أكدوا ضرورة ترسيخه في الأسرة والمجتمع

مشاركون في مؤتمر مجمع الفقه الإسلامي بدبي: التسامح يزدهر في ظل التعددية

صورة

أكّد مشاركون في الدورة الـ24 لمجمع الفقه الإسلامي، الذي عقد أخيراً بدبي برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن التسامح يزدهر في ظل وجود تعددية وتنوع ثقافي، دون إقصاء أو تمييز.

وقالت الباحثة بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، الدكتورة نجاة المرزوقي: «إن التسامح مفهوم يتضح في أسمى صوره وأجلاها في ظل التعدديات، إذ لا معنى لادعاء التسامح دون وجود دواعي الاختلاف الديني والعرقي والثقافي، وغير ذلك»، مشيرة إلى أن قيمة التسامح تظهر في أوضح صورها عندما تتغلب على فوارق التعدديات البشرية، وتنجح في تعايش الشعوب سلمياً، تحت ظل تسامح لا يلغي الفوارق، ولكن يحترمها ويتعايش معها، في ظل نظام من العدالة والحقوق والواجبات.

وأعرب مفتي تونس، عثمان بطيخ، عن أمله في أن يسود التسامح في العالم، خصوصاً في ظل الظروف العالمية الراهنة التي يغلب عليها الصراع، مؤكداً أن موضوع التسامح سيظل مطروحاً بقوة على الساحة مادام هناك خلاف، ومادام هناك من يدعو إلى العنف والحقد والكراهية والعنصرية.

وأكد ضرورة نشر هذه القيمة الإسلامية الإنسانية العظيمة التي جاءت بها الشريعة الإسلامية، وتضمنتها المواثيق الدولية المعاصرة، بهدف انتشار السلام، وترسيخ التعاون الدولي والاستقرار والازدهار الاقتصادي والاجتماعي، موضحاً أن دور العلماء هو مقاومة انتشار التطرف الفكري بالتسامح، وبيان شريعة الله عزّ وجلّ السمحة المعتدلة، دون غلو أو تطرف.

وأشار الوزير المكلف بالشؤون الدينية في غينيا، قطب مصطفى سانو، إلى أن موضوع التسامح يحتل أهمية في عالم اليوم، لافتاً إلى ضرورة تقديم دراسات علمية متأصلة لنقل فكر التسامح في مفهومه النظري إلى العملي، ليكون حاضراً في الفكر والوجدان والسلوك والعلاقات مع الغير.

وأضاف أن من الأهمية بمكان أن يكون التسامح حاضراً وفاعلاً في الحياة اليومية للبشر، ابتداءً من الأسرة إلى المحيط الاجتماعي، ومنه إلى المجتمع ككل والعالم الخارجي، خصوصاً أن التسامح مبدأ أصيل وثابت في الشريعة الإسلامية.

وشدد 12 بحثاً نوقشت خلال المؤتمر على أهمية التسامح باعتباره مطمح الديانات ومطمح البشرية جمعاء، وأبرزت واجب قادة الفكر والساسة وعلماء الدين في تحمّل مسؤولياتهم في التذكير بقيم الفكر الإسلامي كالتفاهم والعفو والصفح والتجاوز وتحسين العلاقات بين المسلمين، وكذلك التسامح في علاقات المسلمين مع غيرهم من ذوي الديانات الأخرى، حيث تؤكد القيم بمجملها أن الشرع الإسلامي سهل لين هين لا إعنات فيه على البشر ولا تشدد.

وكان مدير عام دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي رئيس اللجنة العليا للمؤتمر، حمد الشيباني، نوّه بالمساهمات القيّمة التي قدمها الباحثون والعلماء المشاركون في جلسات المؤتمر، مؤكداً حرص الدائرة على إدراج موضوع التسامح في الإسلام ضمن أجندة المؤتمر، تماشياً مع نهج الدولة في تبني معاني التسامح والتعايش والانفتاح الإنساني، لافتاً إلى أن الجلسة العلمية المخصصة لمناقشة هذه المسألة اطلعت على عدد من البحوث القيّمة التي قدمت رؤية شاملة لمفهوم التسامح في الإسلام، وأبرزت ضرورته المجتمعية وآثاره في المجتمعات المسلمة.

تويتر