقد تكون الدول بوضع صعب لكن بهمة أهلها وإرادتهم يجتازون التحدي».

وقال سموه: «نحن بخير لأن لدينا كوادر أمثالكم من المخلصين المكافحين، الذين ينظرون إلى كل من على أرض الإمارات سواسية، وبعين ونظرة واحدة. ومعاً مواطنين ومقيمين سنتصدى للوباء، فهم منا ونحن منهم، وسنقف وقفة واحدة في مواجهة هذا التحدي».

وأوضح سموه أن «الحياة لها دورات.. وأنا أرى الدورة المقبلة قريبة، وسنكون خلالها أقوى وأفضل وضعاً بكم وبأبنائكم وإخوانكم».

وتبادل سموه الحديث مع عدد من المتطوعين المشاركين في الميدان خلال الظروف الحالية، وسألهم حول أهم القصص والمواقف التي مروا بها وأثرت فيهم.

وقال سموه: «أنتم تمثلون قدوة نفخر بها في مجتمع الإمارات من مواطنين ومقيمين».

وأعرب المتطوعون عن سعادتهم بالتواصل مع سموه ومشاركته قصصهم التي عاشوها خلال هذه الظروف، مؤكدين استعدادهم الدائم لخدمة مجتمع الإمارات ومواصلة بذل مزيد من الجهد لرد الجميل إلى هذه الأرض، وإيمانهم بأن العمل التطوعي رافد مهم للعمل الوطني في مختلف الظروف.

وقدم المحاضرة الضيوف.. مدير عام الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث عبيد راشد الشامسي، ومدير عام مركز أبوظبي للصحة العامة مدير دائرة الأزمات والطوارئ في دائرة الصحة في أبوظبي مطر النعيمي، ومدير إدارة الأمراض السارية في مركز أبوظبي للصحة العامة المتحدث الرسمي عن قطاع الصحة في دولة الإمارات الدكتورة فريدة الحوسني.

وقالت الحوسني إن استجابة الإمارات لوباء كورونا تميزت بالتركيز على الفحص والتقصي والاكتشاف المبكر للحالات، ما ساعد على التدخل السريع والحد من انتشار الفيروس.

وشرحت أن الفحص الطبي ساعد على معرفة أماكن انتشار الفيروس والتركيز على الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة. وتابعت أن الاستجابة للتعامل مع الوباء في الدولة تطورت مع تطور انتشاره في العالم من خلال توسيع وزيادة الإجراءات الوقائية لتشمل القادمين من مختلف الدول.

وأكدت أن «العنصر الأساسي في كل مراحل التعامل مع انتشار الفيروس هو اتباع الإجراءات الوقائية، مثل التباعد الجسدي واستخدام الكمامات وغسل اليدين. ورغم بساطة هذه الإجراءات إلا أن دورها كبير في كل المراحل للوقاية والحد من الانتشار»، مشيرة إلى أن تضافر الجهود، والاجراءات، وتدابير مثل التعليم والعمل عن بعد للحد من اختلاط أفراد المجتمع، أسهمت في الحد من انتشار الفيروس في الدولة.

وشددت على أهمية التزام أفراد المجتمع بالإجراءات الوقائية لحماية أنفسهم وأسرهم، خصوصاً كبار السن والتزام مسافة الأمان معهم، إضافة إلى تخفيف الضغط على خط الدفاع الأول.

من جانبه، قال النعيمي إن الفرق تعمل بشكل متواصل على مدار الساعة منذ أشهر وتتفانى في سبيل خدمة المجتمع والحفاظ على سلامته وصحة أفراده، على الرغم من ابتعادهم عن أسرهم وأهلهم، سواء كانوا داخل الإمارات أو خارجها.

وأضاف أن الكوادر الطبية أكثر الفئات عرضة للإصابة بالفيروس، بسبب تواصلهم المباشر أو غير المباشر مع المصابين.

وأكد عبيد راشد الشامسي أن جميع الخطط والاستراتيجيات والبرامج الموضوعة على مستوى دول العالم هي استجابة للتحدي ورد فعل، فيما يحق لنا في الإمارات أن نكون مختلفين ونقدم نموذجاً عالمياً يحتذى في التخطيط والاستعداد والإجراءات الاستباقية.

وأشار إلى تحقيق 70% من أهداف التعقيم الوطني في احتواء انتشار الفيروس خلال المرحلة الأولى، ثم الانتقال إلى المرحلة الثانية من الخطة الاستراتيجية الوطنية، وهي مرحلة الفتح الجزئي التدريجي لبعض الأنشطة الحيوية الرئيسة في الدولة.

وشكر المتطوعين في الميدان، الذين يمثلون 150 جنسية، تطوعوا لخدمة مجتمع الإمارات.

وقال: «نحن مجتمع متماسك ومترابط من مواطنين ومقيمين، وهذا ما ظهر جلياً خلال هذه الأزمة».

3 فئات للإصابة

قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إن «الإصابات تركزت في بداية انتشار الوباء في ثلاث فئات: موظفي قطاع الطيران من أطقم الطيران والعاملين في المطارات، ثم المرحلة الثانية الإصابات في فئات المجتمع وفق الأرقام التي ترونها، فيما ارتفعت في المرحلة الثالثة أعداد الإصابات في فئات العمال، الذين قمنا تجاههم بواجبنا الإنساني كما تعلمون».

وأضاف سموه: «لكن خلال شهر رمضان المبارك، وبحكم ممارسة العادات والتقاليد وعدم الالتزام بالتباعد الاجتماعي، رأينا عودة ارتفاع الإصابات نسبياً في فئات المجتمع مرة أخرى».

وأكد سموه أن التقنيات الحديثة مكنتنا من التواصل مع القريب والبعيد وتقديم التهاني والمعايدات إلى الأهل والأقارب والأصدقاء، للمحافظة على ممارسة عاداتنا وتقاليدنا العزيزة خلال فترة العيد، معرباً سموه عن تمنياته أن يأتي عيد الفطر المبارك العام المقبل في ظروف مختلفة والجميع بخير وصحة وفرح، وبلدنا وجيراننا والعالم أجمع بخير.

وقال: «سعدت بلقائكم ودمتم سالمين.. وسلامي وتحياتي إلى أهلكم وخاصة المبروكين.. كبار السن».

تويتر