زوجة تجبر زوجها على لبس الكمامة داخل البيت

يشكو قارئ من وسوسة زوجته من النظافة، وزادت حدتها، مع انتشار فيروس " كورونا"، فأصبحت تعقم المنزل طوال اليوم، وأجبرته على لبس الكمامة داخل البيت، وألزمت أولادها بالاستحمام 3 مرات في اليوم، الأمر الذي حول حياتهما إلى مأساة.

ويقول القارئ: " أنا متزوج منذ أكثر من عشر سنوات ولدي ثلاثة أولاد، وحياتي شبه مستقرة، لكن أعاني مشكلة واحدة مع أم أولادي، فهي لديها وسوسة من النظافة، تنظف البيت بشكل موسوس، وتلزم الأولاد بالاستحمام ثلاث واربع مرات في اليوم، لدرجة أنها احيانا كانت تستخدم "الكلوركس" في التنظيف حتى احترق جلدها، ومع ظهور "كورونا"، صارت تعاني أكثر من التوتر النفسي من النظافة، وتقوم في الليل، وما تستطيع النوم، وتصرخ بشكل هستيري، إضافة إلى ذلك، تأثرها الشديد بما يحدث في العالم من حالة هلع وخوف وحذر شديد لهذا الوباء الذي أجتاح العالم، بصراحة  تبدلت حياتها منذ إعلان هيئة الصحة العالمية أن هذا المرض أصبح جائحة عالمية، اكثر من اول، وقامت تشكك في كل شيء، منعت نفسها وأولادها نهائياً من الخروج من البيت، في البداية ثم منعتني، وإذ اضطرت إلى الخروج لشراء احتياجات البيت، تقوم قبل ما أدخل البيت، بعدة إجراءات حفاظاً على حياة الأولاد وحياتها- على حد قولها-  منها قياس درجة حرارتي، وتعقيم كل ملابسي وأدواتي، وتمنعني من الاقتراب من الأولاد حتى استحم واتعقم، حتى اختنقت من سلوكها ومن التعقيم الزائد عن الحد، إضافة إلى إلزامي بلبس الكمامة طول فترة جلوسي في البيت، وآخر شئ رأتني ألعب مع الأولاد من غير كمامة، قلبت الدنيا واعتزلتنا كلنا، وظلت جالسة في غرفتها، وتوصل لها الخادمة الاكل عند باب الغرفة، ونحن في عزلة عن بعضنا".

ويضيف : زوجتي تتابع اخبار كورنا يوميا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ، وتتأثر بأخبار الوفيات وكثرة الإصابات الناتجة عنها، ومن عدم التمكن من إيجاد اللقاح حتى الآن، ومع استمرار الأزمة وتفاقمها، تتحدث دائما أن فلانا رغم كافة احتياطاته تمت إصابته".

ويسال القارئ أنه يفكر في أنها يطلق زوجته ويطلب ضم الأولاد خوفا من أن تصيبهم بأضرار نفسية بسبب المبالغة في النظافة، وكذا أسألك هل هناك أي رادع قانوني يوقف هؤلاء، الذين يدمرون حياتنا ويحولونها إلى جحيم، على وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب التأثير النفسي الذي تتركه تلك الاخبار التي تبث الخوف والفزع في نفوس الناس".

من جانبه يؤكد المستشار القانوني الدكتور يوسف الشريف، أنه يجب أن يكون هناك وعي وفهم في طريقة متابعة مجريات الأحداث، خاصة في مثل هذه الحالة، فيجب ان ننتقي المصادر التي نستقى منها المعلومة، ونتوثق منها، وكما يقال لا إفراط ولا تفريط، لا داعي للحرص الزائد، كما لا يجب الإهمال وعدم الاحتراز.

ونقول لمن ينشر هذه الأخبار أو المقاطع المثيرة للرعب وإحداث الذعر والتوتر بين الناس، اتق الله ، وقبل أن تنشر أي مقطع لابد أن تعي مدى أثره على من سيشاهده، كما يجب عليك أن تعلم أنك لست حراً فيما تقوم به، فأنت حرما لم تضر

ونبه إلى أن الأخبار والمقاطع التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي دون وعي من أناس لا يدركون مدى الأثر النفسي الذي يعود على من يشاهد أو يسمع أو يقرأ هذه الأخبار، وما هي الاستفادة من مشاهدة جثة أو مريض أو معاناة أحدهم؟ وللأسف إن معظم تلك الأخبار تصدر من غير مختصين، بل جميعها تتناقلها الألسنة دون مراجعة.

اما من الناحية القانونية فالقانون في الدولة شدد وضرب بيد من حديد على أمثال هؤلاء الذين يبثون هذه الأخبار أو المقاطع سواء بقصد أو بدون قصد، فتثير الرعب بين الناس، خاصة في هذه الفترة الحالية.
و قررت انه يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة كل من أذاع عمداً أخباراً أو بيانات أو إشاعات كاذبة أو مغرضة أو بث دعايات مثيرة إذا كان من شأن ذلك تكدير الأمن العام أو إلقاء الرعب بين الناس أو إلحاق الضرر بالمصلحة العامة.وفق قانون العقوبات.

أما المرسوم بقانون في شأن مكافحة جرائم تقنية المعلومات قررت أنه " يعاقب بالسجن المؤقت والغرامة التي لا تجاوز مليون درهم كل من أنشا أو أدار موقعا إلكترونيا أو أشرف عليه أو استخدم معلومات على الشبكة المعلوماتية أو وسيلة تقنية معلومات بقصد التحريض على أفعال، أو نشر أو بث معلومات أو أخبار أو رسوم كرتونية أو أي صور أخرى، من شأنها تعريض أمن الدولة ومصالحها العليا للخطر أو المساس بالنظام العام "
فالعقوبة مقررة سواء كان بقصد أو بدون قصد، سواء كان ما نشر صحيحاً أم إشاعة كاذبة ، فالعبرة بالأثر المترتب على هذا النشر .

اما من ناحية التعويض عن الضرر النفسي كتعويض من الناس اللي تنشر الاخبار  فالمسألة لا تستقيم لان هي من اختارت متابعة هذي الاخبار.

وفي الختام نصح السائل قبل ما تتخذ اي اجراء بحق زوجتك وتظلمها اعرضها على طبيب نفسي وممكن يساعدك في حل هذه الوسوسة التي تعاني منها.

تويتر