«الأرصاد»: 2017 يسجل أعلى معدلات أمطار في آخر 3 سنوات

453 طلعة «استمطار» في سماء الدولة خلال 25 شهراً

خلال فعاليات النسخة الرابعة من الملتقى الدولي للاستمطار الذي ينظمه المركز الوطني للأرصاد. من المصدر

كشف المركز الوطني للأرصاد، أن عام 2017 شهد أعلى معدل سقوط أمطار على الدولة، خلال السنوات الثلاث الأخيرة، إذ بلغ 107.7 مم، مقابل 101.1 مم سجّلتها الدولة العام الماضي، لافتاً إلى أن المركز نفذ 453 طلعة استمطار، خلال الـ25 شهراً الأخيرة.

وأكد المركز خلال فعاليات النسخة الرابعة من الملتقى الدولي للاستمطار الذي ينظمه المركز الوطني للأرصاد، التي انطلقت أمس، في أبوظبي، أنه استبق تنفيذ برنامج الاستمطار، بإجراء ما يزيد على 200 تجربة عشوائية على تلقيح السحب، في مناطق مختلفة ومتنوعة، ووضع نتائجها تحت الدراسة، فتبيّن التأثير الإيجابي لعمليات الاستمطار وفعاليتها، مشدداً على أن كل التجارب أثبتت أن معدلات وأنواع السحب داخل الإمارات تصلح تماماً لعمليات الاستمطار، وستحقق الفائدة الاقتصادية المأمولة.

وحضر فعاليات النسخة الرابعة من الملتقى خبراء وباحثون وعلماء محليون ودوليون، من أجل مناقشة ومعالجة القضايا الرئيسة الأكثر إلحاحاً في مجال الاستدامة المائية وأحدث بحوث الاستمطار.

وقال مدير المركز الوطني للأرصاد رئيس الاتحاد الآسيوي للأرصاد الجوية، الدكتور عبدالله المندوس، إن برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، الذي أُسس بمبادرة أطلقها سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، عام 2015، ويدار من قبل المركز الوطني للأرصاد، يمثل أحد القطاعات السبعة التي تستهدفها الاستراتيجية الوطنية للابتكار في الدولة.

وقال إن «تنظيم هذه النسخة الجديدة من الملتقى الدولي للاستمطار، يعكس ريادة الإمارات المتواصلة للنقاشات الدولية المتعلقة بعلوم الاستمطار، فمن خلال اجتماع هذه النخبة من الخبراء المحليين والدوليين، نتطلع إلى أن يخرج الملتقى باستراتيجيات ونتائج علمية وعملية مبتكرة وناجحة قادرة على المساهمة في تحقيق أمن واستدامة المياه العذبة محلياً وعالمياً، حيث تعد بحوث الاستمطار رافداً علمياً مهماً ومساهماً رئيساً للحد من شحّ المياه في المناطق الجافة وشبه الجافة».

وفي كلمتها الرئيسة خلال الملتقى، أكدت مدير برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، علياء المزروعي، أن العمل والتعاون المشترك بين برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار وشركائه من حول العالم، يعد الوسيلة الأفضل لتطوير تقنيات وبرامج ومشروعات من شأنها التأثير إيجاباً على ما يشهده العالم من تحديات مائية.

وأضافت: «يعد التعاون والتنسيق وبناء القدرات من أبرز ركائز برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، ونحن حريصون على مواصلة مسيرتنا الرامية إلى تطوير علوم الاستمطار، والحفاظ على المصادر الطبيعية للمياه، والمساهمة في بناء مستقبل أكثر استدامة».

وشهد اليوم الأول من الملتقى الدولي للاستمطار الذي تنتهي فعالياته غداً تنظيم عدد من الجلسات الرئيسة وحلقات النقاش بمشاركة خبراء وشخصيات محلية ودولية، حيث ناقشوا أبرز الموضوعات المتصلة بالاستمطار وتعديل الطقس، وآخر المستجدات في مجال الاستمطار، بالإضافة إلى عرض تقديمي حول التطورات التي شهدتها المشروعات التسعة الحاصلة على منحة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار.

كما تناول آليات دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي والأنظمة الذكية في تطبيقات الأرصاد الجوية.


تطوير علوم الاستمطار

أكد مدير إدارة البحوث والتطوير والتدريب بالمركز الوطني للأرصاد، عمر اليزيدي، أن «برنامج الإمارات للاستمطار أطلق عام 2015 بهدف تطوير علوم الاستمطار وإيجاد حلول لمشكلة المياه، لاسيما أن مصادر المياه في الدولة تعتمد على محطات وتقنيات التحلية والأمطار، ما استدعى العمل على بحث إمكانية زيادتها. وقال في تصريح صحافي إن الملتقى سيناقش أهم النتائج التي توصل إليها العلماء في تسعة بحوث علمية تساعد في تغطية الجوانب المبهمة علمياً حول السحب والاستمطار، بهدف الوصول لنتائج ملموسة يمكن الاستفادة منها في عمليات الاستمطار، مثلما نجحنا في استغلال أحد الأبحاث العلمية الخاصة بتطوير المواد الحالية التي تستخدم في تلقيح السحب، باستخدام تقنية النانو، وهو ما سمح بإعطاء نتائج تتخطى ثلاثة أضعاف فاعلية المادة التي كانت تستخدم سابقاً في الاستمطار».

200

تجربة عشوائية على تلقيح السحب أجراها «برنامج الاستمطار» بينت فاعلية عمليات الاستمطار.

تويتر