الإجراءات الاحترازية تمنع التجمعات والزيارات والولائم

عادات العيد تختفي للمرة الأولى تحت شعار «عيدك في بيتك»

إجراءات احترازية فرضتها الدولة للحماية من فيروس «كورونا». أرشيفية

أكد مواطنون ومقيمون أن عيد الفطر لهذه السنة سيكون في أجواء جديدة، تحت شعار «عيدك في بيتك»، بسبب الإجراءات الاحترازية التي فرضتها الدولة لحماية صحة وسلامة السكان من فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وأن عادات وتقاليد العيد ستختفي لأول مرة، إذ إن التباعد الجسدي والإجراءات الصحية سيمنعان أداء صلاة العيد في المصلى، وتبادل الزيارات الأسرية، وإقامة الولائم، و«العيدية» وارتداء ملابس العيد الجديدة، وستتحوّل عادة تبادل الزيارات والتهاني بقدوم العيد إلى معايدة هاتفية «عن بُعد».

وتابعوا أنهم توقفوا عن شراء مستلزمات العيد لاختفاء مظاهر العيد، وتحولها من المظاهر العامة إلى الضيقة التي تهم أفراد الأسرة في البيت الواحد.

يقول المواطن راشد عبدالله الشحي، إن «عيد الفطر لهذا العام سيكون مختلفاً تماماً عن أعياد السنوات الماضية، لأنه سيشهد اختفاء صلاة العيد الجماعية في المصلى، وإلغاء التزاور والسلام المباشر والتهاني بين المصلين والأصدقاء والأقرباء بعد الانتهاء من الصلاة».

ويشير إلى أن المواطنين والمقيمين في شعبية غليلة شمال إمارة رأس الخيمة، تعودوا على إحضار إفطار العيد والفواكه إلى المسجد في كل عيد فطر للمشاركة العامة في تناول الإفطار الجماعي.

ويتوقع أن عادة تبادل الزيارات الأسرية ستختفي في العيد، كما اختفت مع بداية شهر رمضان المبارك، وأن جميع العادات والتقاليد تحولت إلى عادات «عن بُعد» عبر الهاتف، وأن أبناء العم والخال والأقرباء والأصدقاء بات من الصعب عليهم التجمع ليلة العيد أو تناول الطعام معاً، بسبب الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا. وأشار إلى أنه لأول مرة في حياته على مدار 38 سنة، لن يشتري ملابس جديدة أو نعالاً لعدم الحاجة إليهما بسبب اختفاء مظاهر العيد. ويرى المواطن عبدالله سعيد، أن عيد الفطر المبارك سيكون مختلفاً عن الأعياد السابقة، إذ ستمنع الزيارات الأسرية بين الأقرباء والأصدقاء وإقامة الولائم والذبائح، وستتغير ثقافة أفراد المجتمع وعاداتهم وتقاليدهم، حيث إن العادات والتقاليد ستقتصر على عدد قليل من الأسر المقيمة في منزل واحد، ولن تتوسع العادات خارجه.

وأضاف أنه سيحاول قدر الإمكان إقامة شعائر العيد وتطبيق بعض العادات والتقاليد بين أسرته في المنزل للمحافظة عليها وعدم نسيانها بعد انتهاء أزمة «كورونا».

ولفت إلى أنه لا يريد لأطفاله أن ينسوا عاداتهم وتقاليدهم في المناسبات الدينية والوطنية، وأنه سيحافظ على عدم تبادل الزيارات في العيد أو إقامة الولائم.

ويؤكد المواطن سالم الشميلي، أن الأطفال الأكثر تأثراً بإلغاء عادات وتقاليد العيد، لأنهم لن يرتدوا ملابس جديدة، ولن يخرجوا من منازلهم للعب مع أقرانهم، ولن يحصلوا على العيدية النقدية من أعمامهم وأخوالهم والأقرباء.

وأشار المقيمون عادل قدورة، ووسيم الشافعي، وعاطف العياري، إلى أن مرور عيد الفطر لهذا العام سيكون كبقية أيام الأسبوع، نظراً لإلغاء مظاهر العيد، ومنها صلاة العيد جماعة، وتبادل الزيارات الأسرية وعدم السماح لدخول الأطفال لقسم الألعاب في المراكز التجارية.

وأوضحوا أن عدم انتشار الفيروس وانتقال العدوى إلى بقية أفراد المجتمع الأصحاء بات أهم من مظاهر الاحتفال بعيد الفطر المبارك.


التعايش الإلزامي

يقول أستاذ علم الاجتماع التطبيقي، أستاذ علم الجريمة في جامعة الشارقة، الدكتور أحمد فلاح العموش، إن «ثقافة التعامل مع فيروس كورونا من فرض التباعد الجسدي والإجراءات الاحترازية انعكست على علاقاتنا الاجتماعية في شهر رمضان، وفي عيد الفطر، وستنعكس على مستقبل الأسر خلال السنوات المقبلة، ما سيؤدي إلى اختفاء العادات والتقاليد تدريجياً من حياتنا الاجتماعية، بسبب التعايش الإلزامي مع قضية التباعد الجسدي».

وأوضح أن التباعد الاجتماعي أصبح أساس العلاقات والسلوكيات العفوية والتلقائية بين المجتمع، وأنه مع مرور الوقت فإن العادات والتقاليد ستتأثر وتختفي وسيكون تأثيرها أقل مما هو متوقع.

تويتر