أول رائد فضاء إماراتي يعود إلى الأرض بعد رحلة تاريخية لـ «المحطة الدولية»

محمد بن راشد ومحمد بن زايد: فخـــورون بإنجاز هزاع المنصوري وماضون بعزم إلى المــريخ

صورة

قدّم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، التهنئة إلى أول رائد فضاء إماراتي هزاع المنصوري، بمناسبة وصوله سالماً إلى الأرض بعد إنجاز الرحلة التاريخية للفضاء.

نائب رئيس الدولة:

- «متفائلون بالطريق الجديد الذي فتحناه لأجيالنا نحو الفضاء».

ولي عهد أبوظبي:

- «نبارك لشعب الإمارات هذا الإنجاز التاريخي».

حمدان بن محمد:

- «بداية قوية لدخول دولة الإمارات إلى مضمار اكتشاف الفضاء».

وهنّأ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، شعب الإمارات على هذا الإنجاز التاريخي، وأكد سموهما أنهما «فخوران بالإنجاز ومتفائلان بالطريق الجديد الذي فتحناه لأجيالنا نحو الفضاء، ونحن ماضون بعزم أبناء زايد لتحقيق طموحنا للوصول إلى المريخ».

وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على حسابه في «تويتر»: «نحمد الله على وصول ابن الإمارات هزاع المنصوري سالماً إلى الأرض، بعد أول رحلة لرائد فضاء عربي لمحطة الفضاء الدولية.. فخورون بالإنجاز.. وفرحون بالمعرفة والخبرة التي اكتسبناها.. ومتفائلون بالطريق الجديد الذي فتحناه لأجيالنا نحو الفضاء».

وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على حسابه في «تويتر»: «الحمد لله على عودة هزاع المنصوري سالماً إلى الأرض، بعد رحلة ناجحة إلى محطة الفضاء الدولية.. نبارك لشعب الإمارات هذا الإنجاز التاريخي.. ماضون بعزم أبناء زايد لتحقيق طموحنا للوصول إلى المريخ».

وكتب سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، على حسابه في «تويتر»: «كل التهاني للأخ هزاع المنصوري على عودته سالماً إلى الأرض، في ختام رحلة تاريخية تمثل بداية قوية لدخول دولة الإمارات إلى مضمار اكتشاف الفضاء، وبرهاناً واضحاً على قدرة أبناء الإمارات على تحدي المستحيل، وتحقيق الأحلام مهما ارتفع سقف الطموحات».

وتابع سموه «الرحلة هي نقطة انطلاق لمسيرة جديدة، نخوضها نحو المستقبل بكل العزم والإصرار على تجاوز التوقعات، وارتقاء أعلى مراتب التميز كشريك حقيقي في صنع مستقبل يحمل الخير للإنسانية، ويضمن لشعب الإمارات وشعوب المنطقة مزيداً من الرفعة والتقدم والازدهار».

وكان أول رائد فضاء إماراتي هزاع المنصوري، وصل إلى الأرض بعد الرحلة التاريخية إلى محطة الفضاء الدولية، التي استغرقت ثمانية أيام، أجرى خلالها مجموعة من التجارب العلمية المكثفة، حيث هبطت المركبة «سويوز إم إس 12»، التي تقل المنصوري، ورائدي الفضاء الأميركي نيك هيج، والروسيّ أليكسي أوفشينين، في منطقة سهلية جنوب شرق مدينة جيزكازجان في كاراغندا، وسط كازاخستان، في تمام الساعة الثانية و59 دقيقة من بعد ظهر أمس، ونُقل المنصوري إلى مدينة النجوم في روسيا، وسيخضع للملاحظة لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.

وأعلن مركز محمد بن راشد للفضاء تفاصيل رحلة العودة، التي بدأت بإغلاق مدخل مركبة «سويوز إم إس 12» في تمام الساعة الثامنة و20 دقيقةً صباح أمس، بتوقيت الإمارات، وبعد إجراء فحوص التأكد من عدم وجود أي تسرب، أُعطيت إشارة الجهوزية التامة، وانفصلت المركبة عن المحطة في تمام الساعة 11:37 صباحاً، متخذة مسارها في اتجاه الأرض.

ونُقل رواد الفضاء فور هبوطهم إلى الأرض، لإجراء الفحوص اللازمة، وفق الإجراءات المتبعة مع الرواد لدى عودتهم من الفضاء، وبعد انتقال الرائدين أليكسي أوفشينين وهزاع المنصوري إلى مركز يوري غاغارين لتدريب رواد الفضاء في مدينة النجوم، في موسكو، تولت الدكتورة حنان السويدي، معاينة المنصوري للتأكّد من حالته الصحية.

واستقبل المنصوري في موقع الهبوط مدير برنامج الإمارات لرواد الفضاء، المهندس سالم المري، ومدير مكتب رواد الفضاء في المركز، سعيد كرمستجي، وفريق طبي دولي متخصص، فيما تابع كل من رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء، حمد عبيد المنصوري، ومدير عام المركز، يوسف حمد الشيباني، وعدد من أعضاء فريق المركز، رحلة العودة إلى الأرض من مركز التحكم التابع للمحطة الأرضية لوكالة الفضاء الروسية في موسكو.

وقال حمد عبيد المنصوري: «نستقبل سفير الإمارات في الفضاء، هزاع المنصوري، عائداً إلى الأرض، حاملاً نتائج تجارب علمية مهمة للبشرية والمجتمع الدولي، أجراها على متن محطة الفضاء الدولية؛ ليفتح الطريق أمام الشباب العربي لآمال وأحلام جديدة في هذا القطاع».

وأضاف: «اليوم نحقق نقلة تاريخية في قطاع الفضاء، باكتمال قصة نجاح جديدة لدولة الإمارات، انطلق خلالها أحد أبنائها حاملاً معه (طموح زايد) وعلم الدولة ليرتفع عالياً بين نجوم السماء».

من جانبه، قال الشيباني: «نعيش اليوم لحظات تاريخية مضيئة في الإمارات، بعودة أول رائد فضاء إماراتي، ونثبت أننا قادرون على تحويل أحلامنا إلى واقع، ليس هذا فحسب، بل قادرون على إحياء النهضة الحضارية بالعالم العربي، ونؤكد أنه لا حدود لطموحات وتطلعات أبناء الإمارات في أي زمان ومكان».

وعاد هزاع المنصوري على متن مركبة «سويوز إم إس 12»، المكوّنة من «الوحدة المدارية»، و«وحدة الالتحام»، و«وحدة الهبوط»، حيث رافقه خلال رحلة العودة، رائدا الفضاء، الروسي أليكسي أوفتشينين، والأميركي نيك هيج، الموجودين في المحطة منذ مارس الماضي.

وأوضح مركز محمد بن راشد للفضاء، أن عملية الانفصال بدأت قبل نحو ثلاث ساعات ونصف الساعة من لحظة الهبوط إلى الأرض، وبعد دقائق من عملية الانفصال، عملت محركات المركبة بشكل أسرع، للوصول إلى مسافة آمنة من المحطة، ثم بدأت بالهبوط بسرعة معينة، ثم وجهت المركبة نفسها لتدخل في ما يُعرف بـ«مناورة الكبح»، للتخفيف من سرعة الهبوط.

وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أجرى خلال زيارة سموه مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي يوم الجمعة الماضي، اتصالاً هاتفياً مع هزاع المنصوري، وهنّأه بسلامة الوصول إلى محطة الفضاء الدولية، في إنجاز تاريخي لدولة الإمارات، ونقل سموه تهاني صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتمنيات سموه لهزاع بالتوفيق، حيث حقق طموح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في الوصول إلى الفضاء.

وأعرب المنصوري، خلال الاتصال، عن شكره وعرفانه لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ولصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على الدعم والتشجيع والمساندة، مؤكداً أن القيادة تقدم نموذجاً يحتذى في دعم شعبها، وتحدي المستحيل، وإتاحة الفرص للشباب في جميع المجالات.

وأعرب المنصوري، عن فخره بكونه أول إماراتي وأول عربي يخاطب الأرض باللغة العربية من على متن محطة الفضاء الدولية، وأول من يحمل علم الإمارات إلى الفضاء، آملاً أن تسهم التجارب التي يجريها هو وزملاؤه في خدمة البشرية.

وذكر المركز أنه عند وصول المركبة إلى ارتفاع نحو 128 كم من سطح الأرض، بدأت مرحلة «واجهة الدخول»، إذ تخلصت من ثلثي كتلتها، وبدأ احتكاكها بالغلاف الجوي، وفي هذه المرحلة عمل الطاقم على إبطاء سرعة نزول المركبة، وبدأت المركبة بالهبوط بسرعة 230 متراً في الثانية، وتم تخفيض سرعتها تدريجياً إلى أن وصلت إلى أمتار قليلة في الثانية، وقبل دقائق من الهبوط، بدأت مرحلة نشر المظلات، وفيها تم فتح أربع مظلات، منها واحدة كبيرة تسمى «المرساة»، أو «السحب»، تبلغ مساحتها 24 متراً مربعاً، والتي عملت على إبطاء هبوط المركبة بشكل كبير، حيث وصلت سرعة نزولها إلى نحو 79 متراً في الثانية.

وفي المرحلة الأخيرة من الهبوط، تم إطلاق مظلة عملاقة بلغت مساحتها 10 آلاف و767 متراً مربعاً، للتحكم بزاوية ودرجة نزول المركبة، إضافة إلى إبطاء حركتها بشكل كبير جداً، لتصل إلى سبعة أمتار في الثانية، وقبل الهبوط الرئيس بثوانٍ، بدأت ثلاث محركات صغيرة بالعمل، لتخفيف سرعة هبوطها إلى أبعد درجة للنزول بشكل مريح.

وعقب هبوط المركبة، وتحديد موقعها في منطقة سهلية، هرع فريق من المنقذين المختصين إلى المكان، وتم قطع حبال المظلة، لمنع سحب الرياح للكبسولة، وفتحت صمامات نظام التنفس في المركبة الفضائية، وتمت مساعدة رواد الفضاء وإخراجهم من المركبة.

وأجرى المنصوري، 16 تجربة علمية، بالتعاون مع شركاء دوليين، منهم وكالة الفضاء الأوروبية (إيسا)، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية (جاكسا) ووكالة الفضاء الروسية (روسكوزموس)، ووكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، بينها ست تجارب على متن محطة الفضاء الدولية، في بيئة الجاذبية الصغرى، وهي بيئة منعدمة الجاذبية تقريباً، لدراسة تفاعل المؤشرات الحيوية لجسم الإنسان في الفضاء، مقارنة بالتجارب التي أجريت على سطح الأرض، ودراسة مؤشرات حالة العظام، والاضطرابات في النشاط الحركي، والتصور وإدراك الوقت عند رائد الفضاء، إضافة إلى ديناميات السوائل في الفضاء، وأثر العيش في الفضاء في البشر، وهذه المرة الأولى التي يتم فيها هذا النوع من الأبحاث على شخص من المنطقة العربية.

وفي إنجاز غير مسبوق، سجل المنصوري، أول جولة تعريفية مصورة باللغة العربية لمحطة الفضاء الدولية، حيث شرح مكونات المحطة، والأجهزة والمعدات الموجودة على متنها، إضافة إلى نبذة عن حياة رواد الفضاء اليومية على متن المحطة. كما سجل فيديوهات عدة توثق الحياة على متن محطة الفضاء الدولية ومكوناتها، إضافة إلى الأنشطة التي يقوم بها رواد الفضاء، وتسجيل يومياته لمدة 15 دقيقة كل يوم.

وأطلع المنصوري زملاءه رواد الفضاء الموجودين على متن المحطة، على أبرز العادات والتقاليد الإماراتية، وقدم لهم ثلاثة أطباق إماراتية، إذ تولّت شركة «مختبر أطعمة الفضاء» الروسية تجهيز هذه الأكلات للفضاء، حيث يتم تحضير الأطعمة المخصّصة لرواد الفضاء، وفق متطلبات محددة لتوفير التغذية المتوازنة، وفي الوقت نفسه ضمان سهولة حملها وتخزينها، واستخدامها في بيئة منعدمة الجاذبية تقريباً.

وقرأ المنصوري قصتين للأطفال بعنوان أمل وخليفة، حيث يعد أول رائد فضاء عربي يسجل قصصاً للأطفال على متن محطة الفضاء الدولية، في خطوة من شأنها إثارة شغف الأجيال الجديدة، وإعطاؤها الحافز على التميز المعرفي، وإطلاعها على مجال لم تعهده من قبل، والذي يعد من أهم المجالات التي تركز عليها دولة الإمارات في سعيها نحو المستقبل.

وأرسل المنصوري، عدداً من مقاطع الفيديو والصور، التي التقطها لكوكب الأرض، إضافة إلى صور التقطها للإمارات من الفضاء، وأظهرت الصور التي استقبلها فريق المحطة الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي، عدداً من الدول العربية في شمال إفريقيا، وكذلك السعودية ومكة المكرمة.

وعرض المنصوري، خلال اتصال مباشر بالفيديو في اليوم الرابع من المهمة، الرسومات المختارة من مبادرة «أرسل إلى الفضاء»، التي أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء.

وخلال وجوده على متن محطة الفضاء الدولية، كان المنصوري يتواصل مرتين يومياً مع المحطة الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي، لمناقشة جدوله اليومي، والمهام المكلف بها على متن محطة الفضاء الدولية.

وكان يتواصل يومياً، مع الدكتورة الإماراتية، حنان السويدي، طبيبة رواد الفضاء، التي كانت تتابع حالته الصحية طوال فترة وجوده في الفضاء، ووجدت مع الفريق الدولي المخصص لاستقباله فور عودته، للاطمئنان على حالته الصحية، وإجراء الفحوص الطبية اللازمة.

المنصوري: فخور بأنني أول من تحدث العربية في محطة الفضاء

عبّر رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري، عن فخره كونه مثّل الإمارات والوطن العربي على متن محطة الفضاء الدولية، وكان أول رائد فضاء يتحدث اللغة العربية داخل المحطة. وقال المنصوري، خلال مؤتمر صحافي، نُظم أمس في كازاخستان، بعد وصوله إلى الأرض: «اكتسبت الكثير من المعارف خلال رحلتي إلى المحطة، وأتشوق للعودة إلى بلدي، حتى أنقل هذه المعارف إلى أهل الإمارات والوطن العربي».

وحول شعوره وهو يرى الأرض أثناء عودته من المحطة، أفاد المنصوري بأن الهبوط كان سلساً، لأنهم أدوا كل ما تدربوا عليه، مضيفاً أنه أحس بشعور رائع، أثناء هبوط المركبة.

وذكر أن التجربة أضافت له الكثير من المعارف، ويعتز بها، لافتاً إلى أن الإمارات مستمرة في برنامجها الفضائي، بتوجيهات ودعم قيادة الدولة.

 

 

تويتر