أكدت الحاجة إلى رصد أسباب تراجع الخطاب الديني الوسطي

«الجامعة العربية» تناقش بدبي دور الإعلام في التصدي للإرهاب

منى المري: «الإمارات اتبعت نهج الوسطية والتسامح، ويعيش بها 200 جنسية في انسجام ووئام».

انطلقت في دبي، أمس، الاجتماعات الدورية لجامعة الدول العربية، التي تستضيفها الدولة حتى غد، بالتعاون بين نادي دبي للصحافة و«مؤسسة وطني الإمارات»، مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، لمناقشة دور الإعلام في مكافحة الإرهاب ونبذ الكراهية، ضمن الفعاليات الدورية التي تعقدها الأمانة العامة للجامعة، لمناقشة موضوعات وقضايا حيوية تلامس حياة المجتمعات العربية.

وقالت رئيسة نادي دبي للصحافة، منى غانم المري، إن اختيار الجامعة العربية لدولة الإمارات لاستضافة هذه الفعاليات، يحمل دلالات مهمة، لاسيما أنها ستعقد في دبي التي اختارها وزراء الإعلام العرب، في يوليو الماضي، عاصمةً للإعلام العربي لعام 2020، تقديراً لدور دبي في دعم قطاع الإعلام على امتداد المنطقة، عبر مبادرات نوعية دأبت على إطلاقها منذ أكثر من 20 عاماً.

وأضافت: «لقد اتبعت الإمارات، منذ تأسيسها، نهج الوسطية والتسامح، ما جعلها قِبلَةً لجاليات أكثر من 200 جنسية، تعيش اليوم بين جنباتها في تناغم وانسجام كاملين، بل إن دولتنا أوجدت الأطر القانونية التي ترسّخ هذا النهج، بأن سنَّت التشريعات التي قدمت من خلالها نموذجاً يحتذى لإثراء ثقافة التسامح عالمياً، إذ أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، في يوليو من عام 2015، مرسوماً بقانون بشأن مكافحة التمييز والكراهية، ومواجهة مظاهر التمييز والعنصرية وتجريم الأفعال المرتبطة بازدراء الأديان ومقدساتها ونبذ خطاب الكراهية، فضلاً عن تجريم كل ما من شأنه إثارة الفتن، أو الدعوة إلى التمييز عبر كل الوسائل المقروءة أو المسموعة أو المرئية».

من جانبه، أكد مدير الإدارة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب بجامعة الدول العربية، الوزير المفوض الدكتور فوزي الغويل، أن ظاهرة الإرهاب التي ألمّت بعدد من دول العالم العربي في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، أضحت خلال العقدين الماضيين أكثر خطورة بسبب انتشار الجماعات الإرهابية المنظمة، وغيره من العوامل والظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي أسهمت في تشكيل بيئة خصبة للجماعات المتطرفة لنشر أفكارها المسمومة.

واعتبر أن أحد أهم الأسباب التي أدت إلى توغل الفكر المتطرف في مجتمعاتنا العربية، هو ضعف تأثير الخطاب الديني الوسطي المعتدل، إذ عانت مجتمعاتنا العربية، على مدى عقود من إشكالية الخطاب الديني المتشدد، الذي يحمل مضامين الغلو والتعصب، مؤكداً الحاجة إلى رصد أسباب تراجع الخطاب الديني الوسطي ومعالجتها، ليستعيد دوره التنويري المستمد من تعاليم ديننا الحنيف الداعية إلى الرحمة والتسامح ونبذ العنف والكراهية.

وألقى المدير التنفيذي لمؤسسة وطني الإمارات، ضرار بالهول الفلاسي، كلمة قال فيها إن تفرّد تجربة الإمارات في نشر وتعزيز ثقافة التسامح، ينبع من التنوع الثقافي والسكاني الكبير لمجتمعها، الذي يضم نحو 200 جنسية مختلفة، لتحوّل القيادة الحكيمة هذا التنوع إلى فرصة لبناء جسور المودة والتآلف بين مختلف الجنسيات الموجودة على أرض الدولة، لتقدم للعالم نموذجاً يحتذى في ترسيخ أسس التعايش بين الناس على تنوع ثقافاته.

وأشار إلى أن «تجربتنا في الإعلام المتوازن أثبتت قدرتها على نشر رسالة التسامح ونبذ الكراهية، ومساعدة الدول والمجتمعات على مكافحة الإرهاب والتصدي لأي فكر يشوبه التطرف، وقبل ذلك تعزيز التلاحم المجتمعي وترسيخ أسس الوئام بين الناس».

وأضاف: «نجحت الإمارات في تحويل التسامح والعيش المشترك والاعتدال والوسطية، من مجرد قيم مجتمعية إلى عمل مؤسسي تشارك في إنجاحه كل مؤسسات الدولة، بما في ذلك قطاع الإعلام الذي مثّل الوجهة الأمينة لهذا العمل الدؤوب، الذي لعب دوراً مهماً في تأكيد قيمة التعايش أساساً لمسيرة العمل التنموي التي تحقق الخير والرفاه لكل مكونات المجتمع من دون تفرقة، فضلاً عن دوره في نبذ فكر التطرف، ودحض كل فكر مضلل بالدليل والحُجة والبرهان».


ظاهرة الإرهاب أضحت

أكثر خطورة بسبب انتشار

الجماعات الإرهابية

المنظمة.

تويتر