أكدوا أن هناك دولاً تحتضن التنظيمات الإرهابية وترعاها

مشاركون في مجالس «الداخلية» يحذرون من تجنيد الشباب عبر الألعاب الإلكترونية

الحلقة الثالثة من مجالس «الداخلية» تحت عنوان «آفة الإرهاب». من المصدر

أكد مشاركون في الحلقة الثالثة من مجالس وزارة الداخلية، التي استضافها نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، الفريق ضاحي خلفان، تحت عنوان «آفة الإرهاب»، أن التنظيمات الإرهابية لا يمكن أن تعمل بمعزل عن دول تحتضنها وترعاها، لافتين إلى أن هذه التنظيمات تطور ألعاباً إلكترونية لاستدراج الشباب وجرهم إلى هذا الطريق المظلم.

وقال ضاحي خلفان في الجلسة التي أدارها الإعلامي سليمان الهتلان، إن خلق تنظيم إرهابي لم يعد صعباً، في ظل سهولة التواصل عبر التقنيات الحديثة التي تستخدم في عمليات التجنيد والتمويل، لافتاً إلى أن خبراء عالميين في غسيل الأدمغة يتولون تجنيد عناصر لا يمكن تخيل انضمامها إلى تلك التنظيمات، مثل مغني راب في الولايات المتحدة وغيرهم.

وتفصيلاً، ذكر ضاحي خلفان أن التطور الحضاري في الألفية الثالثة، الذي يفترض أن يصاحبه سمو في القيم والثقافات، انحرف عن مساره، بسبب سيادة شريعة الغاب، التي تمثل بيئة خصبة لانتشار الإرهاب، بسبب الشعور بالظلم وعدم العدالة، وتجبر القوي على الضعيف.

وأضاف أن جميع التنظيمات الإرهابية مثل «داعش» وغيره، لا يمكن أن تعمل بمعزل عن دول ترعاها، مثل قطر التي تحتضن وتحمي مجموعة من المطلوبين دولياً، بسبب تنفيذ جرائم إرهابية في دولهم، وكذلك إيران التي ترعى تنظيمات معروفة، وتركيا التي فتحت حدودها للمتطرفين القادمين من أوروبا لإحداث الفوضى والقتل والدمار في سورية، لافتاً إلى أن لا أحد يتخيل أن شباباً وشابات يأتون من دول أوروبية ويدخلون بكل سهولة إلى الأراضي السورية عبر تركيا، وكأنها جولة سياحية.

وأكد ضرورة وضع تعريف محدد للإرهاب الذي طال المسلمين في نيوزيلندا، والمسيحيين في سريلانكا، ولم يعد يفرق بين مدني وعسكري، لافتاً إلى أن العناصر التي تنفذ هذه الجرائم تتحرك وفق فتاوى يصدرها قادتهم مثل مرشد «الإخوان» في مصر، الذي أفتى بقتل الأبرياء من المدنيين وأفراد الجيش الوطني هناك.

وأشار إلى أنه من الضروري دراسة الجانب النفسي، الذي يجعل متطرفاً مثل (البغدادي) يجنّد سبعة أوروبيين وأميركيين، من بينهم مغنو راب، فهؤلاء الأشخاص لم يأتوا من مدرسة أو مسجد حتى نقول إنهم ذوو خلفية دينية، لكنهم أصحاب ثقافة مختلفة قطعياً.

وكشف أنه رصد بنفسه انضمام أصحاب سوابق إجرامية إلى جماعات إرهابية، متحولين من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، في ظاهرة تستحق الدراسة، لافتاً إلى أن هناك منابر وقنوات مخصصة لدعاة لإصدار فتاوى يفسرها المتطرفون بشكل خاطئ، ويستخدمونها في تنفيذ جرائمهم.وأوضح أن كل هذه الشواهد تؤكد وجود خبراء عالميين في فنون الاستقطاب وغسيل الأدمغة.

وقال ضاحي خلفان إن هناك من يتعمد تشويه صورة المسلمين، وخلق صراع بين الشرق والغرب، ومن الضروري إيجاد استراتيجية لمواجهة هذا المخطط.

وأضاف أن القوانين لاتزال غير رادعة بحق ناشري الكراهية والتطرف، وهناك دعاة يطلقون فتاوى تفسر بشكل خاطئ من قبل المتطرفين، مؤكداً ضرورة وجود خطاب ديني عقلاني، والتركيز على التنشئة، ودور الأسرة.

من جهته، قال مدير عام مؤسسة «وطني الإمارات»، ضرار بالهول الفلاسي، إن تجنيد نماذج أصحاب ثقافة مختلفة مثل مغني الراب، تتم عبر الألعاب الإلكترونية، فهذا الشاب ظل لسنوات يمارس القتل الافتراضي عبر لعبة معينة، واستطاعت «داعش» إقناعه بالانضمام إليها لممارسة القتل بشكل واقعي، لافتاً إلى أن هناك خبراء في تلك التنظيمات يتحاورون مع الشباب عبر غرف المحادثة في هذه الألعاب، ويغسلون عقولهم.

وأضاف أن هذه الجماعات تستهدف كذلك نزلاء السجون في أميركا ودول أخرى، فيغرونهم بالانضمام إليها، لافتاً إلى أن لديها محترفين بوسائط الإعلام الحديثة، وتحديداً صناعة المجلات والفيديو، لضمان تحقيق أقوى تأثير ممكن، لذا من الضروري توعية أفراد المجتمع بعواقب إعادة نشر المحتوى المتطرف الذي تقدمه تلك التنظيمات، خصوصاً عبر حساباتها في شبكات التواصل الاجتماعي.

وأشار إلى أن الإمارات تعد من الدول السباقة في تجفيف منابع الإرهاب، بوضع قيود على جمع التبرعات والتحويلات المالية، وإصدار قانون الكراهية، لافتاً إلى أن التنظيمات الإرهابية تستهدف المجتمعات الفقيرة، وتغري الشباب بمكاسب مادية تصعب مقاومتها.

إلى ذلك، قال مدير البحوث بمركز مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، الدكتور يوسف حميتو، إن الإرهاب هو جزء من البرمجة النفسية، وهناك عوامل ومحفزات للتطرف، مثل النشأة في بيئة تعاني الفقر والجهل والتهميش، فيسهل تجنيد أفرادها والتلاعب بعاطفتهم الدينية.

وأضاف أن التفسير الديني الخاطئ لنصوص شرعية وردت في ظروف مختلفة، يغري جيلاً يؤمن بالمفاصلة الدينية، ويكفر بالدولة الوطنية لمصلحة الخلافة التي كانت عبارة عن نموذج حكم ساد في فترة معينة، ولم يعد ملائماً للوقت الحالي.

وأشار إلى أن التنظيمات الإرهابية تستثمر مكونات التقنية الحديثة في نشر دعاياتها، لذا لابد من بذل جهود تربوية لاحتضان الشباب، وفرض نماذج جذابة ترسخ الهوية الوطنية للشباب، وإقرار مبدأ المواطنة الشاملة، على غرار ما تفعله الإمارات، والعودة إلى النصوص السليمة التي تؤطر علاقة سوية مع الآخر.


 ضاحي خلفان:

«خبراء عالميون يغسلون أدمغة الشباب لتجنيدهم بجماعات إرهابية».

تويتر