في اليوم العالمي للتمريض ومعركة العالم مع كورونا

"فلورنس الإمارات" سلمى الشرهان .. أول ممرضة امارتية

مارست سلمى سالم الشرهان واجبها الإنساني في رعاية المرضى وتقديم العلاج التمريضي لمدة 52 عاما، وتوصف ب "فلورنس الامارات" لأنها أول ممرضة عرفتها الإمارات في العهد الحديث.
ويأتي ذكر الشرهان اليوم ليس فقط لأنه يصادف ذكرى اليوم العالمي للتمريض، بل لأنها أيضا قدمت تضحيات وخدمات علاجية للمرضى في زمانها، الذي كان العالم فيه في أشد حروبه مع مرض الملاريا، وهو مرض معدي وقاتل لا يزال يحصد مئات الآلاف من الأرواح، ليعادل اليوم في شراسته، خطورة انتشار جائحة كورونا الحالية.
ويحتفل المجلس الدولي للتمريض (ICN) باليوم العالمي للتمريض منذ عام 1965، وذلك بعد 12 عام من اقتراح مسؤول وزارة الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية الأمريكية دوروثي ساذرلاند على الرئيس دوايت أيزنهاور، إعلان "يوم للممرضين"، غير انه لم يوافق آنذاك على اقتراحها.
وتم اختيار يوم 12 مايو في يناير عام 1974 للاحتفال بيوم الممرضين والممرضات حيث أنه يوافق الذكرى السنوية لميلاد فلورنس نايتينجيل التي عرفت بأنها مؤسسة التمريض الحديث. ويحتفل في جميع أنحاء العالم في نفس التاريخ من كل عام، للتوعية بأهمية المهنة الانسانية وتقديم تحية تقدير لإسهامات الكادر التمريضي وتضحياته.
ويأتي اليوم العالمي للتمريض هذا العام في وقت تسجل فيه دور الرعاية والخدمات الطبية على مستوى العالم عجز في الكادر التمريضي، قدرته تقارير منظمة الصحة العالمية قبل عدة أسابيع، بما يقارب 6 ملايين ممرض وممرضه غير الموجودين حاليا في الميدان، يحتاجهم العالم في معركته ضد فيروس كورونا المستجد،
أما الشرهان التي زارتها "الامارات اليوم" في منزلها في رأس الخيمة قبل سنوات من وفاتها في العام 2014، فقد ولدت في العام 1933 وبدأت عملها في التمريض في العام 1955. وتتلمذت سلمى على يد معلمتها الممرضة روث، زوجة طبيب جاء إلى البلاد ضمن البعثة الطبية البريطانية في خمسينات القرن الماضي.
وأحبت الشرهان، التي لم يمانع والدها الغواص امتهانها التمريض، عملها في قطاع التمريض لتبقى في خدمة مهنتها ووطنها أكثر من نصف قرن، وتفانت في مهنتها الى أن أصيبت بجلطة دماغية اقعدتها واضطرتها للتوقف عن العمل في وزارة الصحة.
كانت الشرهان في فترة الخمسينيات من القرن الماضي، تطوف على قدميها على المنازل في الاحياء لتطعيم الأطفال. وكانت رحلاتها خلال حملة تطعيم الأهالي ضد الملاريا تمتد إلى أسبوع وأكثر، تقضيها بالتنقل بين مناطق مثل الحيل والفحلين ومسافي، منقطعة عن أهلها وبيتها، تماما كما تغيب اليوم بالأسابيع والشهور مئات الآلاف من الممرضات عن عائلاتهن في الإمارات والعالم، مضحين بأنفسهن في سبيل تلبية الواجب المهني والإنساني خلال عملهم في دور الرعاية الصحية ووحدات العناية المركزة في صفوف الجيش الأبيض على خط الدفاع الأول.
يذكر أن تقديرات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن العالم يحتاج إلى 9 ملايين ممرض وممرضة وقابلة إضافيين إذا أراد تحقيق التغطية الصحية الشاملة بحلول عام 2030. وأكدت المنظمة أن الممرضين والممرضات والقابلات يمثلون أكثر من 50% من القوى العاملة الصحية في العالم، ويشكِّلون أكثر من 50% من العجز الحالي في أعداد العاملين الصحيين على مستوى العالم. ولفتت انه برغم الجهود العالمية والإقليمية المتواصلة لتعزيز القوى العاملة في مجالي التمريض والقبالة وبرغم تقديمهم الرعاية الأساسية لفئات متنوعة من الناس، منهم اللاجئون والنازحون، الا انه لا تزال بلدان العالم تواجه نقصاً حاداً في أعداد هذه الفئة من العاملين الصحيين.
•    تقارير منظمة الصحة العالمية تشير الى حاجة العالم في معركته ضد فيروس كورونا الى 6 ملايين ممرض وممرضه غير الموجودين حاليا في الميدان.

 

 

 

تويتر