«المربعانية» تمتاز بالبرد القارس خصوصاً في الليل

40 يوماً من البرد والأمطار بدءاً من ديسمبر المقبل

مع حلول «المربعانية» تتوغل كتلة سيبيرية باردة تؤثر في أجواء الجزيرة العربية. من المصدر

توقع عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك الباحث في علوم الفلك والأرصاد الجوية، إبراهيم الجروان، أن تعيش الدولة، في ديسمبر المقبل، موسم المربعانية (مربعانية الشتاء)، وهي مدة يشتد فيها البرد وتستمر 40 يوماً أو نحوها، مع أمطار غزيرة.

وذكر أن دخول المربعانية يأتي عقب موسم الوسم، ويختلف وقت دخولها من حساب إلى آخر، فهو عند البعض مع بداية ديسمبر، وعند آخرين في السابع من ديسمبر وهو الراجح عند الأغلبية، وبعضهم يعده في 10 ديسمبر، لكنها في الـ10 الأولى من ديسمبر عند أغلب أهل البادية في الجزيرة العربية وباديتي الشام والعراق.

وأوضح أن المربعانية جاءت من المطر، حيث يقول العرب ربعت الأرض فهي مربوعة إذا أصابها مطر الربيع، ومرباع كثيرة مطر الربيع، وتسمى هذه المدة في بعض المناطق الأربعينية، وتمتاز بالبرد القارس، وقد تسقط الثلوج فيها وتقل الحركة، خصوصاً في الليل، من شدة البرد.

وذكروا أن «المربعانية» هي أول أوقات شدة البرد، مع طلوع الإكليل، والقلب، والشولة ثم البطين وهو وقت ذروة وقت البرد (مع طلوع نجمَي النعائم والبلدة)، ويكون خلال النصف الثاني من يناير ومطلع فبراير، و«العقارب» هي آخر أوقات شدة البرد «مع طلوع سعد الذابح وسعد بلع» خلال شهر فبراير.

وأشار إلى أن الاختلاف في وقت دخول المواسم من الأنواء والطوالع أمر واقع، لأن الطوالع والأنواء عبارة عن نجوم يؤقّت بها عند رؤيتها أول مرة فجراً جهة الشرق، وقد تختلف الرؤية البصرية من شخص لآخر، ودخول «المربعانية» يكون مع طلوع نجم «إكليل العقرب» أو «الإكليل» من الجهة الشرقية فجراً.

ويتزامن دخول موسم المربعانية مع مشاهدة «نجم النسر» الواقع قبل طلوع الشمس، وهو نجم نير يشرق جهة الشمال الشرقي، واستدل به العرب قديماً على دخول «المربعانية»، وعند نهاية المربعانية يُرى نجم «النسر الطائر» وهو نجم نير يشرق في اتجاه الشرق تماماً قبل طلوع الشمس، وظهوره للعيان يؤذن بنهاية «المربعانية».

و«المربعانية» ليست منزلة أو نجماً في السماء، وإنما مصطلح يضم ثلاثة منازل قمرية من برج العقرب، وهي: الإكليل ودخوله في السابع من ديسمبر، ثم القلب ودخوله في 20 ديسمبر، وأخيراً الشولة ودخولها في الثاني من يناير، وتنتهي «المربعانية» في 14 يناير مع طلوع «النعايم».

ومع دخول «المربعانية» يحين أوان دخول وقت شدة البرد في الجزيرة العربية وبلاد الشام، إذ تنخفض درجات الحرارة الدنيا في الجزيرة العربية لأدنى درجة لها، وتكون تحت الصفر المئوي في المناطق الشمالية، ودون 10 مئوية في المناطق الوسطى والجنوبية، ويكون الانقلاب الشتوي بحدود 22 ديسمبر، حيث يكون أطول ليل وأقصر نهار في الجزء الشمالي من الأرض أثناء وقت «المربعانية».

ومع حلول «المربعانية» تتوغل الكتلة السيبيرية الشمالية الباردة، التي تؤثر في أجواء الجزيرة العربية، بالبرد الشديد والصقيع والجفاف، كون الكتلة الهوائية قادمة من براري آسيا، ويتكون الصقيع الذي يضر بالمحاصيل، فيما يزداد خطر البرد على الحيوانات البرية بل وحتى الإنسان نفسه عند المبيت في العراء.


فرصة لسقوط أمطار

توقع المركز الوطني للأرصاد أن يكون الطقس، اليوم، غائماً جزئياً إلى غائم على بعض المناطق، مع فرصة لسقوط الأمطار، خصوصاً على السواحل وبعض المناطق الغربية والشرقية، والرياح خفيفة إلى معتدلة السرعة، تنشط أحياناً مع نشاط السحب.

كما توقع أن تكون حركة الرياح جنوبية شرقية - شمالية شرقية /‏ 20 - 30 كم/‏ساعة، تصل إلى 40 كم/‏ساعة أحياناً، والخليج العربي متوسط الموج، يضطرب أحياناً مع نشاط السحب، وبحر عمان متوسط الموج، يضطرب أحياناً مع نشاط السحب.

أبو ظبي - وام

دخول فترة الشتاء الحقيقي

يقترن دخول فترة الشتاء الحقيقي بالأمطار الغزيرة، والرياح القوية والبرد القارس، وتشكل السيول وتساقط الثلوج، وتكون الصقيع في بعض نواحي المنطقة العربية، ويظهر البخار من الفم لشدة البرودة صباحاً، ويكثر تشكل الضباب، ويظهر الندى آخر الليل وفي ساعات الصباح الأولى، وفيها تتساقط أوراق بعض الأشجار، وتنتشر الأمراض الموسمية المرتبطة بالبرد، وتغيرات درجات الحرارة، خصوصاً نزلات البرد والإنفلونزا.

«المربعانية» ليست منزلة أو نجماً في السماء، وإنما مصطلح يضم ثلاثة منازل قمرية.

تويتر