مواثيق

«العالمي للإفتاء» يقر وثيقة التسامح الفقهي

صورة

أقر المؤتمر العالمي الخامس للإفتاء، الذي عُقد في القاهرة خلال شهر أكتوبر الماضي، إصدار وثيقة التسامح الفقهي والإفتائي، بهدف نبذ التعصب المذهبي المهدد للتماسك الاجتماعي، ومواجهة محاولات التطرف لاستغلال الاختلاف الفقهي في نشر الكراهية، وتأسيس مبادئ التسامح الفقهي والإفتائي التي تنطلق من الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي.

ودعا المؤتمر في توصياته الختامية جميع الأطراف المعنية إلى الالتزام بوثيقة التسامح الفقهي والإفتائي، وتفعيلها على الجهات كافة، مؤكداً أن الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي، هي الأسلوب الأمثل لاستثماره للصالح الإنساني.

وأكد أن تاريخ الاختلاف الفقهي مر بفترات متفاوتة من الصعود والهبوط على مر التاريخ، وأنه يمكن التعلم واستلهام الخبرة والانتقاء من مراحله التاريخية كافة، موضحاً أن المذاهب الفقهية الإسلامية في مجموعها، وتفاعلها العلمي فيما بينها، تمثل تجربة إنسانية يجب استثمارها والإفادة منها.

وشدد المؤتمر على وجوب احترام الاختلاف المذهبي، والعمل على نشر هذه الثقافة، انطلاقاً من أن احترام الرأي المخالف حجر الأساس في التماسك الاجتماعي وتحقيق الاستقرار، ومؤكداً دعم هذا الأمر بكل الوسائل في مجال التعليم بمراحله المختلفة.

ودعا المؤتمر إلى اعتبار الحفاظ على منظومة المقاصد الشرعية الميزان الأهم للاختيار من المذاهب والترجيح بينها، مثلما دعا جميع الدول الأعضاء بالأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، والمجامع الفقهية والهيئات الدينية، إلى تبادل الخبرات في مجال إدارة الخلاف الفقهي، واعتبار استراتيجية الأمانة العامة خريطة طريق لذلك، وهي ما تعبّر عنها وثيقة التسامح الفقهي والإفتائي.

وأوصى الباحثين وطلاب الدراسات العليا في الدراسات الشرعية والاجتماعية والإنسانية بتقويم تجارب التحاور المذهبي، للابتعاد عن المثالب والتمسك بالمزايا، وكذلك دراسة أثر التجربة المذهبية في مراحلها وأحوالها على المجتمعات المسلمة إيجاباً وسلباً.

وحث دُور الفتوى وهيئاتها ومؤسساتها على الاستفادة من الوسائل التكنولوجية الحديثة، وتطبيقاتها الذكية في دلالة المستفتين على الاختيار الفقهي الرشيد، المبني على الأصول العلمية، وعدم تركهم نهباً للأفكار المتطرفة أو الاضطراب في معرفة الحكم الشرعي.

وأكد رفضه كل محاولات الاستغلال المذهبي التي تمارسها بعض الجماعات التي لا ينتج عنها إلا الصراع، الذي يشوه صورة المذاهب، ويخرج بها عن قيمها ومقاصدها.

تويتر