30 ممارسة "منزلية" تساعد على استثمار "عزلة كورونا" خلال رمضان

ابتكرت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، دليلاً توعوياً حمل عنوان "شهر الخير في بيتك غير"، تضمّن 30 فكرة وممارسة من العادات والعبادات الرمضانية المتنوعة، لتستفيد منه الأسر الصائمة لتحقيق الاستثمار الأمثل للشهر الفضيل "من المنازل"، وذلك خلال فترة العزل الاجتماعي المصاحب للإجراءات الاحترازية التي تتخذها الدولة لمواجهة خطر تفشي فيروس "كورونا" المستجد (كوفيد– 19).

وبحسب الدليل التوعوي – الذي حصلت "الإمارات اليوم" على نسخة منه – فإن أولى الممارسات الرمضانية هي التخطيط للاستثمار الأمثل مع الله خلال الشهر الكريم، وذلك من خلال وضــع خطــة للاستفادة من كل لحظــة مــن الشهر الكريم، والاستماع إلــى أفــكار جميع أفراد الأســرة صغيرهــم وكبيرهــم، مع تسجيل هــذه الجلســة،ووضعهـا ضمــن جــدول زمني،مقسماً علــى ثلاثيــن يومــاًرمضانياً.

وتتمثل الممارسة الثانية في متابعة تحرّي هلال رمضان مع الأسرة بكامل أفرادها، فإذا رؤي هـلال رمضـان، يعقد أفراد الأسرة النيّة على صيام الشهر الفضيل، فيما تتعلق الممارسة الثالثة بـ"قيام رمضان"، وذلك من خلال البدء بصـلاة العشــاء "بعد الرؤية" ثم التراويــح جماعــة بأفراد الأسرة،على أن أن تكون إمامــة التراويح بالتنــاوب بيــن أفــراد الأســرة الذكــور، ولا يوجـد حــرج أن يتــم فتــح المصحــف للقــراءة منــه بالنظــر فــي صــلاة التراويــح للتفاعــل مــع الآيــات القرآنيــة التــي تتلــى فــي الصـلاة.

ومن بين الممارسات الرمضانية المنزلية أيضاً، حرص رب الأسرة على إطلاق جائزة تحت مسمى "إنّي صائم"، يفوز بها مــن يلتــزم بضبــط النفــس، ويكظــم الغيــظ، ويحتــوي الغضــب، ويلتــزم النظــرة الإيجابيــة لمــا يحــدث فــي بيتــه ومحيطــه مــن تفاعــلات، مــع التمــاس الأعــذار لمــن يخطــئ بحقــه، ويقتــرح أن تكــون جائــزة يوميــة، وأخرى كبــرى لمــن يجمع نقــاطاً إيجابية أكثر خــلال 30 يوماً، على أن تمنــح لــه فــي أول أيام عيــد الفطر المبارك.

ووفقاً للدليل التوعوي يجب الحرص من كافة أفراد الأسرة على "سنّة السحور"، واغتنام وقــت الســحر بالاســتغفار، مــع الحــرص علــى نافلــة التهجــد، ويقتــرح أن تجــري مســابقة أســرية عنوانهــا (أكثرنــا بركــة) يفــوز فيهــا مــن يســتثمر وقــت الســحر بالذكــر والدعــاء والصلاة، كما يجب الحرص كذلك على قراءة القرآن وقت الفجر، والحفاظ على صلاتها في جماعة.

ومن الممارسات الرمضانية المنزلية أيضاً، أداء "عمرة يومية" من خلال الحرص على البقاء بعد صلاة الفجر لذكر الله تعالى حتى طلوع الشمس ثم أداء ركعتي الضحى، وهو ما يوازي في أجره "عمرة لبيت الله".
وذكر الدليل التوعوي أن "عبادة العمل" تعد من الممارسات الواجب الالتزام بها خلال الشهر الكريم، إذ يجب على الصائم أن يبــدأ مهــام عملـه بهمــة ونشــاط، وينجــزه بتميــز وإتقــان، وتذكّر أن رمضان شــهر العطاء والإنتــاج، مقترحاً في هذا الشأن أن يطلــب رب الأسرة مــن كل فــرد أن يكتــب فــي مذكراتــه اليوميــة أعمــال الخير وخدمة الخلــق وقضاء حوائجهم، ثــم فــي كل أســبوع يتــم اســتعراض أعمــال الخيــر فــي جلســة أســرية ممتعــة.

وشملت قائمة الممارسات الرمضانية "بر التواصل" من خلال الحرض على صــلة الأرحام والتواصــل مــع الأصدقاء بزيــارات افتراضيــة، كما شملت أيضاً الحفاظ على أداء الصلوات في أوقاتها، وتخصيص حوافز تشجيعية للملتزمين بذلك من أفراد الأسرة، وأيضاً تخصيص وقتاً في كل يوم لـ"مجالس القيّم الرمضانية"، تجلس فيه الأسرة للاستماع إلى دروس المساجد الرمضانية ومناقشتها مع بعضهم البعض، وكذلك الحرص على قراءة ختمــة قرآنيــة كاملــة فــي شــهر رمضــان، بمعــدل جــزء واحــد علــى الأقــل يومياً، بالإضافة إلى تخصيص مجلساً أسرياً لتلاوة القرآن وتصحيح التلاوات والمعاني وأخطاء القراءة.

وأشار الدليل إلى أنه من بين الممارسات الرمضانية أيضاً، تكليف أفراد الأسرة بالبحــث عن معانــي كلمات القرآن التــي يصعب فهمهــا، وســؤال أهــل العلم عنهــا مــن خــلال التواصــل المباشــر مــع المركــز الرســمي للإفتــاء، أو الاســتماع إلــى تفســيرها مــن تســجيلات العلمــاء الربانييــن الموثوقيــن، لفهــم معانيهــا والتخلــق بأخــلاق القــرآن، كما يجب الحرص على تعليم أفــراد الأســرة أهميــة عقــد نيــة الطاعــة لله تعالــى فــي كل عمــل مبــاح، وكذلك الحرص فــي كل يــوم مــن أيــام رمضــان علــى التوجــه إلــى الله تعالــى بالدعــاء، فــإن للصائم عند فطره دعوة ما ترد .

ومن بين الممارسات والقيم الرمضانية المنزلية أيضاً، ضرورة استثمار الجلوس على مائدة الإفطار بعد صلاة المغرب في تبادل أحاديــث الود والمحبــة، وتفقــد أحــوال الأســرة، وتنــاول قضايــا الوطــن، وتشجيع الأولاد علــى المشــاركة الإيجابيــة المجتمعيــة،وتجنب الغيبة والاســتهزاء بالآخريــن، وكذلك الحرص على "التطوّع" خلال الشهر الكريم بالوقت أو الخبرة، وخصوصاً في حملــة (الإمارات تتطــوع) لخدمة النــاس وقضــاء حاجاتهــم، وتفريــج كرباتهــم، بالإضافة إلى "الإكثار من الصدقة" من البيت عبر إرسالها إلى الجهــات الخيرية والإنســانية المرخصــة لــدى الدولــة لتصل إلى مســتحقيها فــي بيوتهم.

وتحت عنوان "الأقربون أولى بالمعروف"، شدد الدليل على أهمية تفقــد حاجــات الأقارب والأرحام فــي رمضــان، وتســجيل أســماءهم فــي قائمــة، وخصهم بالعطاء والإنفاق فــي أوجــه البــر، لاسيما وأن الأقربــون أولــى بالمعــروف، والإنفــاق علــى الأقربيــن ثوابــه مضاعــف، كما أكد الدليل على أهمية عدم التأخر في إخراج "الزكاة المال" عــن وقتهــا الشــرعي المقــدر، بــل يجــوز التعجيل بإخراجها قبــل اكتمــال الحــول عليهــا فــي هــذا الظــرف الاســتثنائي، مع تكليــف أفــراد الأسرة أن يتحــروا ويســألوا أهــل العلــم، ويحســبوا مقــدار الــزكاة، ثــم يتم إرسـالها إلــى صنــدوق الــزكاة.

وفيما يتعلق بـ"إفطار الصائم"، أكد الدليل أنه يمكن للشخص أن يفطر صائماًوهو فــي بيتــه، وذلــك عبــر المســاهمة فــي حملــة "10 ملايين وجبــة" لــدى بنــك الإمــارات للطعــام، كما شدد على ضرورة عدم التأخر في إخراج "صدقة الفطر" لإدخال الســرور على المحتاج وإغنائــه فــي يــوم العيــد، لافتاً إلى أنه يمكن إخراج قيمتهــا مــن البيت، وتحـويلها إلــى حســاب الهلال الأحمر أو صنــدوق الــزكاة بمبلــغ 20 درهمــاً عن كل شــخص ممــن يتم الإنفاق عليهــم.

ودعا الدليل إلى اغتنام شهر رمضان الفضيل في تخصيص "وقفاً" من خلال التبــرع مــن بيوتكــم لمشــاريع الوقــف الخيــري للعلــم أو للبــر والتقــوى أو للأيتــام والفقــراء أو للصحــة وعــاج المرضــى فالوقــف صدقــة جاريــة، عطاؤها دائم وأجرها كريم، وكذلك دعا إلى ضرورة أن يكون لسان الصائم "رطباً بذكر الله"، وأيضاً أن يحرص على "قراءة كتبــاً مفيدة" فــي أي علــم مــن العلــوم، مع تلخيـص أهــم أفــكاره، ومشــاركتها مــع أفــراد الأسرة.

وفيما يتعلق بـ"ليلة القدر"، قال الدليل: "احــرص علــى اغتنــام العشــر الأواخــر مــن رمضــان بإحيائهــا وكثــرة الذكــر والدعــاء فيهــا مــع أهلــكوأســرتك متحريــن بذلــك ليلــة القــدر فهــي خير من ألف شهر"، موجهاً كذلك بأهمية الحرص على "كفالة الأيتام" عبر تحمّل نفقــات معيشــته وكســوته ودراســته وتعليمــه وهــو مع أســرته بيــن أمــه أو أقاربــه وأرحامــه.

وشدد الدليل على أهمية "طاعة الوالدين" باعتبار أن شهر رمضان يعد فرصــة ثمينــة لحســن صحبتهمــا، وإدخــال الســرور إلــى قلبيهمــا، بالمســارعة إلــى تلبيــة رغباتهمــا، وتفقــد احتياجاتهمــا، ومخاطبتهمــا بعبــارات الحــب والعاطفــة والحنــان، فيما تمثلت آخر الممارسات والعادات الرمضانية "المنزلية" في "سؤال أهل الذكر"، من المفتين، وأهل العلم المختصين عن أي استفسار شرعي يحتاج إليه الشخص أو أفراد أسرته.

تويتر