حدّدها مؤتمر «التعليم ووظائف المستقبل»

12 توصية لتأهيل «الثروة البشرية» الإماراتية

المؤتمر دعا إلى الاستفادة من نجاحات النظم التعليمية الرائدة على المستوى العالمي. تصوير: إريك أرازاس

حدّد المشاركون في أعمال المؤتمر الـ10 للتعليم، الذي نظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية على مدى يومين، تحت عنوان «التعليم ووظائف المستقبل»، واختتمت أعماله أمس، 12 توصية ومقترحاً علمياً، لتأهيل الثروة البشرية في الإمارات من خلال التعليم.

وأوصى البيان الختامي للمؤتمر بضرورة مواصلة جهود تطوير القوى البشرية الإماراتية وتعزيزها بشكل مستمر، بما يتناسب مع التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم، لاسيما في مجالات الاقتصاد المعرفي والثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي، والتحديث المستمر للبرامج والمناهج الدراسية، لضمان مواكبتها التطورات المتسارعة في مجالات الثورة الصناعية، والذكاء الاصطناعي، مع التركيز بصورة خاصة على مناهج الرياضيات والعلوم، إضافة إلى تعزيز التنسيق والتعاون بين الأطراف المعنية بالتعليم وأسواق العمل - لا سيما الحكومات والجامعات وشركات التوظيف وأصحاب الأعمال والطلاب - في وضع الخطط الخاصة بتطوير التعليم، وتحديد المهارات الأساسية التي يتطلبها سوق العمل على المديين القريب والمتوسط.

كما شملت التوصيات تعزيز الاستثمار في رأس المال البشري من خلال عمليات التعليم والتدريب مدى الحياة، التي تستهدف رفع مهارات القوى البشرية بشكل دائم للتكيف مع متطلبات وظائف المستقبل، والاهتمام بصورة أكبر بتطوير المهارات الأساسية لدى الطلاب، التي تساعدهم على التكييف مع وظائف المستقبل، لا سيما المهارات المتعلقة بحل المشكلات المعقدة والتفكير النقدي، والإبداع والابتكار، مع التأكيد على أهمية تطوير البرامج والآليات التي تضمن اكتشاف مواهب الطلاب ومهاراتهم في سن مبكرة لاستثمارها بالشكل الصحيح، والعمل على إعادة تأهيل المعلمين، والأكاديميين والتأكد من امتلاكهم القدرات المعرفية والمهارات التي تساعدهم على نقل المعارف والمهارات الحديثة للطلاب، إضافة إلى الاهتمام بالجوانب الاجتماعية والأخلاقية للثورة الصناعية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، التي يمكن أن يكون لها تأثيرات سلبية مدمرة للمجتمعات، إذا لم يحسن استغلالها وتوظيفها.

وتضمنت التوصيات أيضاً الاهتمام بالتعليم المهني والتقني، وفتح المجال أمام خريجي المدارس المهنية والتقنية للالتحاق بالجامعات في المجالات المتخصصة، وزيادة موازنات البحث العلمي وتشجيع القطاع الخاص على تمويل مجالات البحث العلمي المختلفة، وتعزيز الاستثمار طويل الأمد، لاسيما في مجالات العلوم والهندسة، باعتبارها محركات الإبداع والابتكار، والعمل على بناء شراكات أكاديمية وتعليمية فاعلة مع المؤسسات والهيئات التعليمية والأكاديمية المتميزة في مجالات دمج التعليم والتكنولوجيا في نظم التعليم على المستوى العالمي، بجانب العمل على مواجهة التحديات التي يواجهها أصحاب الهمم للانخراط في سوق العمل، من خلال تعزيز التوظيف الدامج لهم وإدراج ما يلزم من برامج تعليمية ومناهج دراسية لتحقيق هذه الغاية.

ودعا المؤتمر إلى الاستفادة من الخبرات والتجارب والنجاحات التي حققتها النظم التعليمية الرائدة على المستوى العالمي، كنظام التعليم في كل من سنغافورة وكندا وفنلندا، والوقوف على أحدث ما توصلت إليه هذه النظم من برامج تعليمية ومناهج دراسية وأساليب تدريس حديثة، والعمل على تطبيقها في دولة الإمارات.

من جانبها، أكدت وزيرة دولة، المسؤولة عن ملف العلوم المتقدمة، سارة بنت يوسف الأميري، خلال كلمتها في المؤتمر، أن التعليم ركيزة أساسية للخطة المئوية لدولة الإمارات العربية المتحدة (2071)؛ التي تهدف إلى جعل الإمارات الدولة الأفضل في العالم.

وقالت: «نحتاج إلى التطور التكنولوجي لتطوير الموارد البشرية على نحو يجعل مهاراتها مواكبة لما أفرزته الثورة الصناعية الرابعة من تغيرات مذهلة»، لافتة إلى أن «الدولة تعمل على تطوير التكنولوجيا من خلال تحفيز المعرفة لتأهيل طلابنا لما يشهده العالم حالياً من تطورات جذرية على الصعيد التقني، ومن خلال تطوير المعارف الحديثة وتوظيفها بالطريقة المناسبة».

وشدّدت الأميري على وجود أسس وركائز ضرورية لتطوير رأس المال البشري، أولها ضرورة وجود بيئة محفزة للإبداع، والعمل باستراتيجية التعلم مدى الحياة، وتنويع الموارد والأفكار والتركيز على المهارات ومفهوم الاستدامة.

وقالت إن «الإصلاح التربوي يعتبر ضرورة لا غنى عنها لتطوير التعليم»، وإن «هناك أهمية خاصة لتطوير أساليب التدريس التي يتبعها المعلمون، حتى تصبح أكثر فاعلية في نقل المعرفة إلى الطلاب».

4 جلسات

أكد مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، الدكتور جمال سند السويدي، أن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، يحرص دائماً على مواكبة التطورات والمستجدات في مختلف المجالات، مؤكداً تخصيص المؤتمر كي يناقش على مدار أربع جلسات، قضية حيوية، هي دور التعليم في تأهيل الكوادر البشرية في الإمارات لجعلها قادرة على شغل وظائف المستقبل، ولاسيما في ظل الثورة الصناعية الرابعة وما تتضمنه من تطور تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي والاتصالات وغيرهما، بما يسهم في توفير متطلبات سوق العمل اللازمة في هذه المرحلة.

وناقش المؤتمر على مدار يومين، التعليم وإعداد أجيال إماراتية تواكب الثورة الصناعية الرابعة، ووظائف المستقبل بين الطموحات والتحديات، والتعليم العالي واستشراف المستقبل، إضافة إلى التجارب الدولية الناجحة في مجال التعليم.


سارة الأميري:

«نحتاج إلى

التطور التكنولوجي

لتطوير الموارد

البشرية، على

نحو يجعل مهاراتها

مواكبة لما أفرزته

الثورة الصناعية الرابعة

من تغيرات مذهلة».

تويتر