إنشاء منزل بالطباعة «الثلاثية الأبعاد» في الشارقة

بدأ مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، في العمليات الإنشائية بتقنيات الطباعة الثلاثية الأبعاد، لبناء أول منزل بهندسة معمارية تراثية في أرض المجمع.

وزار صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أمس، مقر المجمع، واطلع على سير العمل في المشروع، وتابع جانباً من عمليات البناء، واستمع من القائمين عليه من مشرفي ومسؤولي المجمع لآخر التطورات والتقنيات المستخدمة، والشراكات القائمة بين المجمع والشركات المطورة والمؤسسات الأكاديمية.

وأوضح القائمون على المجمع لصاحب السمو حاكم الشارقة، خلال جولتهم في الموقع، أن المجمع يعمل على استقطاب شركات عالمية متخصصة في إنشاء الأبنية بتقنيات الطباعة الثلاثية الأبعاد، إذ يتم بناء أول منزل بهندسة معمارية تراثية على أرض المجمع باستخدام هذه التقنية، التي تعدّ من أحدث تقنيات الثورة الصناعية الرابعة المتعلقة بالبناء.

يأتي المشروع ثمرة للتعاون بين القطاعات الحكومي والخاص والأكاديمي. وتعمل الجامعة الأميركية، ممثلة بكلية الهندسة، على تطوير هذه التقنية وتدريب الطلبة عليها، من خلال إجراء بحوث علمية تطبيقية يجريها الطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية، وعدد من الباحثين من شركات متخصصة في تطوير وبناء المباني العصرية ذات الكلفة المنخفضة والأسرع في الإنجاز والأكثر استدامة، من خلال الاختبار والتجريب عبر المشروعات، التي ستنفذ بمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار لتطوير هذه التكنولوجيا وتطبيقها في المنطقة.

وسيبنى المنزل بالكامل بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في هذا النوع من البناء، وبتصميم يحاكي التراث الإماراتي، في خطوة يطمح من خلالها لترسيخ مكانة الشارقة كوجهة مفضلة لهذا النوع من تقنيات البناء والهندسة المعمارية المستقبلية، في وقت بدأ به قطاع البناء والتشييد يشهد تحوّلاً تدريجياً على المستوى العالمي.

كما تأتي الخطوة في إطار الجهود التي يبذلها المجمع للتعريف بواحدة من أهم تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وهي الطباعة الثلاثية الأبعاد، من خلال خلق بيئة سباقة وداعمة للتجارب والأبحاث في مجال التقنيات المستقبلية للبناء، عبر إجراء التجارب العديدة لتطوير بعض تقنيات المباني الحديثة، منها تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد، التي تعد من أبرز طرق البناء المستقبلية المبتكرة، التي يعول عليها للإسهام في صنع وحدات سكنية متكاملة، من خلال نماذج رقمية المكونات، كما يتطلع من خلال استخدام هذه التقنية مستقبلاً إلى خفض تكاليف الجمع والنقل والبناء.

وكان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي التقى عدداً من الطلبة الباحثين من كلية الهندسة في الجامعة الأميركية بالشارقة، وحثهم على انتهاز الفرصة بوجود هذا المجمع وبالشراكات التي يقيمها مع كبريات المؤسسات البحثية والتكنولوجية والابتكارية، داعياً إياهم للإقدام والمثابرة والاحتكاك مع هذه المؤسسات، والاهتمام بالجانب البحثي، حتى يكونوا خريجين جاهزين لخدمة أوطانهم في مجالهم وتخصصهم.

وأكد الرئيس التنفيذي للمجمع، حسين المحمودي، أن «المشروع يأتي في وقت تزداد فيه كلفة البناء التقليدية يوماً بعد يوم. أما هذا النوع من البناء فله العديد من المزايا، كسهولة الحصول على التصاميم المعقدة والتعديل عليها بشكل بسيط، مع إمكان الحصول على أجزاء متنوعة الأحجام، إضافة لاستخدام معدات بشكل يقلّ كثيراً عن الطرق التقليدية، ما ينتج عنه الاختصار في مدة التنفيذ والكلفة».

- الطباعة الثلاثية الأبعاد تتيح الحصول على التصاميم المعقدة والتعديل عليها.