330 مرشحاً وطالباً تحولوا مباشرة إلى رجال شرطة ميدانيين في الشوارع

«كورونا» تحوّل طلاب أكاديمية شرطة دبي إلى جنود في خط الدفاع الأول

صورة

لم يقتصر دور أكاديمية شرطة دبي، منذ بدء أزمة انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19) على مجرد الحفاظ على استمرار الدراسة كمؤسسة تعليمية رائدة في التعليم عن بعد، لكنها نقلت طلبتها بشكل مفاجئ من حرم الأكاديمية إلى شوارع دبي ليشاركوا في خط الدفاع الأول كرجال شرطة ميدانيين ينفذون جميع المهام والواجبات التي يقوم بها زملاؤهم من ضباط وأفراد شرطة دبي.

وقال مدير الأكاديمية، العميد غيث السويدي، لـ«الإمارات اليوم»، إن أزمة كورونا فرضت تحديات كبيرة على العالم كله، وكانت سبباً في استنزاف الموارد البشرية الشرطية بسبب تعدد المهام والتواجد على مدار الساعة، لذا أطلقت أكاديمية شرطة دبي مبادرة تعد الأولى من نوعها وهي «التزويد الميداني للطلبة المرشحين»، أسهم فيها 407 طلاب، بينهم 330 مرشحاً وطالباً من السنة الثانية إلى الرابعة، تحولوا إلى رجال شرطة ميدانيين بكل ما تعنيه الكلمة، ينفذون مهام فرق خط الدفاع الأول، بالإضافة إلى 77 طالباً من السنة الأولى أسهموا في مهام إنسانية مثل توزيع وجبات الإفطار والمساعدات خلال شهر رمضان.

وأضاف السويدي أن أكاديمية شرطة دبي انضمت إلى القافلة المشرفة من مؤسسات الدولة التي أثبتت كفاءة كبيرة في التعامل المرن مع أزمة كورونا، لافتاً إلى أن القائد العام لشرطة دبي أكد ضرورة تعاون طلبة الأكاديمية المرشحين والجامعيين مع زملائهم بمراكز الشرطة في المهام الميدانية، ولم يتوان الطلبة عن القيام بواجبهم على أكمل وجه.

وأشار إلى أن طلبة الأكاديمية يتلقون تدريبات يومية في إطار دراستهم بالأكاديمية لضمان تمتعهم باللياقة، فضلاً عن تأهيلهم نفسياً وعلمياً بكيفية إدارة الأزمات والتعامل الميداني في الشوارع، لكن لم يتوقع أحد أن تضعهم الظروف على المحك في سن مبكرة لتنفيذ مهام جديدة حتى على رجال الشرطة المحترفين، مؤكداً أنهم أبهروا الجميع، وكانوا نموذجاً في الالتزام والدأب دون النظر إلى أنهم يقومون بعمل تطوعي.

وأوضح السويدي أن 330 طالباً مرشحاً شاركوا في خطوط الدفاع الأولى منذ بداية الأزمة، تحت إشراف الإدارة المختصة في القيادة العامة لشرطة دبي.

وأشار إلى أن المهام الميدانية التي يشاركون فيها، تشمل التأكد من التزام الجمهور بإجراءات تقييد الحركة خلال برنامج التعقيم الوطني، ورصد المخالفين للتعليمات والإجراءات الاحترازية مثل ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي وعدد ركاب السيارة، لافتاً إلى أنهم يقومون بدورهم بشكل إنساني ويشاركون في توعية أفراد الجمهور بطريقة راقية، ولم ترد شكوى واحدة بحقهم.

وأوضح أنه تم إخضاعهم في البداية لتوعية مركزة بكيفية الحفاظ على سلامتهم والالتزام بالإجراءات الوقائية لحماية أنفسهم، ووسائل التعقيم الذاتي بالتعاون مع مركز شرطة دبي الصحي، لافتاً إلى أنه يتم متابعتهم صحياً باستمرار في ظل انتشارهم مع زملائهم في كل مناطق الاختصاص بما فيها مناطق تمركز العمال مثل القوز الصناعية، ولم تسجل بينهم سوى إصابتين فقط لطالبين وتماثلا للشفاء.

وأكد السويدي اعتزازه بالدور الذي قام بها مرشحو الأكاديمية وطلبتها، وحتى الطلبة غير الإماراتيين الذين اضطرتهم الجائحة للمغادرة إلى أوطانهم قاموا بالدور ذاته هناك، ويتم متابعتهم والتأكد من سلامتهم من خلال منظومة التعليم عن بعد التي حافظت عليها الأكاديمية منذ انطلاق الأزمة.

وأشار إلى أن الأكاديمية حرصت كذلك على اصطحاب مرشحاتها من الطالبات من باب المتابعة الميدانية دون المشاركة في المهام بسبب طبيعتها ومواعيدها خلال فترة الليل.


مشاركة ميدانية إلى جانب الدراسة

كشف مدير أكاديمية شرطة دبي، العميد دكتور غيث السويدي، أن أكاديمية شرطة دبي أطلقت منظومة التعليم عن بعد خلال ثلاثة أيام، تحديداً في التاسع من مارس الماضي، من إعلان قرار وزارة التعليم العالي منع حضور الطلبة إلى حرم الجامعات والمؤسسات التعليمية، لافتاً إلى أن المشاركة الميدانية في خط الدفاع الأول لم تحرم الطلبة استكمال دراستهم.

وقال إن الأكاديمية أطلقت مبادرتين: الأولى باسم «أستاذك معك» والأخرى «نجيبك»، لتوفير كل الدعم للطلبة على مدار الساعة، مشيراً إلى أنه كان يتم توزيع أوقات الطلبة بين الدراسة والعمل الميداني في خط الدفاع الأول.

وأضاف أن الدراسة عن بعد امتدت إلى طلبة الماجستير، وتم مناقشة 15 رسالة عن بعد منذ بداية الأزمة، ويجري الاستعداد حالياً لمناقشة أول رسالة دكتوراه.

تويتر